عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 12-07-2003, 02:45 PM
الصورة الرمزية لـ الوافـــــي
الوافـــــي الوافـــــي غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
الإقامة: saudia
المشاركات: 24,409
إفتراضي

وأحاول في هذا المقال عرض عدد مما استطعت إدراكه من ملامح الإعجاز العلمي في هاتين الآيتين الكريمتين علي النحو التالي‏:‏

‏(1)‏ اللمحة الإعجازية الأولي‏:‏-

أرسلت سفينة الفضاء جاليليو صورة توضح طبقة النهار على كل من كوكب الأرض والقمر ويرى نصف كل منهما المواجه للشمس منيرا فى ظلمة الكون .. والصورة الثانية مأخوذة من مكوك الفضاء تشالينجر لرائد الفضاء بروس ماكاندليس يدور حول كوكب الأرض فيرى نور النهار خيطا أزرق دقيقا فى ظلمة الكون
وقد وردت في قول الحق‏ تبارك وتعالي‏:‏ { ولو فتحنا عليهم بابا من السماء‏} .‏ مما يؤكد أن السماء ليست فراغا كما كان يعتقد الناس إلي عهد قريب‏,‏ حتي ثبت لنا أنها بنيان محكم‏,‏ يتعذر دخوله إلا عن طريق أبواب تفتح للداخل فيه.
والسماء لغة‏,‏ هي‏:‏ كل ما علاك فأظلك‏,‏ وإصطلاحا‏,‏ هي‏:‏ ذلك العالم العلوي الذي نراه فوق رؤوسنا بكل مافيه من أجرام‏.‏
وعلميا هي كل مايحيط بالأرض من مختلف صور المادة والطاقة بدءا من غلافها الغازي‏,‏ وانتهاء بحدود الكون‏,‏ والذي أدرك العلماء منه مساحة يبلغ قطرها‏24‏ ألف مليون سنة ضوئية علي الأقل أي حوالي‏228*2110‏ كيلو متر‏),‏ وحصوا فيه أكثر من مائتي ألف مليون مجرة من أمثال مجرتنا المعروفة بإسم سكة التبانة‏(‏ أو درب اللبانة‏)‏ والتي حصي العلماء فيها حوالي مليون مليون نجم كشمسنا‏,‏ والكون فوق ذلك دائم الاتساع إلي نهاية لايعلمها إلا الله‏‏ سبحانه وتعالي‏ .‏

وقد ثبت مؤخرا أن السماء مليئة بمختلف صور المادة والطاقة التي انتشرت بعد انفجار الجرم الكوني الأول‏(‏ والذي كان يضم كل مادة الكون‏,‏ ومختلف صور الطاقة المنبثة في أرجائه اليوم‏)‏ وذلك عند تحوله من مرحلة الرتق إلي مرحلة الفتق كما يصفهما القرآن الكريم‏,‏ ويقدر علماء الكون أن ذلك قد حدث منذ فترة تقدر بحوالي العشرة بلايين من السنين علي أقل تقدير‏.‏
وعند انفجار ذلك الجرم الكوني الأول تحولت مادته ومختلف صور الطاقة المخزونة فيه إلي سحابة هائلة من الدخان ملأت فسحة الكون‏,‏ ثم أخذت في التبرد والتكثف بالتدريج حتي وصلت الي حالة من التوازن الحراري بين جسيمات المادة وفوتونات الطاقة‏,‏ وهنا تشكلت بعض نوي الإيدروجين المزدوج‏(‏ الديوتريوم‏),‏ وتبع ذلك تخلق النوي الذرية لأخف عنصرين معروفين لنا وهما الأيدروجين والهيليوم‏,‏ ثم تخلق نسب ضئيلة من العناصر الأثقل وزنا‏.‏

