عرض مشاركة مفردة
  #49  
قديم 06-07-2003, 08:33 PM
البارجة البارجة غير متصل
دكتوراة -علوم اسلامية
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2003
المشاركات: 228
إفتراضي


بسم الله الرحمن الرحيم

تعتبر مسألة الخلافات الاسلامية، واحدة من أهم المسائل التي تحتاجها الامة الاسلامية اليوم، حيث نلاحظ وللاسف ان بعض الافراد يحاولون جاهدين اثارة الخلاف بين المسلمين، وتضعيف القوى الاسلامية، وهؤلاء اما أن يكونوا جهّالاً أو عملاء، وقد يتوسل هؤلاء بالكذب والافتراء والبهتان لتحقيق مآربهم.


(هذه رسالة من ضمن 63 رسالة وصلتني تدعوني الى عدم التحاور مع اللا مسؤولين عن وعي الامة والذين يصرون على تخلفها كي ينهبون ثروات الشعوب باسم الدين والتملق ,,)

واضيف لها الى الاخوة معتذرة منهم

كي ينبغي الالتفات هنا الى ان البحث العلمي وتوضيح نقاط الخلاف والابهام وذكر الأدلة والبراهين على أساس التفاهم والأخوة، ليس فقط لا ينافي الوحدة الاسلامية، بل انه يكون أحياناً خطوة موفقة في سبيل ازالة الاختلافات والتحرك نحو الوحدة الاسلاميةبشرط ان يكون المتحاور اهلا لذلك ..
وبعد، فإن مسألة تحريف القرآن من المسائل التي اتخذها أعداء التشيع ذريعة في الطعن بالتشيع، مع أن الموجود في مصادر غير الشيعة مما هو صريح في التحريف أضعاف مضاعفة مما هو موجود في كتب الشيعة؛ فهذه صحاح أهل السنة مليئة بالأحاديث التي ثبت التحريف، وبعض هذه الصحاح التزم مؤلّفوها بأن لا يرووا فيها إلاّ ما صحّ عندهم واعتقدوا به، كما أن كتاب المصاحب للسجستاني وكتاب الفرقان لابن الخطيب من كتب أهل السنة الذين أثبتوا التحريف فيها، وعلى كل حال فالبحث في هذه المسألة ليس في نفع المسلمين، لأن المسلمين في عصرنا الحاضر متفقون على عدم التحريف، والمنتفع الأول والأخير من طرح هذه المسألة هم أعداء الإسلام والقرآن، بالاخّص أعداء الدين المحمّدي المتلبّسين باسم الإسلام

وهكذا نسب كاتب النشرة الى اعاظم علمائنا كالكليني والقمي والعياشي وغيرهم ممن سرد أسماءهم في نشرته السوداء ' انهم اثبتوا التحريف ' بحجة انهم أوردوا في كتبهم احاديث قد تستدعي - حسب زعم الكاتب - وقوع تغيير في القران الكريم.

وهي نسبة جاهلة وظالمة لاتعتمد على أي اساس علمي' وترفضه ضرورة فن التحقيق .

وإلاّ فاذا حكمنا بكل من يروي احاديث في التحريف بأنه يؤمن بها' فعندها يجب علينا ان نقول بأن البخاري ومسلم وغيرهم من علماء أهل السنة يقولون ويؤمنون بالتحريف !لأنهم أوردوا في كتبهم الكثير الكثير من روايات التحريف ' كما سنبين في الصفحات الآتية .



الكافي وصحيحا البخاري ومسلم في الميزان :

أورد كاتب النشرة في بداية نشرته أقوال علماء الشيعة في حق الكافي' ولعمري انه في سرده اقوالهم بيّن الحق من دون ان يشعر' فكل الكلام الذي اورده عن علمائنا الاجلاء في حق الكافي ومنزلته عندهم لا تتعدى حدود الواقع العلمي' بل ان اقوال علمائنا كانت خالية من الغلّو والمبالغة ..وان الكافي لايصل الى درجة الصحاح عند السنة' لأن الشيعة لايرون صحة جميع ماجاء فيه' بل يرون فيه الصحيح والسقيم' والضعيف والقوي' والمرسل والمسند' الخ..فراجع مرآة العقول للعلامة المجلسي' لتقف على صحة ماذكرنا. واذا قارن أي انسان بين اقوال علمائنا الذين ذكرهم' وبين اقوال علماء السنة في حق صحاحهم' لَتَبَيَنَ له الحق . فقد قام علماء السنة بعد تدقيق' وتمحيص' بانتقاء الصحاح الستة' من بين المصنفات الحديثية والمسانيد الاخرى التي ألفوها..وصنفوها بالدرجة الاولى من الصحة والوثاقة' ومن هذا المنطلق يقول الفضل بن روزبهان وليس أخبار الصحاح الستّة مثل أخبار الروافض' فقد وقع إجماع الأئمة على صحتها) (1)

