القاعدة الأولى :
في الهدم ما ليس في البنيان من صخب
أنت - كما سبق - صاحب رسالة يُنظر إليك بعين القدوة ، إن الفضيلة والتـأدب منك قد لا تلفت النظر لأن الشيء من معدنه لا يستغرب ، أنما يستكثر منك الزلل الذي قد يُمدح به غيرك ! إذا كنت هاديء النبرة متزن العبارة فإن أمرك لا يخلو عند خصمك ومشاهدك - وهو الأهم لما يأتي - من أحدى حالتين :
الأول : أن تكون قوي الحجة ، ساطع البرهان ، فإذا ظهرت - مع ذلك - بمظهر الهاديء المتزن ؛ فلا تسل عن ما تُظهر به الحق الذي معك من صلابة وتماسك واقناع
الثانية : أن تكون العبارات تخونك ، أو الدليل لا يحضرك ، عندها تظهر - وأنت المتزن - بمظهر من لايزال عنده ما يقول ، ولا يؤمن تفكيره الهاديء من إضافة الحجج ، أما إن كنت - والحال ما وصفنا - مُستفزاً متوترا ، وقد ترمي بالسباب والتنقص للخصم ، وربما الدعاء عليه ؛ فستثبت للجميع أن هذا غاية ما عندك ، وأنك تحاول رقع ما أنقدّ من حجتك بصراخك وتوترك وأنّى لك ذلك !
.. يتبع ..