عرض مشاركة مفردة
  #7  
قديم 16-07-2003, 08:34 AM
الصورة الرمزية لـ الوافـــــي
الوافـــــي الوافـــــي غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
الإقامة: saudia
المشاركات: 24,409
إفتراضي

وبعد منتتصف الليل بدأت القراءة .. وشدني الكتاب موضوعاً وأسلوباً.. فلم أنم حتى الصباح..!
كان الكتاب على حجمه المتواضع- كالإعصار- كالزلزال.. أخذني من نفسي ليضعني على حافة آفاق جديدة حكاية الشيخ "محمد بن عبدالوهاب" نفسه.. ثم قصة دعوته، وما كابده من معاناة طويلة.. حينما كانت في صدر حنينا وكلما قرأت صفحة.. وجدت قلبي مع السطور، فإذا أغلقت الكتاب لأمر من الأمور.. يتطلب التفكير أو البحث في كتب أخرى .. استشعرت الذنب لأنني تركت الشيخ في "البصرة" ولم أصبر حتى يعود.. أوتركته في بغداد يستعد للسفر إلى "كردستان ".. ولابد أن أصبر معه حتى يعود من غربته إلى بلده..!
يقول الدكتور في كتابه: " مجدد القرن الثاني عشر الهجري شيخ الإسلام الإمام محمد بن عبد الوهاب ".
وبعد هذا التطواف والتجوال هل وجد ضالته المنشودة..؟
لا فإن العالم الإسلامي كله كان يعاني نوبات قاسية من الجهل والانحطاط والتأخر .. عاد الرجل إلى بلده يحمل بين جوانحه ألما ممضّا، لما أصاب المسلمين من انتكاس وتقهقر في كل مناحي حياتهم..
عاد إلى بلده وفي ذهنه فكرة تساوره با لليل والنهار.
لماذا لا يدعو الناس إلى الله .. ؟
لماذا لا يذكرهم بهدي رسول الله..؟
لماذ ا.. لماذ ا..؟
إذاً فهذه العقيدة التي يريدها "الدكتور" لم تأت من فراغ.. فمنذ القرن الثاني عشر الهجريي .. والإمام محمد بن عبدالوهاب.. يفكّر، ويقدّم.. لكي يهدم صروح الأضرحة، ويحطّم شبح الخرافات، ويُطارد المشعوذين الذين لطخوا وجه الشريعة السمحاء.. بخزعبلاتهم التي أكتسبت مع الأيام قداسة.. تخلع قلوب المؤمنين .. إذا فكروا في إزلتها وفي ذلك يقول الكتاب:
" ماذا كان وقْع هذه الأعمال على نفوس القوم.. ".
ويجيب المؤرخون على ما يرويه الأستاذ أحمد حسين في كتابه : "مشاهداتي في جزيرة العرب " "إن القوا لم يقبلوا مشاركة الرجل فيما قام به من قطع الأشجار، وهدم القباب بل تركوا له وحده أن يقوم بهذا العمل حتى إذا ما كان هناك شر أصابه وحده..! ".
هل يكون ما يزلزل كياني الآن هو الخوف الذيما ورثته ..؟ وهو نفسه الذي جعل الناس في بلدة (العيينة) موطن الشيخ يتركونه يزيل الأشجار، وقبة قبر "زيد بن الخطاب " بنفسه.. خوفاً من أن تصيبهم اللعنات المتخلفة من اللعنات المتخلفة من كرامات هذه الأماكن فأصابها.. وأصحابها ..
ومضيت أقرأ، ومع كل صفحة أشعر أني أخلع من جدار الوهم في أعماقي حجراً ضخما.. وحينما بلغت منتصف الكتاب.. كانت فجوة كبيرة داخلي قد انفتحت، وتسلل منها ومعها نور اليقين .. ولكن في زحمة الظلمة التي كانت تعشعش في داخلي .. كان الشعاع يُومض لحظة ويختفي لحظات..!


.. يتبع ..
__________________


للتواصل .. ( alwafi_248@hotmail.com )

{ موضوعات أدرجها الوافـــــي }