ومن هنا قال بعضهم في سنن الترمذي-وهو من الصحاح - أيضاً: (من كان في بيته هذا الكتاب كأن في بيته نبي يتكلم ) (2)

وقام علماء السنة بتوجيه المدح والثناء على صحيح البخاري ومسلم 'حتى بلغ بهم الغلو والافراط بحقهما' وكأن البخاري ومسلم معصومان عن الخطأ ..قال محمد بن يوسف الشافعي إن أول من صنف في الصحيح' البخاري..وتلاه ابو الحسين مسلم بن الحجاج القشيري..وكتابهما أصح الكتب بعد كتاب الله العزيز) (3)

وقال الحافظ النيسابوري ما تحت أديم السماء ' أصح من كتاب مسلم ) (4)

ويقول النووي : ( أول مصنف في الصحيح المجرّد : صحيح البخاري' ثم صحيح مسلم' وهما أصح الكتب بعد القرآن : والبخاري أصحهما' ,اكثرهما فائدة ' وقيل : مسلم أصح ' والصواب الاول ) (5)

ويقول أيضاً في مقدمة شرح صحيح مسلم : ( اتفق العلماء-رحمهم الله- على أن أصح الكتب بعد القران العزيز الصحيحان' البخاري ومسلم' وتلقتهما الأمة بالقبول) (6) وكأن كتاب البخاري ومسلم لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا ..

ويقول ابن حجر الهيثمي روى الشيخان' البخاري ومسلم ' في صحيحيهما اللذين هما أصح الكتب بعد القرآن بإجماع من يعتد به ..) (7) ويقول كاتب شلبي والكتب المصنفة في علم الحديث أكثر من أن تحصى' إلاّ أن السلف والخلف قد أطبقوا على أن أصح الكتب بعد كتاب الله سبحانه وتعالى' صحيح البخاري' ثم صحيح مسلم ) (8)

____والصحيحان نقلا اخبار تفيد بحصول تحريف للقرآن فهل يعاب اهل السنة على ماجاء في الصحيحين برغم غلو علماؤهم في صحة البخاري بعد كتاب الله , ياله من نتاقض عجيب ____________________________
__________________
البارجة هي استاذة فلسفة علوم اسلامية ,
إلى الكتاب و الباحثين
1- نرجو من الكاتب الإسلامي أن يحاسب نفسه قبل أن يخط أي كلمة، و أن يتصور أمامه حالة المسلمين و ما هم عليه من تفرق أدى بهم إلى حضيض البؤس و الشقاء، و ما نتج عن تسمم الأفكار من آثار تساعد على انتشار اللادينية و الإلحاد.

2- و نرجو من الباحث المحقق- إن شاء الكتابة عن أية طائفة من الطوائف الإسلامية – أن يتحري الحقيقة في الكلام عن عقائدها – و ألا يعتمد إلا على المراجع المعتبرة عندها، و أن يتجنب الأخذ بالشائعات و تحميل وزرها لمن تبرأ منها، و ألا يأخذ معتقداتها من مخالفيها.

3- و نرجو من الذين يحبون أن يجادلوا عن آرائهم أو مذاهبهم أن يكون جدالهم بالتي هى أحسن، و ألا يجرحوا شعور غيرهم، حتى يمهدوا لهم سبيل الاطلاع على ما يكتبون، فإن ذلك أولى بهم، و أجدى عليهم، و أحفظ للمودة بينهم و بين إخوانهم.

4-من المعروف أن (سياسة الحكم و الحكام) كثيرا ما تدخلت قديما في الشئون الدينية، فأفسدت الدين و أثارت الخلافات لا لشىء إلا لصالح الحاكمين و تثبيتا لأقدامهم، و أنهم سخروا – مع الأسف – بعض الأقلام في هذه الأغراض، و قد ذهب الحكام و انقرضوا، بيد أن آثار الأقلام لا تزال باقية، تؤثر في العقول أثرها، و تعمل عملها، فعلينا أن نقدر ذلك، و أن نأخذ الأمر فيه بمنتهى الحذر و الحيطة.

و على الجملة نرجو ألا يأخذ أحد القلم، إلا و هو يحسب حساب العقول المستنيرة، و يقدم مصلحة الإسلام و المسلمين على كل اعتبار.

6- العمل على جمع كلمة أرباب المذاهب الإسلامية (الطوائف الإسلامية) الذين باعدت بينهم آراء لا تمس العقائد التي يجب الإيمان