عرض مشاركة مفردة
  #8  
قديم 14-07-2003, 09:28 AM
هيم هيم غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2003
الإقامة: السعودية ــ الرياض
المشاركات: 98
إرسال رسالة عبر ICQ إلى هيم إرسال رسالة عبر  AIM إلى هيم إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى هيم
إفتراضي

ضوابط تعدد الزوجات
عندما أعطى الإسلام للرجل حق التعدد.. فإنه وضع له ضوابط أهمها العدل والقدرة على الإنفاق كما ورد في سورة النساء )فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم ذلك أدنى إلا تعولوا((3) فالرجل مطالب بالعدل والمساواة بين زوجاته في جميع الأمور المادية التي يستطيع العدل فيها كالمأكل والمشرب والملبس والمسكن والمبيت...
أما الميل القلبي والعاطفة التي لا حيلة للمرء فيها فإن الله لا يكلف نفساً إلا وسعها، فالإنسان مهما حاول فلن يستطيع تحقيق العدل المطلق في كل شيء )ولا تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم فلا تميلوا كل الميل فتذروها كالمعلقة وإن تصلحوا وتتقوا فإن الله كان غفوراً رحيما((النساء:921).
وقد كان الرسول - صلى الله عليه وسلم - يقسم بين نسائه ويعدل في كل ما يستطاع العدل فيه وكان يقول: (اللهم هذا قسمي فيما أملك فلا تؤاخذني فيما تملك ولا أملك).
ومن حقوق المرأة على الرجل التي ضمنها الإسلام وذكرها الفقهاء هي أن يوفر لها مسكناًِ مستقلاً له مدخل خاص تغلقه على نفسها ويتحقق لها فيه الخصوصية وليس للرجل أن يجبرها على السكن مع ضرتها أو أقاربه كأم الزوج وأخته وأولاده من غيرها إلا أن تتنازل مختارة عنه إكراماً لزوجهاً لا سيما إذا كان له أم عليلة وحيدة لا عائل لها.
وقد أجاز الإسلام للمرأة إذا أصابها ضرر واضح من جراء التعدد نفسه أو من جراء إهمال الزوج لحقوقها الواجبة أن ترفع أمرها إلى القضاء ليعمل على وقايتها من هذا الضرر أو على تطليقها إن لم يكره ثم طريق آخر للعلاج لكن لا يجوز للمرأة أن تطلب الطلاق من غير ضرورة لذلك، كما ورد عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (أيما أمرأه سألت زوجها الطلاق من غير بأسٍ فحرام عليها رائحة الجنة) وقوله - صلى الله عليه وسلم - : (أبغض الحلال عند الله الطلاق).
الإسلام لا يجبر المرأة على قبول الزواج برجل متزوج بل لها ولأهلها مطلق الحرية في ذلك، كما ترك للزوجة الأولى ولأهلها إذا طلب إليهم لإذن في زواج زوجها بإمرأة أخرى القبول أو الرفض كما حدث مع فاطمة الزهراء رضي الله عنها حين أراد أبناء أبي جهل أن يزوجوا إحدى بناتهم علي بن أبي طالب فاستأذنوا النبي - صلى الله عليه وسلم - فلم يأذن أن تجتمع بنت رسول الله مع بنت عدو الله في بيتٍ واحد فترك علي كرم الله وجهه الخطبة.
هذا ولا تتوقف صحة زواج الرحل على إذن زوجته أو رضاها لكن أن طلب الإذن منها فلها حرية القبول أو الرفض.
غيرة المرأة...
وليس بالإمكان إنكار عاطفة المرأة ومشاعر الغيرة لديها، فلقد كانت السيدة عائشة رضي الله عنها تغار على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من السيدة خديجة رضي الله عنها وهو لم يتزوجها إلا بعد وفاة السيدة خديجة رضي الله عنها.
