[ذيب النفود]

<DIV id=cdiv style="BACKGROUND-COLOR: 00ffff"><BR>

راح معهم في اليوم الثانى في رحله سياحية على النيل وعند الظهر , يرفع محظوظ الأذان وسط ذهول واستغراب السياح .

وبعد أن إنتهى من الصلاة يلتفت إلى الناس ويصيح فيهم :

الله لا يبارك فيكم , ورى ما تصلون وتسترون حريمكم , وين المسؤول أنا لازم أبلغ عنكم الهيئة .

المسؤول / وإنت مالك , ومال الناس ؟

محظوظ / أقول ردني للشقة , لا يخفس بنا ربي , لا صلاة ولا ستر , والناس بعد ما شربوا هالعصيرات إللي أعطيتوهم قام الواحد منهم ينتفض تقول سكران .

المسؤول / لازم تواصل الرحله لغاية الساعة 10 .

محظوظ / يا من شراله من حلاله علّه , أنا وش ورطني معكم , كان قعدت في ديرتي , أماكن مقدسه ومخيمات دعويه ومصايف عند أهل الكرم والشهامه والستر , ما هي هالوجيه الزلط الملط ...... طيب على الأقل طفّ هالموسيقى إللي أزعجتني !

المسؤول / إذا مش عقبك , حط إصباعك في ودنك .

تنتهي الرحلة ويصل إلى الفندق وهو في حالة نفسية سيئة , فلم يأكل ولم يشرب شيء .

محظوظ / وش تبون العشا , مندي وإلا مضغوط ؟

الزوجة / إللي يحصل .

وقف له تااااااااااااكسى .

التاكسى/ أهلاً يا بيه !

محظوظ / وجع ... أنا اسمي محظوظ , وبعدين أبغاك توديني أقرب محل حنيذ وإلا مندي , وإذا ما لقيت عندهم شي شف لي محل بخاري .

التاكسى / مش فاهم , يعني عاوز بنات ؟

محظوظ / طحت على جرحي , الله يذكرك بالشهاده ... أي نعم ودي ببنت عمرها 17 وإلا 18 وتكون بكر , وما تكون أطول منّي , ويكون مهرها شوي , ولا تعلّم أحد , لأن المعزبه لو درت قلبت عليّ النهار ليل .

التاكسى / أنا عندي بنات للبسط مش للقواز .

محظوظ / يا قليل الحيا , ياللي ما تستحي , أنا عمري ما لمست حرمه ما تحلّ لي , تبيني تالي عمري أعربد .

التاكسى / طيب عاوز دسكو ؟

محظوظ / وش عندهم ؟ ... لا يكون من هالمطاعم الأمريكيه إللي ملت البلد باللحوم الخايسه , يطبخونها في زيوت مروحه , ولا عندهم إلا برست وبرقر ؟

التاكسى / لا , الدسكو فيه بسط وهزّ وسط !

محظوظ / أقول لك رجّعني للفندق يا خبيث , ولا بتشوف منّي قرش واحد , والشرهه على إللي يجيكم مرّه ثانية .

نزل من التاكسى وصك الباب بقوة ,و يوم دخل الفندق قاعد يتحسس جيبه وما لقى المحفظه :

حسبي الله عليك يا بو كرشه , أنا أقول وراه ملبد , ما طلب منّي حساب ولا حلاوه ؟

يدخل على زوجته ويسألها :

وين العيال ؟

الزوجه / الأولاد راحو يسهرون , والبنات راحوا مع زميلاتهم يتعشون برا .

محظوظ / أقول جهزي الشناط , حنّا على هالحال فوق خسارة الفلوس بنخسر عيالنا .

وفي اليوم الثانى قرر محظوظ لازم يرجع باسرع وقت , وعندما وصل إلى مطار الرياض ونزل من الطائرة هوى على الأرض وقبّلها ثم قال لزوجته :

الواحد ما يعرف قيمة هالبلد - على ما فيها من ربا ومن دشوش دمرت حتى المصايف - إلا إذا طلع برّا .

الزوجه / وش دخّل الدش في المصايف ؟

محظوظ / هالمناظر إللي تشوفينها في التلفزون مصورينها قبل الدش , أما من يوم سمحوا بالدش , فوق الخراب إللي صار في المجتمع , صرنا نصلي ونستسقي ولا ينزل علينا قطره , وعلى كل حال الحمد لله عندنا كل شي متوفر , ولو كنّا أغلى من غيرها , لكن مثل ما قال راعي المثل وصدق : المثل اللي يقول:
هين قرشك ولا تهين نفسك .