وبواسطة دوامات الطاقة التي إنتشرت في سحابة الدخان التي ملأت أرجاء الكون تشكلت السدم وهي أجسام غازية في غالبيتها‏,‏ تتناثر بين غازاتها بعض الهباءات الصلبة‏,‏ وتدور المادة فيها في دوامات شديدة تساعد علي المزيد من تكثفها في سلسلة من العمليات المنضبطة حتي تصل إلي مرحلة الإندماج النووي التي تكون النجوم بمختلف أحجامها‏,‏ وهيئاتها‏,‏ ودرجات حرارتها‏,‏ وكثافة المادة فيها‏,‏ ومنها النجوم العادية أو نجوم النسق الأساسي المفردة والمزدوجة‏,‏ والمستعرات الشديدة الحرارة‏(‏ العمالقة الحمر والعمالقة الكبار‏)‏ والنجوم البيضاء القزمة‏,‏ ومنها النجوم النيوترونية النابضات منها وغير النابضات (‏ التي تصل كثافة المادة فيها إلي خمسين بليون طن للسنتيمتر المكعب‏),‏ وأشباه النجوم‏(‏ التي تقل كثافة المادة فيها عنها في شمسنا ومنها الثقوب السود التي تصل كثافة المادة فيها إلي مائتي بليون طن للسنتيمتر المكعب‏),‏ والثقوب الدافئة وغير ذلك من أجرام السماء مما يشكل المجرات والتجمعات المجرية‏,‏ وغيرها من نظم الكون المبهرة‏.‏
ومن أشلاء النجوم تكونت الكواكب والكويكبات‏,‏ والأقمار والمذنبات‏,‏ والشهب والنيازك‏,‏ والأشعات الكونية التي تملأ فسحة الكون بأشكالها المتعددة‏,‏ وغير ذلك مما لانعلم من أسرار هذا الوجود‏.‏
وقبل سنوات قليلة لم يكن أحد من الناس يعلم أن السماء علي إتساعها ليست فراغا‏,‏ ولكنها مليئة بالمادة علي هيئة رقيقة للغاية‏,‏ تشكلها غازات مخلخلة يغلب علي تركيبها غازا الإيدروجين والهيليوم‏,‏ مع نسب ضئيلة جدا من الأوكسيجين‏,‏ والنيتروجين‏,‏ والنيون‏,‏ وبخار الماء‏,‏ وهباءات نادرة من المواد الصلبة‏,‏ مع إنتشار هائل للأشعات الكونية بمختلف صورها في مختلف جنبات الكون‏.‏ ولقد كان السبب الرئيسي لتصور أن الكون فراغ تام هو التناقص التدريجي لضغط الغلاف الغازي للأرض مع الأرتفاع عن سطحها حتي لايكاد يدرك بعد ألف كيلو متر فوق سطح البحر‏,‏ ومن أسباب زيادة كثافة الغلاف الغازي للأرض بالقرب من سطحها هو إنطلاق كميات هائلة من بخار الماء وغازات عديدة أغلبها أكاسيد الكربون والنتروجين من جوفها أثناء تبرد قشرتها‏,‏ وعبر فوهات البراكين التي نشطت ولاتزال تنشط علي سطحها وقد إختلطت تلك الغازات الأرضية بالسحابة الغازية الكونية‏,‏ وساعدت جاذبية الأرض علي الإحتفاظ بالغلاف الغازي للأرض بكثافته التي تتناقص بإستمرار بالبعد عنها حتي تتساوي مع كثافة الغلالة الغازية الاولية التي تملأ أرجاء الكون وتندمج فيها‏.‏
وعلي ذلك فقد أثبتت الدراسات الحديثة أن السماء بناء محكم‏,‏ تملأه المادة والطاقة‏,‏ ولايمكن إختراقه إلا عن طريق أبواب تفتح فيه‏,‏ وهو ماأكده القرآن الكريم قبل ألف وأربعمائة سنة في أكثر من آية صريحة‏,‏ ومنها الآية الكريمة التي نحن بصددها ولو فتحنا عليهم بابا من السماء‏..‏ وهي شهادة صدق علي أن القرآن الكريم هو كلام الله الخالق‏,‏ الذي أبدع هذا الكون بعلمه وحكمته وقدرته‏,‏ وأنزل القرآن الكريم بعلمه الحق‏.‏

.. يتبع ..
__________________


للتواصل .. ( alwafi_248@hotmail.com )

{ موضوعات أدرجها الوافـــــي }