عرض مشاركة مفردة
  #5  
قديم 09-07-2003, 11:31 AM
زهرة الخزامى زهرة الخزامى غير متصل
اليمامه سابقاً
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2003
الإقامة: لم تعتمد دولياً حتى تاريخه
المشاركات: 416
إفتراضي

الأخ نبراس
شكرا لك لموضوعك المهم أولا .. ولكلماتك القيمة ثانيا
وعودة للموضوع ومن خلال بعض النقاط التي قد نتفق او نختلف عليها في تحديدالأسلوب الأمثل للإقناع او لنقل من يملك ميزة الإقناع .


هنالك من لايملك رأيااو ان قضية مامطروحة ليست ذات أهمية بالنسبة له ..
ولكنه يشارك برأية في القضية لأن غيره سبقه وطرح رأيا من واقع إهتمام بالموضوع ..وبالتالي فهو يحاول ان يقنع ويخالف رأي غيره دون أن تكون القضية هي محور إهتمامة .. وهو هنا يفقد مصداقيته حتى وإن حاول تزيين عباراته بملامح جذابة باسمة.. وحاول صياغتها بإتزان وإعتدال وبإسلوب مخادع

فهذا الشخص يخلط بين السيئة والحسنة في عجينة واحده لأن خداعه يجعله يعطي رأيا قد يبدو متزنا للبعض لأنه يملك ميزة إرتداء الأقنعة المتعددة التي يصعب على الكثير كشفها بسبب تفوقه في الإدعاء والتظليل.. فيتعامل مع الفضيلة خلف ستار مقنع و يحاول أن يحقق أهدافه المشبوهة والمتحاملة لينال ممن طرح رأيه قبله في القضية نفسها.. وقد يعتقد انه إستطاع الاقناع ولكن لا بالمنطق بل بالقناع المزيف ..مثل هؤلاء تجد أنه يصنف آراءه حسب أولويات العلاقة الخاصة فيحل الاشخاص والآراء سماء او يطرحهم أرضا وفق أهواءه .. وهو هنا يفقد كل مقومات الاقناع الإيجابي والصادق لأنه يحاول فرض القيم قولا ويرفضها ممارسة ويفتح هوة عميقة بين محتوى نطقه ومغالطة منطقه .. ويتصنع المودة ولكن أنياب آذاه تنهش غيره بالخفاء .

الا أن هذه النموذج يظل نموذج خادع.. لأن الرؤيا غير واضحه لدية طالما أنه لايستطيع أن يعبر طريق التعبير والمصارحة فخطواته لم تكن أرضية ملاصقة لشعوره ولا مواكبه لإحساسه بالقضية المطروحة.. وليست ملازمة لقناعاته بقدر ماهي موجهه لشخص طرح رأيا بالقضية.. ومثل هؤلاء سينكشف القناع عنهم يوما ما فمظاهر الزيف لن تستمر طالما أنه يعتمد على أساليب الضلال والتضليل .
وهذه نقطه هامة في موضوع الإقناع وقبلها الإقتناع .


فن الاقناع هو علم وله أسس ومقومات .. ولايعني اننا نتحدث عنه كموضوع يطرح بين العامة ونقول من يقنع من ؟ .. ولكن هو علم له أسس يستخدم للدعوة وفي التربية وفي السياسة والإدارة .. ومن هنا فإنه يعتمد على قواعد وأسس تساعد في نجاحه ومنها :

** البلاغة والأدب فلا يمكن أن يقرر أي شخص أن الاسلوب الأدبي والبلاغي ليس مهما في الإقناع وينظر إلى من يكتب بهذا الإسلوب على أنهم ببغائيون بالطرح لأن هذا من الجهل وعدم المعرفة بالمفهوم الشامل لعلم فن الإقناع .. ومما يدلك على أهمية البلاغة والأدب في الإقناع أن من أهم معجزات القرآن الكريم كانت في الاسلوب البلاغي والأدبي في آياته وماحوته تلك الآيات من إبداع وتنسيق ودقة في الجرس الموسيقي لمفرداته والمعاني الدالة عليها. فتجد أن هنالك ربطا منسجم بين العبارات والألفاظ والمعاني إضافة الى الوضوح . وبالتالي فإن الشخص المقنع شخص يستطيع أن يصيغ أفكاره التي يؤمن بها بطرح أدبي وبحرية تنطلق من الإيمان بالقضيةنفسها ومن ثقافة وعلم تلقاها جعلته يبدع في طرحه خلاف الآخرين الذين يطرحون رأيهم مستهدفين الشخص وطاعنين في أهمية الطرح البلاغي والأدبي وبمقاييس غير معرفية وعلمية .

