[عمر الشادي]

حضارة الرقي بأبعادها الثلاثة
1- الرقي في اللقاء
2- الرقي في المبدأ والممارسة
3- الرقي في الممارسة والتطبيق

عرف العرب قديما الحضارة بعدما اعتنقوا الاسلام وفهموا القواعد:"وجادلهم بالتي هي أحسن" و "ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك" و " وادعو الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة"

لكنهم فهموا ايضا ان هذه القواعد لا تتعارض مع قواعد اخرى نص عليها الشرع الحنيف كـ" كنتم خير امة اخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر"

وقد بين رسول الله صلى الله عليه وسلم بيان ذلك في قوله "من رآى منكم منكرا فليغيره بيده فان لم يستطع فبلسانه فان لم يستطع فبقلبه"

فهذا الحديث مقياس يحدد أُطُرَ الرقي في المبدأ والممارسة ,فالرقي في اللقاء لا يمنع احقاق المبادئ معيارا تكامليا للرقي لينصب كل ذلك رقيا في الممارسة الحقة للحكمة والموعظة الحسنة والامر بالمعروف وتغيير المنكر باليد والا فباللسان والا فبالقلب وذلك اضعف الايمان أي اقل ما يلزم الانسان عند الحاجة

لذلك يتبين لنا ان الحوار المطلق المفتوح حوار تحفه الشبهات وعلامات الاستفهام وبتعبير اخر فانه ولو متَّ بصلة للرقي في اللقاء فانه يدحض الرقي في المبدأ والممارسة وينسفه

قد يقول قائل بان الالتزام بالرقي في مفاهيمه الثلاثة امر متعسر التحصيل ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن الا رحيم رؤوف ومع ذلك كان لا يترك منكرا الا ويغيره طالما استطاع الى ذلك سبيلا

وقديما قيل"ما ترك الحق صاحبا لعمر" وسيدنا عمر بن الخطاب لم يكن الا داعيا بالحكمة والموعظة الحسنة

ربما في الحقيقة ان طلبنا بالتزام الرقي بابعاده ومفاهيمه كلها طلب صعب التحقيق ولكن ما الضرر في الاستثناء طالما كان الاستثناء كان ايجابيا وموافقا لقيمنا العربية والاسلامية الراقية الحضارية المتميزة تاريخا وحاضرا