لكن الذي ننكره أن تخرجها تلك الغيرة عن طاعة الله وتدعوها لإنكار شرعه وتجرها لأفعالٍ وأقوالٍ ليست من صفات المسلم ولا من سلوكه كالحقد والحسد والغيبة والنميمة وتدبير المؤامرات والمكائد سواء للزوج أو لضرتها وأبنائها، فعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: (إياكم والحسد فإن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب) كما قال - صلى الله عليه وسلم - : (ولا تحاسدوا ولا تباغضوا ولا تدابروا.. وكونوا عباد الله إخوانا).
وقد نهى الرسول - صلى الله عليه وسلم - أن تفتخر الضرة على ضرتها حيث ورد أن امرأة قالت: يارسول الله إن لي ضرة فهل عليّ جناح إن تشبعت من زوجي غير الذي يعطيني؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (المتشبع بما لم يُعط كلابس ثوبي زور) والمقصود بالمتشبع أي المتزين بما ليس عنده، كالمرأة التي تدعي من الحظوة عند زوجها أكثر مما عنده تريد بذلك غيظ ضرتها.
فماذا على المرأة لو أنها نظرت إلى ضرتها على أنها أخت اكتسبتها في الله تحب لها ولأبنائها ما تحبه لنفسها ولأبنائها وأحتسبت أجرها على الله وصفت نيتها وقلبها لله؟! ماذا عليها؟!
فهي إن فعلت ذلك فازت والله برضا الله وثوابه في الدنيا والآخرة وفازت براحة قلبها وضميرها وفازت برضى زوجها الذي قال عنه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (لو كنت آمراً أحداً أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها) وورد عنه - صلى الله عليه وسلم - : (إذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها وحفظت فرجها وأطاعت زوجها دخلت جنة ربها).
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: سألت النبي - صلى الله عليه وسلم - : أي الناس أعظم حقاً على المرأة؟ قال (زوجها) قلت: فعلى الرجل قال: (أمه).
فأولى للمرأة أن تنافس ضرتها في فعل الخير والبر والتقوى وطاعة الله بدل التنافس في الشر والتكالب على الدنيا فإنه (لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها وأجلها) فلم الحرص ولم التنافس والجزع.
عدل الرجل...
وأولى للرجل أن يلتزم العدل بين زوجاته ويخشى الله فيهن فإن ما نسمعه ونراه من مشكلات بين الزوجات وحسد وتباغض بين الأخوة غير الأشقاء أغلب أسبابه عدم عدل الرجل بين زوجاته وأبنائهن والتفرقة في المعاملة حيث يخص إحداهن وأبناءها بالمودة وسعة العيش ويضيق على غيرها من الزوجات والأبناء.
فليتق الله في نفسه وزوجاته وذريته وليعلم أنه راعٍ وأنه مسؤول عن رعيته وأنه سيحاسب يوم البعث حساباً عسيراً على ما فرط في أمانته ومسؤوليته فلقد ورد عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قوله: (من كانت له أمرأتان يميل لإحداهما على الأخرى، جاءيوم القيامة وأحد شقيه مائل).
فهل لك قدرة على ذلك أيها الرجل؟!
فحكمة تشريع التعدد هل لحل المشكلات لا لخلقها.
وحكمة تشريع التعدد هي لإكثار نسل المسلمين وإنشاء جيل صالح متزن عقلياً ونفسياً متحاباً في الله لا... أخوةً أعداءوحكمة تشريع التعدد هي لرعاية نساء المسلمين وحمايتهن لا لإيذائهن وظلمهن.
فإن كان الرجل غير قادر على مثل هذه المسؤولية الثقيلة.. فلا يفتح على نفسه باباً للعذاب.
وليلتزم بقول الله تعالى )فإن خفتم ألا تعدلوا.. فواحدة( وليتفكر في قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .
(الكيّس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني).
__________________
بين قلبي وعقلي هذا مكانك
الرد مع إقتباس