عرض مشاركة مفردة
  #8  
قديم 17-07-2003, 02:29 PM
الصورة الرمزية لـ الوافـــــي
الوافـــــي الوافـــــي غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
الإقامة: saudia
المشاركات: 24,409
إفتراضي

ونواصل

وبينما أنا منهمك أكتب هذه الحلقة إذ بضجيج تصحبه دقات عنيفة لطبل يمزق سكون الليل ويبدده .. وراح هذا الضجيج يعلو ، ويعربد في ليل الحي .. دون أن يتوقف إلا لحظات .. يتغير فيها الإيقاع ثم يعود ضارباً متوحشاً .. يهز الجدران .. وعرفت بخبرتي من الألحان ، والأصوات المنفرة التي تصاحبها .. أن إحدى المترفات من الجيران تقيم حفلة "زار" , إنها لا بد أن تكون قد دعت كل صديقاتها المصابات مثلها بمس من الجن .. لكي يشهدن حفلها ..إذ لم تكن هي المرة الأولى التي تقيم فيها مثل هذه الحفلة فهي تقوم بعملها هذا مرة كل ستة شهور .. حرصاً على إرضاء الجن الذي يسكن جسدها ..!
وعبثاً حاولت الوصول إلى وسيلة للهرب من تلك الكارثة التي تقتحم على أذني .. فتركت الكتابة ، وحاولت أن أقرأ .. وفي خضم هذه المعاناة .. جاء صديق لى من كبار علماء الأزهر ، ومن الذين يعملون في وزارة الأوقاف وشئون علماء الأزهر ، ليزوني واستقبلته فرحاً .. لأنني أحب النقاش معه ، ولأنه سوف يخلصني من عذاب الاستماع إلى الدقات الهمجية .
وشكوت إليه جارتي ودخلنا في مناقشة عن( الجن ) وشكوى الناس منه ، وادعاء السيدات أنه يركبهن الجن ، والجيش الجرار من النساء ، والرجال الذين يحترفون عمل حفلات الزار .وإذا بالرجل الذي يحمل شهادة أزهرية عليا ..يؤكد لي أنه كانت له شقيقة .. مسها الجن عقب معركة نشبت بينها وبين زوجها ، فعطل (الجن) ذراعها الأيمن بضعة أيام .. ولم يتركها الجن إلا بعد أن أقاموا لها حفلة زار ، عقدت الشيخة بينها وبين الجن معاهدة تعايش سلمي .. وترك ذراعها على أن تقيم هذا الحفل مرة كل عام .
كان هذا كلام الرجل العالم .. طال صمتي .. فقد كنت أفكر في المسكين إبراهيم الحران ، وزوجته الأمية .. فلا عتاب عليهما ولا لوم .. مادام هذا هو رأي مثل هذا الرجل في الزار .. وكانت الدقات العنيفة لا تزال تصل إلى آذاننا ، والصمت المسكين يتلاشى أمام الأصوات المسعورة التي تصرخ في جنون تستجدي رضاء الجن ، ويستعطف قلوب العفاريت ..!
انتهت سهرتي مع صديقي العالم الأزهري الخالص .. الذي فجعني فيه إخلاصي فيه .. إذ وجدته من المؤمنين بالخرافة ، والمؤيدين لحكايات الجن .. وأحسست بأن وقتي ضاع بين هذا المغلوط العقيدة ، ودقات الزار التي كانت تقتحم على نوافذ مكتبي .. دون مجير شهم ينقذني من الإثنين ..!


.. يتبع ..
__________________


للتواصل .. ( alwafi_248@hotmail.com )

{ موضوعات أدرجها الوافـــــي }