عرض مشاركة مفردة
  #20  
قديم 29-07-2003, 07:55 PM
الصورة الرمزية لـ الوافـــــي
الوافـــــي الوافـــــي غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
الإقامة: saudia
المشاركات: 24,409
إفتراضي

أين الحل ؟

( رؤية يمنية للحل في اليمن )

سؤال يتــبادر إلى الـذهـن بعــد عـرض كافة جوانب المشكلة وأبعادها ، وترى الجمعية المعنية بمكافحة الــــقـات أن الحل ذو شطرين أحدهما يتعلق بالحرص على عدم توسيع المناطق المصابة بتعاطي هذا الداء وهي المناطق التي لا تعد تاريخيا من منــاطق تعـاطي القات وفي هذا الصدد ينبغي منع تصدير القات وزراعته فـــــيما كـان يعـــرف بالمناطــق الجنوبـــية وحتى تــكون قــاعدة تنطلق منها كافة الأنشطـــة المكافحة لتعاطي القات ، وينـــــبغي أن يكـون هذا الإجراء عاجلا إذ لا يوجد موانع سياسية واجتماعية كبيرة داخـل المجـــتمعات المستهدفة ألا ما سيظهره تجار القــــــات من معــارضة . أما الشطر الــــثاني فالــبدء بإجراءات عـــلاجية في المنــاطق المصنفة تقـليـديا بتعـاطيها للقــات والتي يَحمي فــــيها القـاتَ عـواملُ كثـيرة من أهـمها موقـف الناس المؤيد ، ووجود قوى ضغط مؤيدة ومستفيدة من القـات ومن أهــم الإجراءات لحصول ذلك ما يلي :

- أن يعلن رموز المجتمع وصفوة علمائه ومثقفيه امتناعهم عن تعاطي القات باعتباره داءً يجب علاجه ، وفي هذا الصدد يعتبر إعلان الرئيس اليمني علي عبدالله صالح امتناعه عن القــــات خـطـــوة فـي الاتجاه الصحيح .

- أن يتحمل علماء الدين في الــيمن من المذهبين ( الشافعي -الزيدي ) مسؤولياتهم الدينية والتاريخية ، وأن يضحـــــوا بمصالحهم الضيقة في رعاية المنتفعين بتجارة القـــات، وأن يتفقوا على الأضرار التي تسببها هذه النبتة الخبيثة ، وأن يعـلنوا عدم مشروعية تعــــاطي القات عملا بما عليه جمع من علماء الإسلام في اليمن وخارجه .
- اتخاذ إجـراءات اقــتصادية تصاعـــدية للحــد من زراعــته وتشجيع زراعة البدائل الزراعــية الأخـــرى ، مع تــسهيل عمــليـات التصدير للدول المجاورة ، وتطوير وسائل المــــواصلات من المنتــج إلى المستــهلك ، وهو أمــر ممكن بالنــظر إلى وجود منافذ اقتصادية لليمــن نحو الســوق السعــودية والأسواق الخـليجـية ،علما أن السلع الغذائية تصل لهذه الأسواق من مناطق أبعد جغرافـيا من اليــمن، كما ينبغي تسهيل الإجراءات الجمركية ورفع الضرائب على هــذه السلــع من قبل البلدان المصدرة والمستوردة .

- تنفيذ حمــلة وطنية في اليمن وفي بعض المناطق السعودية التي يتعاطى أهلها القات تحـت شعار ( لا للقات ) للتنبيه من أضراره الصحية والاجتماعية والاقتصادية .
- تحديد أيام بيع القات في مناطق الشمال أو تحديد أيام يمنع فيها بيع القات .

