الموضوع: التعريف :
عرض مشاركة مفردة
  #4  
قديم 19-07-2003, 03:13 AM
salim3344 salim3344 غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2003
المشاركات: 263
إفتراضي

افتراء الطحان على سلف الأمة
سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي
ثم إن الطحان حاول أن يكابر الحقيقة عندما ادعى أنه لم يقل بما فسرنا به قول الله تعالى: "وجوه يومئذ ناضرة * إلى ربها ناظرة" أحد من السلف.

ما المراد بكلمة "السلف" في كلامه؟.

هل المراد بذلك السلف الصالح؟ أو أن المراد بذلك سلف الحشوية الذين يقدمون كلامهم على كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم كما جاء ذلك واضحاً في كلامه الذي نقضناه قبل قليل.

فإن كان المراد بقوله السلف؛ سلف الحشوية فمالنا ولهم، فقد نابذناهم من أول الأمر بأن رجعنا إلى كتاب الله الذي كفروا به وإلى سنة رسوله صلى الله عليه وسلم التي جحدوها؛ بقولهم: (لا خير فيها).

وإن كان المراد بالسلف؛ سلف هذه الأمة الصالحين، فإن السلف قد قالوا قولنا، وقد سبق أن ذكرت([1]) ذلك فيما حكيته من النص الذي جاء في "الحق الدامغ"([2]): رواه الإمام الربيع رحمه الله تعالى عن الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه وابن عباس رضي الله عنهما وعزاه إلى مجاهد ومكحول وإبراهيم والزهري وسعيد بن جبير وسعيد بن المسيب ورواه ابن مردويه عن ابن عمر رضي الله عنهما من الصحابة وعن عكرمة من التابعين، ورواه عن عكرمة عبد بن حميد، كما رواه عن مجاهد وأبي صالح بإسناد صححه الحافظ ابن حجر، وقد ذكرت أن الإمام ابن جرير الطبري رواه عن مجاهد بخمسة أسانيد([3]).

أما الدعوى التي ادعاها هذا الطحان وهي أن السلف كانوا يهابون تفسير مجاهد لأنه كثيراً ما كان يأخذ عن أهل الكتاب، وأنه كان تارة يرجع إلى رأيه بنفسه وتارة يفسر القرآن بما يقوله أهل الكتاب، فنحن نعترض على هذه الدعوى الفارغة الباطلة بأمرين:-

الأمر الأول:-

أن أهل الكتاب ما كانوا في يوم من الأيام ينزهون الله سبحانه وتعالى، وهل هم إلا أئمة لهؤلاء الحشوية الذين شبهوا الله بخلقه، فاليهود هم الذين قالوا لموسى عليه السلام: "لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة" ([4]) فهل عرف ذلك الطحان أو لم يعرف؟! لعله يجحد ما في كتاب الله سبحانه وتعالى!! فالله سبحانه وتعالى أخبر عن اليهود بذلك، وبين بأنها عقيدتهم، ورد عليهم قولهم في حقه سبحانه، تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً: "إن الله فقير ونحن أغنياء" ([5]) وقد جاء في توراتهم المحرفة أن إسرائيل صارع الإله فصرعه، فهل هؤلاء ينكرون الرؤية؟!.

وأما النصارى فقد أثبتوا حلول اللاهوت في الناسوت وقالوا: بأن الله ثالث ثلاثة. وقالوا في عيسى ابن مريم: أنه هو الله. كما نص القرآن الكريم على ذلك، فهل كان هؤلاء يجحدون رؤية الله سبحانه وتعالى حتى يقال: بأن مجاهداً أخذ هذا التفسير عنهم.

الأمر الثاني:-

أننا نجد سلف الحشوية الذين يعتز بهم الطحان، يقولون بخلاف ذلك، فيكفي هنا أن أنقل نصاً عن ابن تيمية الذي هو في مقدمة أئمة هؤلاء الحشوية الذين يعتز بهم الطحان، ويقدم كلامهم على كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم.

فابن تيمية يقول في مجموع فتاواه في ج13، ص368-369: (إذا لم تجد التفسير في القرآن ولا في السنة ولا وجدته عن الصحابة، فقد رجع كثير من الأئمة في ذلك إلى أقوال التابعين كمجاهد بن جبر، فإنه كان آية في التفسير، كما قال ابن إسحاق: حدثنا أبان بن صالح عن مجاهد قال: عرضت المصحف على ابن عباس ثلاث مرات من فاتحته إلى خاتمته، أوقفه عند كل آية منه، وأسأله عنها. وبه إلى الترمذي: حدثنا الحسين بن مهدي البصري حدثنا عبدالرزاق عن معمر عن قتادة قال: ما في القرآن آية إلا وقد سمعنا فيها شيئاً. وبه إليه قال: حدثنا ابن أبي عمر حدثنا سفيان بن عيينة عن الأعشى قال: قال مجاهد: لو كنت قرأت قراءة ابن مسعود لم أحتج أن أسأل ابن عباس عن كثير من القرآن مما سألت. وقال ابن جرير: حدثنا أبو جريج قال: حدثنا طلق بن غنام عن عثمان المكي عن أبي مليكة قال: رأيت مجاهداً يسأل ابن عباس عن تفسير القرآن ومعه ألواح قال: فيقول ابن عباس: اكتب. حتى سأله عن التفسير كله، ولهذا كان سفيان الثوري يقول: إذا جاءك التفسير عن مجاهد فحسبك به) وجاء هذا الكلام أو نحوه في أصول التفسير لابن تيمية أيضاً في ص93.

فليرجع الطحان إلى هذين المصدرين.

فهل يؤمن بما قاله ابن تيمية مع أنه يقدم كلامه على كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم أو لا يؤمن بذلك؟!!.