[زهرة الخزامى]

الاخت ايمان
الاخت اليشمك قدمت لك مايوضح مصطلح (الأصوليون ) وجزاها الله خير في وضع هذا الرابط .. وجزاك الله خير أيضا في السؤال وإعطائي الفرصة من خلال سؤالك في توضيح أسباب هذا المصطلح .. حيث أنني في فترة من الفترات قرأت عن الغزو الفكري الغربي وأهدافه ضد الإسلام ومن ضمن أهداف كثيرة قرأت قولهم في أحد المؤتمرات الداعمة للتبشير إن أعداءنا هم من " الأصوليين الإسلاميين " في مصر والجزائر والسعودية .. لأنهم يدعون للجهاد ضد الغرب .. ورأوا انه من المهم تشجيع فكر إسلامي آخر يدعو الى الروحانية طالما انه من الصعب أن يجعلوا المسلم مسيحيا .
وبدأ إهتمامي كثيرا بالقراءة بالمذاهب لأرى الفرق وماهو معنى الأصوليين وهل يقصد به المذهب السلفي ولاحظت من خلال قراءاتي أن هذا المصطلح(الاصولية) لم يظهر في المعاجم الغربية الا في القريب ففي قاموس لاروس الصغير عام 1966 عرفت الاصولية «انها هي موقف اولئك الذين يرفضون تكييف العقيدة مع الظروف الجديدة».
وتم تعريفها قاموس لاروس عام 1979 "انها استعداد فكري لدى بعض الكاثوليكيين الذين يكرهون التكيف مع ظروف الحياة الحديثة».

وفي عام 1984 ظهر معجم لاروس ( الكبير جزءاً وعرفها على انها موقف جمود وتصلب مارض لكل نمو)

وقد ظهر هذا المصطلح من الغربيين بإعتباره مصطلحا رجعياونعتوا كل المنظمات الاسلامية التي في الغرب حتى يشوهوا سمعة الإسلام في اوروبا وامريكا . وربطوا هذا المصطلح بالعنف والإرهاب والعنصرية والوحشية والجهل ورفض الرأي الآخر .. والغرب يريد منا كمسلمين أن نستخدم كلمة الأصوليين لنقتنع كمسلمين أن هؤلاء الأصوليين يريدون فرض عقائدهم بالإكراه والقوة .
وهنالك كاتب أمريكي اسمه ازبوزيتو كتب عن ماسماه الإسلام المتطرف ووصف بعض الحركات الاسلامية بالأصولية ومنهاالحركات الإسلامية في مصر كنموذج للاسلام السياسي والتي برز فيها عدد من الاسلاميين والمجاهدين والمتطرفين او كما تسميهم ارهابيين لأن حركة الإخوان المسلمين نشأت في مصر من خلال مؤسسها حسن البنا وسيد قطب ومحمد عبدهومحمد عبد السلام فرج وايمن الظواهري.

كما يحلل المقاومة الإسلامية في فلسطين بنفس المفهوم وأن المقاومة هي التي أظهرت مفهوم ( الشهادة ) في مفاهيم المسلمين .. وأصبحت فكرة الشهادة مصطلح لجمع المتطوعين للجهاد ضد أي حركة غير إسلامية .

والكاتب هنا يدعو امريكا لفهم الاسلام جيدا وينبه امريكا الى أنهم كانوا مؤيدين لجهاد أسامة بن لادن في أفغانستان ضد الإتحاد السوفييتي ولم يسمونه إرهابا بل أنهم اعتبروه جهادا إسلاميا نافعا لأنه يلتقي مع مصالحهم .. وأكد على أهمية فهم الاسلام والجهاد.. لان اسامة بن لادن استخدم نفس المصطلح الجهادي الذي وافقته امريكا عليه وهو الأمر الذي يشير الى ثبات الموقف الجهادي لدى المجاهد المسلم ويقول ان عبارات وشكل أسامة بن لادن تجسد نموذج المجاهد المسلم الذي يقف امام الغرب حاملا القرآن في يد والكلاشينكوف في اليدالأخرى ونتج عنه تكوين جماعات إسلامية جهادية سعودية بدأت توجه العداء لأمريكا لأنها هي من ساعد في غرس اسرائيل في قلب العالم الإسلامي .

وقد خصص الكاتب مساحة كبيرة عن ماتسميه امريكا بالتهديد الوهابي .. وهم ( أي الوهابيين ) يكرهون ذكر هذا المصطلح ويرون أن المصطلح الصحيح هو السلفييون وهم موجودون بالسعودية وبلاد القوقاز ووسط آسيا والهند .. ويرى أن فكرهم انطلق في العالم كله في القرن الماضي وقامت السعودية بدعم مراكز دعوية ومنظمات إسلامية لمواجهة الفكر الناصري الاشتراكي وتضامنت مع الأخوان المسلمين والجماعات الاسلامية بباكستان بالرغم من وجود بعض الإختلافات في الفكر والرؤى ولكن السعودية إستخدمت الإمكانيات المادية وعملت على عولمة الفكر الإسلامي بطباعة وترجمة كل أعمال سيد قطب وحسن البنا والمودوي الى كل لغات العالم وبكميات وفيرة وانتشر الفكر السلفي في أفغانستان .
وقرأت ان بوش هو من أهدى ( الاصوليين الاسلاميين ) المبرر لضرب امريكا بعد أن زل لسانه وقال crusade وهي تعني حملة صليبية وهذه الكلمة التي أحيت في نفوس المسلمين الجهاديين الجهاد ضد امريكا .. حيث أن ذاكرتهم تجتر الحروب الصليبية السابقة وهم يؤمنون بأن هذه الحرب ستؤدي الى خسائر فادحة الا أن ثمن ذلك يستحق وهو تحرير بيت المقدس .. وبدأ اسامة بن لادن في إعلان مايسمى بالجهاد او حرب الحضارات بمسانده شعبية سعودية وباكستانية بالرغم من تحالف حكومتيها مع أمريكا .. في الوقت ذاته بدأت امريكا تحاول تثبيت مصطلح الأصوليين الاسلاميين .. والمتطرفين .. والوهابيين .. ضمن خطوات مدروسة وأهداف محددة لتجعل الشعوب الإسلامية تبتعد عن مفهوم الإسلام السلوكي وإعتماد الدولة العلمانية وأن لايربط المسلم بإسلامه سوى هويته .. وهو الأمر الذي يجب أن نحذر منه جميعا .. ويجب أن نكون متنبهين فكرياً وأن نكون أكثر وعيا ضد هذه الأهداف وأن لاندافع عن إسلامنا بل يجب أن نهاجمهم فكريا .. فأسامة بن لادن وبضرب أمريكا جعل 34000 اربعة وثلاثون ألف امريكي يدخلون في الإسلام .