هذا ما يتعلق بالحل الذي تطرحه الجمعية منطلقا مما تؤمن به من ضــــرورة اتخــاذ إجراءات عاجلة وآجلة لمعالجة هذا الداء الذي يعــــبث بالجسد الاجتماعي في مناطــق جنــوب شبه الجزيرة العربية وبعض مناطق القرن الأفريقي .
أما عن الحلول المطروحــــة من قبل المهتـــمين بهذا الموضوع فمن ذلك ما يراه رئيــس الـــوزراء اليمني السابق محــسن العيني أن قرار منع القات يجـب أن يكون جمــاعيا ابتـداء مـن رئيـــس الوزراء وحتى أصغر موظف في الدولة على أن يكون قرارا نابعا مـــن الإرادة والقناعة ، ومن أجل حبنا لأطـــفالــنا الصغار ومن أجــــل عزة وطننا وكرامته و استقلاله . القات في حياة اليمن ص 9

ويـــرى الدكتــور عـيد أن الخـطوة الأولى هي إدراج القات على جداول المخدرات وأن المانــع من ذلـك حســــب تقرير للمكتب العربي لشؤون المخدرات يتمثل في الآتي :

- مشكلة القات إقليــمية لا تهــــم إلا بضــع دول معــينة في شبه الجزيرة العربية وشرقي أفريقيا.
- تمضغ أوراق القــات طازجة ولا تتــحمـل أوراقه التصدير إلى مناطق بعيدة مما جعل أخطاره إقليمية وليست عالمية .

- الدول الكبرى صاحبة الكلــــمة المســموعة في الأمم المتحدة وخاصة الولايات المتحدة الأمريكــية لا تخشـى أمــر القات و لا تعيره اهتماما .

- الدول العربـــية المنتـــجة والمستهـــلكة لأوراق القات مازالت تستبعد إدراج هذه الأوراق علــى جــداول المخـــدرات رغم اقـتناعها بجسامة الأضرار المترتبة.

