عرض مشاركة مفردة
  #3  
قديم 14-07-2003, 11:45 AM
صلاح الدين القاسمي صلاح الدين القاسمي غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: May 2003
الإقامة: افريقية - TUNISIA
المشاركات: 2,158
Post ( 3 )

بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على سيدنا محمد عبدك و رسولك النبي الأمي و على آله و صحبه و سلم .
_____________ ( 3 )

زعمهم:

قال النجدي محمد بن عبد الوهَّاب، فمن قال
يا رسول الله أسئلك الشفاعة
يا محمد أدع الله في قضاء حاجتي
يا محمد أسئل الله بك وأتوجَّه إلى الله بك
وكل من ناداه فقد أشرك شركاً أكبر.
ويستدل بآيات كـ {ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون}
{ ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرّك}


الرد:

إنَّ النداء غير الدعاء، لأن الطلب إذا كان مخلوق فلا يسمّى دعاء لا شرعاً ولا عرفاً بين المسلمين ( كما نص عليه المحدث زين الدين العراقي الشافعي والقاضي محمد ابن رشد المالكي وشيخ الإسلام زكريا الأنصاري وغيرهم من الأئمة الأعلام) و إنما سمّى بعض المغترّين دعاء ترويجاً على العوام، إدخالاً للشبهات في قلوبهم حتى لا يتوسّلون برسول الله (ص) ولا بغيره من الأنبياء والرسل.
واعلم إن الدعاء الذي هو مخ العبادة إنما هو رفع الحاجات إلى رفيع الدرجات بالتضرّع إليه خاصة وهذا لا يكن إلا لله عز وجل. إنما غاية المنادي أن يتوسل إلى الله فأنبياءه ورسله منادياً لهم بأسمائهم والنداء غير الدعاء الذي هو مخ العبادة [انتهى قول العلوي الشافعي في مصباح الأنام]
وإذا قلت لماذا التلبيس، فلما لا ندعو الله بدون نداء واستخدام وسائط؟
نقول أولا، إن الله تعالى قال في قرآنه الكريم - وابتغوا إليه الوسيلة. فإن قلت المراد بالوسيلة الصلاة والأعمال، قلنا هي أيضا وسائط غير الله تعالى. وروى ابن مردويه، قال رسول الله (ص) "إنَّ الوسيلة درجة عند الله ليس فوقها درجة، فسلوا الله أن يؤتيني الوسيلة على خلقِه."
ثانياً، نفعل ما قد أمَرَنا به الرسول (ص)، أي إتباع سنَّته وسنَّة خلفائه المهديِّن.

قبل خلقه (ص):

روى الحاكم (ساق إسناده إلى عمر بن الخطاب)، قال رسول الله : لما اقترف آدم عليه السلام الخطيئة قال يا رب أسألك بحق محمد لما غفرت لي، فقال الله تعالى يا آدم وكيف عرفت محمداً ولم اخلقه، قال يا رب لأنّك لمّا خلقتني بيدك ونفخت فيَّ من روحك رفعت رأسي فرأيت على قوائم العرش مكتوباً لا اله إلا الله محمد رسول الله، فعرفت أنك لم تضف إلى اسمك إلا أحب الخلق إليك. فقال الله تعالى: صدقت يا آدم، انه لأحبَّ الخلق إلي واذ سألتني بحقه فقد غفرت لك ولولا محمد ما خلقتك.


في حياته (ص):

[روى الترمذي وابن ماجة والبخاري والحاكم وأحمد عن عثمان بن حنيف (ر)] أن رجلاً ضرير البصر جاء إلى النبي (ص) وقال اُدعُ الله أن يعافيني، قال إن شئت دعوت وان شئت صبرت فهو خيرٌ لك. قال ادعه، قال فأمرَهُ أن يتوضأ فيحسن وضوءه ويدعوا بهذا "اللهمَّ إنِّي أسألك وأتَوجَّهُ إليْكَ بنبيِّكَ، نبّي الرحمة، يا محمد إني أتوجه بك إلى ربي في حاجتي لتقدي لي حاجتي"

بعد مماته (ص):

وفي ملخَّص الحديث، بعد ممات الرَسول، علَّمَ الصحابي عثمان بن حنيف(ر) هذا الدعاء لرجل ذو حاجة عند أمير المؤمنين عثمان بن عفَّان [روى هذا الحديث البيهقي ونقله المنداري والحافظ نور الدين الهيثي، والإمام السبكي وابن تيمية والسيوطي والشوكاني].
وروى ابن أبي شيبة في مصنفه بإسناد صحيح من رواية لبي السمان عن مالك الدار، وكان خازن عمر(ر)، قال - أصاب الناس قحط في زمن عمر(ر) فجاء رجل (الصحابي بلال بن الحارث المزني) الى قبر الرسول (ص) فقال يا رسول الله، استسقِ لأمَّتِكَ فإنَّهم قد هلكوا، فأتى (رسول الله) الرجل في المنام فقال له إئتِ عمر(ر) فَقُلْ له إنَّكُم مسقون فعليك الكيس. قال، فبكى عمر(ر) وقال يا رب، ما آلو إلا ما عجزت منه [ذكره العسقلاني ورواه البيهقي والتميمي والبخاري]. ومحل الاستشهاد في هذا الأثر، طلبه الاستسقاء من النبي (ص) بعد موته وإقرار عمر إيّاه على ذلك.
فقد اتفق الإجماع على جواز التوسل بالنبي بعد وفاته من زمن الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين الى الآن ومن قال بخلافه من المتأخرين فقد ردَّ عليه قوله، لأن قوله خلاف لإجماع الصحابة ومن بعدهم من الأمة. والقول المخالف للإجماع مردود.

أفعال الرسول في التوسل:
توسّل (ص) بالأنبياء بعد موتهم كما في الحديث الصحيح، عن انس بن مالك(ر) قال: لما ماتت فاطمة بنت أسد بن هاشم، أم علي بن أبي طالب(ر) وكانت ربَّت النبي (ص)، دخل عليها رسول الله (ص) فجلس عند رأسها ثم قال: رحمَكِ الله يا أمي بعد أمي وذكر ثناءه عليها، ثم كفَّنَها ببردته وأمر بحفر قبرها، قال، فلمّا بلغوا اللحد، حفره رسول الله (ص) بيده، واخرج ترابه بيده فلما فرغ، دخل رسول الله (ص) فاضطجع فيه ثم قال:"الله الذي يحي ويميت وهو حيٌّ لا يموت، اغفر لأمي فاطمة بنت أسد ووسِّع لها مدخلها بحقِّ نبيِّكَ والأنبياء الذين من قبلي، فانّك ارحم الراحمين" [أخرجه الطبراني في الكبير والأوسط وابن حبان والحاكم بسند صحيح]

--------------

يتبع بإذن الله تعالى .