عرض مشاركة مفردة
  #3  
قديم 07-07-2003, 01:51 PM
ابو رائد ابو رائد غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2003
المشاركات: 1,296
إفتراضي

لقد كان سماحته على قدر كبير من فهم مقاصد الشريعة وأهدافها والفهم الحقيقي للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ونشر العلم وتقدير وفهم مسئولية الدولة وكان في هذا كله مرجعا للجميع من الكبار والصغار والعلماء وعامة المسلمين وكان لكل هؤلاء الرجل الذي يبذل جل وقته لقضاء حوائج الناس وإرشادهم حتى أصبح مثلا أعلى وقدوة حسنة للجميع العالم والعامي الكبير والصغير الرئيس والمرءوس مجمعا عليه إجماع لا يقبل الشك ولا الاختلاف فكان بذلك نادرة زمانه وعالم عصره وإمام وقته.

د. عبد الله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ

----------------------------------

زرته في بيته في الطائف عقب صدور أمر تعييني وزيرا للحج وسألته أن يوصيني فكان الكلام ينطلق من قلبه بصدق ويجري على لسانه بعفوية فوقعت في قلبي وصاياه بردا وسلاما وحفظت ذاكرتي نصائحه بارتياح وامتنان.

أما أنا فكنت أحب الشيخ - رحمه الله- بكل صفاته ولكن الذي حببني فيه أكثر صفتان متلازمتان رزقهما الله له هما: تواضعه تواضع العلماء، وزهده في مباهج الدنيا وزخرفها، فكان بهاتين الصفتين أنموذجا للعالم المسلم القدوة.


د. محمود بن محمد سفر

--------------------------------

إلى جانب أنه نقي السريرة طاهر القلب. قوله صورة لعمله يحسن الظن بالناس لأنه يراهم بمرآة نفسه ويصدر في ذلك عن نبعه الصافي وطبعه الصدوق وخلقه الرائع ، وما تربى عليه من تنشئة ربانية تحفها المعرفة من كل جانب وتحيطها أنوار العلم من جميع الجوانب ، وهو إضافة إلى تلك السجايا الكريمة فإنه كريم النفس سخي اليد ، فلقد كان بيته مفتوحا - في أي بلد يحل فيه -يقصده طلاب العلم والسائلون عن الأحكام الشرعية والممثلون للجمعيات الدعوية في الخارج فهو مقصد كل ذي حاجة يستقبل القاصدين بكل خلق كريم ويستضيف الغرباء في بيته ، وكل ما يصل إلى يده من دخل مادي ينفقه ابتغاء مرضاة الله تعالى فقد طبعه الله على الكرم المتميز فكان منزله موئل القادمين وإكرام الضيوف ، فهو لا يأكل زاده وحده بل يشاركه الكثيرون من قاصديه ، وحتى عندما أصيب بمرض دخل على أثره المستشفى نصحه الأطباء بأن يخصص لنفسه طعاما تتوافر فيه عناصر تغذية معينة فلم يوافق على أن يخص نفسه بغذاء خاص أو ينفرد للأكل وحده ، وإنما يأكل مع الجموع الكثيرة التي تفد إليه وتتحلق حول مائدته وكان هذا دأبه طيلة حياته.

أ. عبد العزيز بن عبد الله السالم

--------------------------------------

إن "ابن باز" هذا اسم عال في سماء العصر وعنوان بارز في رجال الجيل يسمو على التلقيب بالألقاب (ابن باز) يترفع عن التحلية بالنعوت والعرب بفطرتها الصاخبة تنكر حاجة الأعلام للألقاب حتى قالوا: (وهل يخفى القمر!!).

والنيران: الشمس والقمر يذكران من غير حلية أو لقب ، وأنت خبير بأن من الأسماء نكرات موغلة في التنكير لا يزيدها التعظيم بالألقاب والتفخيم بالنعوت إلا نكرة وخفاء وضمورا ، يموت أصحابها وما عرفوا وما ذكروا.

وقد يموت أناس لا تحسهم

كأنهم من هوان الخطب ما وجدوا


والأصالة العربية تنزع إلى التجريد فتتعلق بالجواهر والمعاني فتنادي عظماءها بأسمائهم المجردة ثقة بنفسها وثقة بعظيمها.

وإنه ليكفي علمنا وشيخنا أن يدعى (ابن باز) فله تكوينه السوي وفقهه الواثق وروحه المتوثبة في قيم خلقية صافية ، ترفعت على الشهوات نفسه ، وتحلت بالإيثار خليقته ، يصرف عمل صافية ، ترفعت على الشهوات نفسه ، وتحلت بالإيثار خليقته ، يصرفه عقل دارك وقلب يقظ ، مرفود بالركانة والزكانة والنظرة الشاملة والتصور الكلي غير محبوس في أفق خاص أو دائرة ضيقة إنه للأمة كلها وللدين كله.

يجمع بين الهمة العالية والخشوع والخضوع ، سر الإعجاب أنه متواضع في بساطة مع كم من القيم والمثل العليا. رجل فذ يحمل المسئولية بقوة ويرسم المنهج بكفاءة.

معهد عام ينهل منه الوارد فقها في الدين وفصلا في المعضلات بضاعته في ذلك الآية والحديث والسند والرواية والفقه والدراية ، فهو صاحب حجة وقائم بدليل ومستمسك بالوحيين .

عمله وإدارته جهاد يبذل الشفاعة ويقضي الحاجة ويعين على ثوابت الحق . في منزله بيت كرم رفيع العماد تسطر أفعاله في الجود مع حاتم طيئ وهرم بن سنان.

هو في هذا أو ذاك يحمل هموم الأمة على كاهله ويتزاحم الناس على بابه ويسير الناس في ركابه والمطالب تحيط به من كل جانب .

تمر به العواصف العاتية وهو ثابت كالطود الأشم وتنزل النوازل فإذا الشيخ يتلقفها باليمين.

لشدة الحق في سماحة سماحته معلم وللدعاة في وسطية مسلكه منهج.


د / صالح بن حميد ( رئيس مجلس الشورى السعودي )

------------------------------------