الأخت / إيمان
قد فهمت من حديثك أن الإنسان قد ينذر أن يفعل كذا وكذا إن تحقق له أمر يريده ، وأنت تسألين هل نذره هذا يجعل الله يحقق له ما أراد
وأقول
لقد سبق في علم الله جل وعلا وقدره كل ما يصيبنا خيرا وشرا
والنذر لا يأتي بالخير لصاحبه في في ذاته
أي أن الله لا يأخذ من عباده أجرا لما يقدمه لهم وما كتبتيه سابقا في ردك واضح جدا وقد أتى فيه
إن النذر لا يقرب من ابن آدم شيئا
( أي لا يأتي لإبن آدم بشيء نهائيا ) لم يكن الله تعالى قدره له
( وهذا الشيء مرتبط بقدر الله المسبق فإن قدّر الله له ما تمناه فسيقع بالنذر أو بدونه ، وإن لم يقدره له لم يقع بالنذر أو بدونه )، و لكن النذر يوافق القدر،
( أي يتصادف وقوع القدر مع النذر ) فيخرج ذلك من البخيل،
( أي النذر يخرج من صاحبه البخيل ) ما لم يكن البخيل يريد أن يخرج
( وهذا يعني أن الذي نذر بخيل فأخرج الله منه ما لا يرد هو أن يخرجه من شدّة بخله )
ومجمل الحديث
أن الله كريم واسع الفضل والجود ، وهو أعلم بحال عباده منهم ، ومن جعل على كرم الله شرطا ألزمه الله به ، ولن يقع للعبد إلا ما قد قدره الله عليه سواء إشترط ( نذر ) أو لم يشترط ( ينذر )
وقد يتصادف أن يقع القدر فيصبح قضاء مع النذر ، وقد لا يقع
وسأورد مثالا للتقريب ( ولله المثل الأعلى )
وذاك كأن ألقى فلانا من الناس في الشارع قادما إلي فأقول له : لك عندي ( ألف ريال ) إن وجدت لي ساعتي الثمينة التي فقدت مني .
وقولي هذا قد يكون على حالتين :
1 / إما أن يكون الرجل لا يعلم عن الساعة شيئا ، فلن ينفع ما وضعته له من شرط ( نذر ) لإحضار الساعة أو إيجادها .
2 / أو قد يكون ذلك الشخص قادمٌ إليّ أساسا ليعطيني تلك الساعة المفقودة التي وجدها وأراد إرجاعها إليّ .
ففي الحالة الأولى .. لم ينفعني ما اشترطته ( نذرته ) على نفسي
وفي الحالة الثانية .. ضاعت مني الألف ريال من دون سبب لأن الساعة كانت ستعود إليّ بها أو بدونها
ولا أستطيع أن أتراجع عن دفعها لأنني أنا من اشترط ذلك على نفسي
أتمنى أن يكون المعنى الذي أردتيه وصل
ولا زلنا جميعها طلاب علم .. والله أعلم
تحياتي