نذكر المساجد التي سعى في بنائها بالتعاون مع ولاة الأمر وأهل الخير التي تعد بالمئات في داخل المملكة وخارجها. كان آخرها في يوم وفاته على مكتبي ثلاثة مساجد قد بدأ -يرحمه الله- في إجراءات تعميرها. حرص على ذلك ، وفرّغ لهذا العمل موظفا يتابع معاملاتها في مكتبه الخاص.
نذكر حثه على أداء الصلاة فيها جماعة. وعدم التهاون ، ولن ننسى كلما ردد المؤذن: الله أكبر ، الله أكبر ، حي على الصلاة ، حي على الفلاح. دعوته الدائمة إلى إجابته: البدار البدار ، الإسراع الإسراع. أذكر وصيته يوم جئت أقرأ ورقة فور انتهاء المؤذن من الأذان. فسأل: لم أسمع الأذان ، هل أذن؟ فقلت: نعم الآن أذن. فقال: أتعمل وقد أذن ، الصلاة الصلاة.
نذكر مواعظه في المساجد تتردد فيها ، الحث على الخير ، والترغيب فيه ، والدعوة إلى كل عمل صالح ، والتحذير من كل شر ومنكر ، وعظ مؤثر ، ونصيحة مشفق تلامس شغاف القلوب لا لبلاغتها ولكنه الصدق في النصيحة. ومن لم يسمع منك الوصية الخالدة ، جماع كل وصية (يا عبد الله: عليك بتقوى الله) هي بدء كل موعظة وختامها (يا عبد الله عليك بتقوى الله). جعلنا الله ممن انتفع بعلمه وكان لدعوته سامعا مطيعا.
نذكر المدارس التي شارك في تأسيسها في مختلف بقاع الأرض ، والمدارس التي ساهم في استمرارها ، والمدارس التي سعى في إعانتها ، والمدارس التي جعل لها مقررات سنوية ، أو تحمل فيها رواتب بعض المدرسين.. أذكر واحدا من أهم أعماله التي حرص عليها واهتم بها تلك هي رعاية دار الحديث الخيرية بمكة المكرمة أشرف على عملها ، وكفل طلابها ، وأقام لها المباني الحديثة ، وعين فيها المدرسين الأكفاء ، ووفر ميزانيتها ، وحرص على تميزها واستقلالها حتى غدت شهادتها العالية تعادل الشهادة الجامعية ، وطلابها من مختلف بلاد الدنيا. الشرط المهم في قبولهم الرغبة في طلب العلم والدعوة إلى الله.
د/ عبد الله بن حافظ الحكمي
------------------------------------------------
|