** إن أي قضية يؤمن بها الشخص بقلبه ولسانه ويحاول إقناع الآخرين فإنه يعرضها عبر طرح موضوعي ومنطقي سليم وبأسلوب فكري نابع من قناعته وإيمانه وقدرته على ترجمة ذلك في ألفاظ وعبارات تؤثر في متلقيها .بعكس الشخص الذي لايستطيع أن يعبر عن الفكرة والقضية لأنه يفتقد الثقافة والموهبة العقلية في العرض والإقناع فيلجأ إلى إسلوب التأثير العاطفي على الآخرين بمجاملتهم لكسب ودهم ( او بما يسمى في علم النفس بإسلوب الإسقاط ) ويغري الغير ويؤثر على قناعاتهم ويحولها الى شكوك ومتاهات سرابية لا تروي عطشاً ولا تبل ظمأً ولكنه يستهدف الشخص الذي يعرض القضية .. ومثل هذا النموذج والذي يمثل سلوك وقتي لا أصالة فيه فإنه سرعان مايتلاشى كظل عاجلته الشمس طالما أن أفكاره ومنطلقات أفكاره قصيرة وقاصرة كالقصور الطفولي في التصور .

** بعض من يحاول أن يقنع الآخرين ترى أنه يكتب باسلوب داعية او كمصلح إجتماعي ولكنك تتفاجأ بشخصيتين متضادتين مع شخصية مزدوجة ذات وجهين ..
وتكتشف أن هنالك فرق بين النظرية والتطبيق بين مايطرحه من نصح او فكر وما يمارسه من عمل .. فتراه يفرض القيمة قولا ويرفضها ممارسة وهو الأمر الذي يجعل الآخرين حين إكتشاف تناقضاته إلى رفض او كره لكل مايصدر منه من صواب أو خطأ .

** أن يبتعد الشخص عن اسلوب المبالغة غير المعقولة والتي تتجاوز في أبعادها حدود التصور والمنطق لأن هذا الإسلوب قد يرفضه العقل والمنطق بإعتباره إسراف في الحوار لامبرر له .

** يجب أن يعي الشخص دوره ودربه ويناقش بإرادة ذاتية مستقلة وفاعلة ويعطي لنفسه القوة في مواجهة كل من يتربص له وينال من طرحه أيا كانت إنتماءاته وأيا كانت الأقنعة التي يتوارى خلفها وأن يؤمن بقوة المبادئ التي يتحدث عنها ولا يحيد ولا يخضع للمزايدات او الإعراءات الزائفة ويقدم الرأي الرصين والطرح الواعي إنطلاقاً من ثوابت يضعها نصب عينية ولا يخيد عنها.

** مهم جدا أن يكون لدى الشخص حضورا قويا وصفاتا مميزة ومنها الشغف بالعلم والمعرفة وأن يكون طموحا بإتزان ويتميز بحسن التعبير عن الذات مع إلتزامه بالقيم والمبادئ وأن يكون قادرا في محاورة ومخاطبة المثقفين وفي نفس الوقت يكون قادرا في محاورة البسطاء وتبسيط المفاهيم لهم ويقدمها ببساطة وإقناع ,

** أن يتصف بالروح المرحة وروح الحب مع الجدية والبراعة في إيصال الفكرة وإحيائها في عقول متلقيها ويجسدها الصدق والحماس وسلامة الهدف .
__________________
حيث الجفاف والقسوة أينعت زهرة الخزامى
أنا تمرة الأحباب حنظلة العدى ... أنا غصة في حلق من عاداني