عرض مشاركة مفردة
  #9  
قديم 16-07-2003, 08:35 AM
الصورة الرمزية لـ الوافـــــي
الوافـــــي الوافـــــي غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
الإقامة: saudia
المشاركات: 24,409
إفتراضي

قرأ زوج ابنة خالتي عنوان الكتاب- الذي يقول: إن في الصفحات قصة "الشيخ محمد بن عبدالوهاب "، ودعوته وهتف صارخاً.. ما هذا الذي أقرؤه..؟ " كيف وصلني هذا الكتاب..؟ لابد أن أحدهم دسّه عليّ !! فهو يعرف أنني رجل متزن.. أحرص على ديني ، وعلى زيارة الأضرحة، وتقديم الشموع، والنذور وأحيانا القرابين المذبوحة والحية. كما يفعل هو تماما.. ورأيت في عينيه نظرة رثاء.. إلى ما رماني به القدر في تلك النسخة.. وكان عليّ أن أقف منه.. موقف الدكتور جميل غازي مني سابقاً.. وشاء الله أن يكون ذلك بمثابة الامتحان وهل في استطاعتي أن أطبق ما قرأت أم لا..؟ وهل استوعبت عن يقين ما قرأت أم لا.؟ و الأهم من ذلك هو مدى إصراري على عقيدتي وإقناع الآخرين بها- أيضا- فالذي لايؤثر في المحيط الذي يعيش فيه.. هو صاحب عقيدة سلبية.. غير إيجابية.. فليس من المعقول في شيء.. أن أطوي "توحيدي " على نفسي، وأترك الآخرين يعيشون في ضلالة.. لأنهم بعد فترة سوف يغرقونني في خرافاتهم .. وعليه فلا بد أن أجادلهم بالتي هي أحسن.. لا أتركهم يشعرون أن الأمر هين.. لابد أن أنفرهم من شركهم.. فهم لابد أن يتراجعوا.. لأن "الخرافة" نظرا لأنها تقوم على ضلالات هشة.. لا يكاد الشك يدخلها حتى يهدمها.. والحق في تعقبها إذا كان لحوحاً.. قضى عليها.. أو على أقل تقدير أوقف نموها حتى لا تصيب الآخرين.. ومن أجل ذلك كله قررت أن أتوكل على الله، وأبدأ الشرح للرجل.. ولم تكن المهمة سهلة.. فلا بد أولاً أن أطمئنه، وأزيل ما بينه، وبين سيرة الشيخ "محمد بن عبدالوهاب ".. ثم ما ترسب في ذهنه من زمن عن "الوهابية والوهابيين".. ففي أول الحديث.. اتهم "الوهابية" بعدد من الاتهامات يعلم الله أن دعوة "التوحيد" بريئة منها.. براءة الذئب من دم يوسف، عليه السلام..!
ورحت أحاول في حماس شديد.. أشرح له سر حملات الكراهية، والبغضاء.. التي يشنها البعض على دعوة "التوحيد".. وكيف أنها أحيت شعائر الشريعة، وأصول العبادات، وفي ذلك القضاء على محترفي الدجل، وحراس المقابر ، وسدنة الأضرحة، والذين يكدسون الأموال عاما بعد عام.. من بيع البركات، وتوزيع الحسنات على طلاب المقاعد في الجنة.. فالمقاعد محدودة والوقت قد أزف..! ولاحول ولا قو إلا بالله العلي العظيم..!
ولمحت على ملامحه بعض سمات الخير.. نظر في دهشة .. كأنه يفيق من غيبوبة .. ورغم ذلك .. فقد راح يتشنج، ويدافع عن أهل الله الذين ينامون في قبورهم لكن يتحكمون بأرواحهم في بقية الكون ، وأنهم يدعون كل ليلة جمعة للاجتماع عند قطب من الأقطاب .. وحتى النساء من الشهيرات يلتقين –أيضاً – مع الرجال الأقطاب، وينظرون في شئون الكون..!
- ولم أكن أطمع في زحزحته عن معتقدات في ضميره عمرها أكثر من ثلاثين سنة فاكتفيت بأن طلبت منه أن ينظر في الأمر .. هل هؤلاء الموتى من أصحاب الأضرحة .. أكرم عند الله ، أم محمد رسول الله ؟!! ثم يفكر طويلاً، ويجيء إلي بالنتيجة .. دون ما تحيز أو تعصّب .. ووعدني بأن يفكر ، ولكنه فقط يطلب مني أن أرافقهم في رحلتهم الميمونة إلى "طنطا" .. فقلت له .. إن هذا هو المستحيل لن يحدث .. وإذا كان مصمما على الذهاب هو وزوجته إلى السيد البدوي حتى يعيش ابنهما .. فالمعنى الوحيد لذلك هو أن الأعمار بيد السيد البدوي .. وحملق فيَّ، وصاح .. لا تكفر يا رجل ... ؟
- فقلت له :
- أينا يكفّر الآخر .. ؟ أنا الذي أطلب منك أن تتوجه إلى الله ؟ أم أنت الذي تصر على أن تتوجه إلى "السيد البدوي" .. ؟
وسكت واعتبر هذا مني إهانة لضيافته وأخذ زوجته، وأخذت زوجته الخروف وابنها، وانصرفوا من العباسية في القاهرة إلى طنطا وحيثما وقفت أودعهم ... همست في أذن الزوج أنه إذا تفضل بعدم المرور علينا بعد العودة من مهرجان الشرك .. فإنني أكون شاكراً له ما يفعل.. وإلا لقي مني ما يضايقه .. وازداد ذهول الرجل، ومضى الركب الغريب .. يسوق الخروف نحو "طنطا" .. !

.. يتبع ..
__________________


للتواصل .. ( alwafi_248@hotmail.com )

{ موضوعات أدرجها الوافـــــي }