عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 04-08-2003, 02:35 PM
الحقاق الحقاق غير متصل
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2002
المشاركات: 272
إفتراضي من عجائب الأقدار

روى الحافظ الحميدي صاحب ابن حزم الظاهري وتلميذه في كتابه ( جذوة المقتبس في ذكر ولاة الأندلس ) ص 118 ( أن الوزير أبا عمر أحمد بن سعيد بن حزم - والد ابن حزم - كان جالسا بين يدي مخدومه المنصور أبي عامر محمد بن أبي عامر ، في بعض مجالسه للعامة ، فرفعت إليه رقعة استعطاف لأم رجل مسجون ، كان المنصور اعتقله حنقا عليه لجرم استعظمه منه . فلما قرأها اشتد غضبه وقال :- ذكرتنى - والله - به وأخذ القلم وأراد أن يكتب :- يصلب ، فكتب :- يطلق ، ورمى الورقة إلى وزيره المذكور ، وأخذ الوزير القلم وتناول الورقه ، وجعل يكتب بمقتضى التوقيع إلى صاحب الشرطة ، فقال له المنصور :- ما هذا الذي تكتب ؟ قال بإطلاق فلان ، إلى صاحب الشرطة ، فحرد وقال :- من أمرك بهذا ؟ فناوله التوقيع . فلما رآه قال :- وهمت ، والله ليصلبنّ ، ثم خطّ على التوقيع ، وأراد أن يكتب :- يصلب فكتب يطلق ، فأخذ الوزير الورقة ، وأراد أن يكتب إلى الوالي بالإطلاق ، فنظر إليه المنصور وغضب أشد من الأول ، وقال :- من أمرك بهذا ؟ فناوله التوقيع ، فرأى خطه ، فخط عليه .
وأراد أن يكتب : يصلب ، فكتب :- يطلق ، وأخذ الوزير التوقيع وشرع في الكتابة إلى الوالي ، فرآه المنصور فأنكر أكثر من المرتين الأوليين ، فأراد خطه بالإطلاق ، فلما رآه عجب من ذلك وقال :-

نعم يطلق على رغمي ، فمن أراد الله إطلاقه لا أقدر أنا على منعه

انتهى . وذكرها القاضي ابن خلّكان في وفيات الأعيان في ترجمة - ابن حزم علي بن احمد )

وقـــــفـــــــة :-

قال هارون الرشيد لابنه الأمين :- يا بنى إن الملك والعدل أخوان لا غنى بأحدهما عن الآخر ، فالملك أس والعدل حارس ، والبناء مالم يكن له أس فمهدوم ، والملك ما لم يكن له حارس فضائع ، يابنى اجعل حديثك مع أهل المراتب وعطيتك لأهل الجهاد وبشرك لأهل الدين وسرك لمن عناه من ذوى العقول

الحقاق
__________________
من لم يقنع برزقه عذّب نفسه