الموضوع: النذور؟!
عرض مشاركة مفردة
  #8  
قديم 09-07-2003, 08:25 PM
البارجة البارجة غير متصل
دكتوراة -علوم اسلامية
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2003
المشاركات: 228
إفتراضي

السؤال:
لقد نذرت أن أدفع 5000 درهم لفلان، وأنا غير قادر على الدفع فماذا يجب أن أفعل بهذا النذر؟


لسؤال النذر لله لاجل الوظيفة ,,


الجواب: الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد ...

النذر في اصطلاح الفقهاء هو إلزام مكلّف مختار نفسه لله تعالى بشيء غير لازم عليه بأصل الشرع.

وهو ثلاثة أنواع:

1- نذر طاعة: وهو يشمل العبادات والقربات. وهو نذر منعقد ويجب الوفاء به.

2- نذر المعصية: كمن نذر أن يشرب الخمر أو يترك صلاة. وقد اختلف الفقهاء في انعقاده. فقال الحنفية والشافعية أنه لا ينعقد. وقال المالكية والحنابلة أنه ينعقد. لكن اتفق الجميع أن نذر المعصية لا يجوز الوفاء به. ورأى جمهورهم أنه يجب على الناذر كفارة يمين للحديث "لا نذر في معصية الله، وكفارته كفارة يمين" رواه الترمذي.

3- نذر المباح: كالأكل والشرب والنوم والقعود ونحوذلك. فقال الحنفية والشافعية وبعض المالكية أنه لا ينعقد أصلاً ولا يجب الوفاء به. وقال الحنابلة وبعض المالكية: أنه ينعقد لكن لا يجب الوفاء به، بل هو مخير بين الفعل والترك. وإذا لم يف به، قال أكثرهم إنه لا كفارة عليه وهو مذهب الحنفية والمالكية والشافعية، وذهب الحنابلة إلى وجوب الكفارة عليه.
بناء على ذلك أقول:

أولاً: إذا كان (فلان) الذي نذرت أن تدفع إليه خمسة آلاف درهم، ليس فقيراً، فهو نذر مباح. وهو نذر ينعقد في رأينا، ولا يجب الوفاء به، وإذا لم تف به فعليك كفارة اليمين، وهي صيام ثلاثة ايام أو إطعام عشرة مساكين.

ثانياً: إذا كان (فلان) فقيراً فإن النذر بأن تدفع إليه خمسة آلاف درهم يعتبر نذر طاعة، لأن الصدقة على المحتاج قربة إلى الله تعالى. وهو نذر منعقد ويجب عليك الوفاء به. فإن كنت غير قادر على ذلك، فإما أن تنتظر حتى تصير قادراً وتدفع مبلغ النذر، وهذا هو الأفضل إذا كنت ترجح احتمال القدرة على الوفاء به. أما إذا لم يكن عندك احتمال لأن تكون قادراً على دفع هذا المبلغ، كأن تكون موظفاً براتب محدود، وهو لا يكاد يكفي لسد حاجاتك. عند ذلك يجب عليك كفارة يمين. لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم " ومن نذر نذراً لا يطيقه فكفارته كفارة يمين..." رواه أبو داوود ورجح ابن حجر في الفتح (11/587) وقفه على ابن عباس.
__________________
البارجة هي استاذة فلسفة علوم اسلامية ,
إلى الكتاب و الباحثين
1- نرجو من الكاتب الإسلامي أن يحاسب نفسه قبل أن يخط أي كلمة، و أن يتصور أمامه حالة المسلمين و ما هم عليه من تفرق أدى بهم إلى حضيض البؤس و الشقاء، و ما نتج عن تسمم الأفكار من آثار تساعد على انتشار اللادينية و الإلحاد.

2- و نرجو من الباحث المحقق- إن شاء الكتابة عن أية طائفة من الطوائف الإسلامية – أن يتحري الحقيقة في الكلام عن عقائدها – و ألا يعتمد إلا على المراجع المعتبرة عندها، و أن يتجنب الأخذ بالشائعات و تحميل وزرها لمن تبرأ منها، و ألا يأخذ معتقداتها من مخالفيها.

3- و نرجو من الذين يحبون أن يجادلوا عن آرائهم أو مذاهبهم أن يكون جدالهم بالتي هى أحسن، و ألا يجرحوا شعور غيرهم، حتى يمهدوا لهم سبيل الاطلاع على ما يكتبون، فإن ذلك أولى بهم، و أجدى عليهم، و أحفظ للمودة بينهم و بين إخوانهم.

4-من المعروف أن (سياسة الحكم و الحكام) كثيرا ما تدخلت قديما في الشئون الدينية، فأفسدت الدين و أثارت الخلافات لا لشىء إلا لصالح الحاكمين و تثبيتا لأقدامهم، و أنهم سخروا – مع الأسف – بعض الأقلام في هذه الأغراض، و قد ذهب الحكام و انقرضوا، بيد أن آثار الأقلام لا تزال باقية، تؤثر في العقول أثرها، و تعمل عملها، فعلينا أن نقدر ذلك، و أن نأخذ الأمر فيه بمنتهى الحذر و الحيطة.

و على الجملة نرجو ألا يأخذ أحد القلم، إلا و هو يحسب حساب العقول المستنيرة، و يقدم مصلحة الإسلام و المسلمين على كل اعتبار.

6- العمل على جمع كلمة أرباب المذاهب الإسلامية (الطوائف الإسلامية) الذين باعدت بينهم آراء لا تمس العقائد التي يجب الإيمان