عرض مشاركة مفردة
  #10  
قديم 07-07-2003, 02:19 PM
ابو رائد ابو رائد غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2003
المشاركات: 1,296
إفتراضي

ستظل ترن في أذني ، كلماته الأخيرة ، قبل وفاته بيومين عندما قال: سأستخير الله في الأمر ، وقد استخار الشيخ عبد العزيز بن باز -رحمه الله- ربه ، فاختار له ، جواره الكريم محفوفا بالدعاء الصادق ، والحزن العميق ، والشعور بالفقدان العظيم .

كان -رحمه الله- عفيفا ، نظيف اليد واللسان . ولم يكن لعانا ، أو سبابا معينا للشيطان على من خالفه. كان ، منتهى غضبه ، وقليلا ما كان يغضب ، أن يدعو ، لمن أغضبه ، أو خالفه ، بالهداية ، والصلاح.

* وكان ، حريصا ، على أن يُظهر جانب الرحمة ، والتيسير ، والنصح والتوجيه ، في ما يصدر عنه من آراء.
* وكان ملتزما في فتاواه ، ما يظنه ، ويعتقده ، حقا ، وعدلا ، والتزاما بما هو متيقن منه ، أمام الله ، ورسوله ، والمؤمنين.
* وقد لا تقع ، بعض هذه الفتاوى ، والآراء عند البعض ، الموقع الذي يرغبونه وقد لا يصادف منهم هوى. ولكن الجميع كانوا يعلمون عن يقين أن فتاوى ، فقيدنا الكبير ، وآراءه ، كانت تصدر عن نفس تقية ، صافية ، مؤمنة ، لا غرض فيها ، ولا رياء ولا تصنُّع.

الجميع كانوا يعلمون ، أن هذا الرجل ، قد بذل حياته ، للعلم ، والنصح ، وللناس جميعا ، مضحيا ، بكثير من المطالب الدنيوية ومظاهرها ، مكرسا ، برنامجه اليومي ، من الفجر حتى بعد صلاة العشاء ، لطلب العلم ، وبثه ، والتداول فيه. كانت لحظاته الأثيرة لنفسه ، عندما كان يقوم ، في جوف الليل متهجدا -رحمه الله- ، فقيدنا الجليل ، العالم ، التقي ، الزاهد ، عبد العزيز بن عبد الله بن باز الذي كان يمشي ، رويدا... لكنه لم يكن يطلب صيدا ... إلا صيد الآخرة.


د / انور الجبرتي

--------------------------------

قال عنه مفتي لبنان: إنه العالم المجاهد الذي قضى حياته في خدمة كتاب الله عز وجل وسنة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم وفي خدمة قضايا الأمة العربية والإسلامية والحفاظ على حقوقها والتمسك بتعاليم الإسلام وقيمه السامية.

ووصفه زعيم حركة حماس بأنه عالم المرحلة ، ووصفه شيخ الأزهر بأداء الرسالة في خدمة دينه وأمته على الوجه الأكمل ، وقال عنه مفتي سوريا: إنه كان ركنا صادقا في النصح وأداء المشورة لأهلها لا يرغب ولا يرهب هادفا الذود عن حياض الإسلام.

وهكذا تتدفق شهادات العلماء والقادة والمفكرين ، وفي النعي الرسمي للمملكة تجلت فاجعة البلاد بتعبير قادتها عن فداحة المصاب إنه بحق درع البلاد أمام سهام الشبهات ، رجل لا يهتم بأضواء المسئولية ولا ببوارق الجاه ولا برنين المال ، يقول كلمة الحق لا يخشى بذلك لومة لائم ، اعتمدت الدولة عليه في كل المحافل الإسلامية وندبته لمواجهة الأعاصير واحتملت به أمام موجات التغريب وسهام التبدلات السريعة وفقدت بفقده ركنا قويا حمالا من أركان الدولة وخفت ومن ورائها الأمة للصلاة عليه والدعاء له وصلت عليه جموع المسلمين في كل أنحاء المعمورة داعية مترحمة باكية شاكية إلى الله خلو موقعه القيادي في ظروف عصيبة.


د/ حسن الهويمل