ويرى الدكتور عيد أن ذلك لن يحدث وأن نبات القــات لن يخضع لنـــظام الرقـابة المنــصوص علـيه في الاتــــفاقية الوحيدة للمخدرات إلا إذا أحست الدول الكبرى وخـــــاصة الولايــات المتحدة بخـــطورة المشكلة ، ولن تحـــس هذه الدول بهــا إلا إذا انتشر تعاطي القات بين أبنائها وهذا أمر مستبعد في الوقت الحــاضر و إن لم يكــــن مستحيل الوقوع في المستقبل . عيد ص 217
قــلت : وقد ذكرت بعض التقارير الحديثة تزايد نســــبة تهريب القات إلى الدول الغربية خصوصا الولايات المتــــحدة ، وأصـــبح من الممكن الحديــث عــــن مشكلة تهريب لدى ســلطات الأمن فيهـــا فقد ذكرت جريدة الدستــور الأردنيــة في عـــددها 11886 في 9 جمــادى الآخرة 1421 - 7 أيلول 2000 الخبر التالي :
نيويورك - (أف ب)
أكد مسؤول في الجمــارك الأمـــيركية ان نبتة القـــات المنبهة التي تســــتهلك في عدد من الدول الأفـــريقية والشـــرق الأوسطـــية دخلت إلى الأسواق الأميركيــة حـيث يــزداد استهـلاكهــا في ولايتي نيويورك ونيوجيرزي منذ 18 شهرا.
وقال تومــاس مانيفازي "لقد شاهدنا إقبالا كبيرا على استهلاك القات في الأشهر الـ 18 الماضية".
وأضـاف "في السابق، كان هذا المخدر الزهــيد الـثمن متداولا ضمن نطاق اثني محدود، لكن استهلاكه توسع وبات تلامـيذ المدارس يطلبونه حاليا".
وتمضغ غالبية اليمنيين والصومالـيين أوراق نبتة القـــات التي تمنح شعورا بالنشوة.
وتابع المسؤول "نتوقع وصول ما بين 10 و 15 طنا من القات إلى مطار نيويورك خلال السنة الحالية".
و أفادت مصلحة الجمارك أنها ضبطــت اكـثر من خمسة أطنان من القـات يبلغ ثمنها 2،1 مليون دولار في مطار نيويــورك فضـــلا عن 11 طنا في مطار جون كينيدي.
ولا تعرف شرطة نيويـورك مــا إذا كـانت هذه النبتـــة تباع في شوارع المدينة. و أوقف عــدد من أبناء الجاليــة اليـمنية منذ مطلع السنة الحالية في بروكلين وستاتن ايلاند. ولم تتجاوز كميات القــات التي صــودرت العـام اكـــثر من طنــين كانت غالبـــــيتها مخــبأة في حقـائب المسافرين أو في بضائع الشحـــــن الجوي. وكــان المصـدر الرئيـــسي لـهذه المادة اليمن والصومال.أهـ
ويوضح بجلاء هذا التقرير تزايد نسب التهريب وتحول الـقات إلى مشكلة أمريكية ، لكن من الســـذاجة أن نـــربط مشاكلنا بغـيرنا وأن ننتظر أن تتحول إلى مشكلة أمريكية لتجد الحل ،إذ الأمر يعـنينا أولاً وليس من المناسب الانتظار أن يأتي الحل من الخــارج بل إنـنـا ننطلق من مفاهيم ومنطلقات قيـــــمية تختـلف عن الغـرب ينبغي أن نضعها نصب أعيننا عند مناقشة مشاكلنا المعاصرة .
ويرى الأديب اليمني الـبردوني فـي هـذا الصـدد أنه مادام القات قد تحكم في الأرض والنفوس فلا بــد من اجتثــاثه من النـفوس أولا ومن الأرض ثانيـــا ، ولا يتــم ذلك إلا ضــمن خطة ثورية إصلاحيـة تقـدر على إيجاد البـديل الأفضل ، وبشرط أن يكون هذا العمل وسيلة وغـاية نابعتين من مجتــمعنا ، وفي صالــح مجتمعنا ) القـات مرجع سابق ص 47
ويرى يحيى الإرياني أن مشكلة القات قد غدت ذات جذور عميقة و متشعبة ومن الصعب أن يطـــالب المرء بحلها بين عشية وضحاها إنها قد ترعرعت عبر قرون من الزمن ، وبالتالي فإن أي حل لها لابد أن يأخذ وقتا ... ) القات مرجع سابق ص88 .
ويذكر الدكتور العــطاس أنه عـــند طـــرح الحل لابد مــــن الاهتمام بالتالي :
- وضع خطة لزراعة محاصيل بديلة .
- إدخال وتطوير وسائل التسلية المختلفة .

- ملء جزء من فراغ المواطن بالعمل لا تقل عن سبع ساعات يوميا ، وبخلق وظائف جديدة .
- القيام بحملة توعـــية إعلامية ضخمة ومستمرة عن طريق الإذاعة والصحافة لتعريف المواطن بأضرار القات الاقتصادية والاجتماعية والصحية .

- تدريس مضار القات في المدارس .
- إن الجميع مقتنع بخطورة القات على الفرد والمجتمع إلا أن منعه مع عدم القيام بالخطوات الكفيلة بنجاح المنع ستــؤدي حـتما إلى وضـع أخـطر كثيــرا حيــث ستنـتشــر المخدرات الأكثر خطورة . القات مرجع سابق ص135

قلت : ورغم صحة التنبيه الأخير الذي طرحه الدكتور العطاس إلا أن الأمــر لن يكون خـطيرا ، إذ أن انتشار المخدرات الفتاكة مرتبط بعوامل اقــتصادية واجتمــاعية لا تتوفر في اليمن وإن انتشر فإن الانتشار سيكون محدودا يمكن مواجهته ، لذا لا ينبغي وضع مسألة منع القات أمام خطر انتشار المخدرات إذ أن ذلك سيعوق بلا شك إجراءات مكافحة هذه الآفة الخطيرة .

المصدر / موقع جمعية المكلا لمكافحة القات

تحياتي

__________________


للتواصل .. ( alwafi_248@hotmail.com )

{ موضوعات أدرجها الوافـــــي }