الموضوع: العقول الواعية
عرض مشاركة مفردة
  #3  
قديم 08-08-2001, 06:17 AM
صلاح الدين صلاح الدين غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: May 2000
المشاركات: 805
Lightbulb

أبدأ من حيث انتهى صاحب المداخلة فأقول:

(المراوغة) ليست من شيم المسلم، وأنا مسلم ولله الحمد على سنة الله ورسوله (صلى الله عليه وسلم) منذ وعيت الحياة، لم أتلوث بلوثة الجاهلية ولا الباطنية ولا النفاق.
ولكن الإمامية يراوغون، ومن السائر عليهم (ألف ألبة ولا غلبة) ويعني نتقلب ألف مرة، ونغير ونحوّر ولا نقر بحجة الآخرين علينا.
وقد عرفوا في التاريخ باسم (المتاولة)، وهم سكان جنوب لبنان، وبهذا الاسم وقعوا اتفاقياتهم مع الصليبيين ومع التتار ومع الفرنسيين، وبهذا الاسم وقعوا على وثيقة (المتصرفية) بعد حوادث عام 1860م.
وهم الذين نشروا المذهب في إيران المسلمة تحت توجيه وإشراف المدعو بهاء الدين العاملي.
وغيروا اسمهم من (متاولة) إلى (شيعة)، وأحياناً إلى (جعفرية) نسبة للإمام جعفر الصادق، والصادق منهم براء، لا يعرفهم ولا يعرفونه. ويروجون أنهم اثني عشرية يؤمنون باثني عشر إمام من أهل البيت، ثبت عنهم –باستثناء علي بن أبي طالب والحسن بن علي وعلي الرضا، رضي الله عنهم- إنكارهم لدعوى الإمامة بمعناها السياسي وبمعناها الفارسي الذي يطلقه المتاولة ويدعونه لهم.

أما قولك:
(سادساً: تعليقك على كتاب (ثم اهتديت)، ينمّ عن قراءتك لكتاب (بل ضلتت)، (على ما أظن) ولكن على كلٍ، لن أرد عليك الآن، فأن بصدد الرد على كتاب "بل ضللت". )
فبعيد عن الصواب بعد المتاولة عنه، فإنني قرأت كتاب التيجاني، وناقشته فيه شخصياً، وشهد النقاش مجموعة لا تقل عن سبعين طالب ودارس ومعمم، والشهود موجودون، والرجل صاحب العلاقة ما زال موجوداً (كما أظن)، ولم أقرأ (بل ضللت) ولم تقع عيني عليه، فإنني أؤمن بقراءة القوم من مصادرهم لا من مصادر غيرهم.

وأضحكني قولك:
(سابعاً: ما تذكره عن أصل الإمامية ينم عن قصر معلوماتك التاريخية، وإثبات أصل الإمامية يحتاج لحديث مطوّل)
لأنك في موقع بعيد كل البعد عن الحكم على معلوماتي التاريخية، وعلى معرفتي بالمتولة تحديداً، وأنت لا تستطيع التمييز بين المستبصر والمستنير، ويظهر أنك دخلت في باب لا قبل لك به، وردي عليك لإسماع من يقرأ، فأسلوب التجهيل معروف عند المتكلمين، وهو خطوة مكشوفة يمارسها مراهقو الحوار، وأحسب أنني لست منهم.

أما قولك:
(ثامناً: الشيعة الإمامية لا يعترفون بالإسماعيلية كفرقة شيعية، بل يتعتبرونها خارجة عن التشيّع. وللعلم فإن النصيرية ليست من فروع الإسماعيلية، بل ظهرت بعد وفاة الإمام الحادي عشر العسكري عليه السلام.)
فهذا يدل على جهل كبير، ويحقق مقولة (ألف ألبة ولا غلبة)، وقد جنحت لتناول فرقة وتركت ذكر الزيدية، فهل الزيدية كذلك ليسوا شيعة؟ وهم أصلها ومعدنها السياسي؟
وإذا كانت المتاولة لا تعترف بالإسماعيلية فرقة من فرق الشيعة، فهل يغير هذا الإنكار حقيقة كل من الفرقتين؟ وإذا كان ادعاؤك بعدم الاعتراف بهم صحيحاً، فلم هذه الحمى في التأريخ والتأصيل لكل ما يمت إلى مرحلة الحكم العبيدي الفاطمي الإسماعيلي في المغرب ومصر والشام بأقلام من يدعي أنهم (متاولة) أو (جعفرية) أو (إمامية)؟ وفي جملتهم المدعو محسن الأمين، اللبناني الجنوبي العاملي المنتسب إلى بيت النبوة، مدعي الأعلمية في التاريخ. وغيره كثير من طلبة الماجستير والدكتوراه في لبنان وإيران؟ أم أن الأمر فقط نكاية بالمسلمين؟

وأما قولك:
(تاسعاً: لا زلت بمحاولاتك الأدبية وبلاغتك تحاول إثبات حجتك، ولكن شخصياً تحتاج إلى أكثر من البلاغة والتمكن من اللغة لكي تقنعني.)
فقد نبا بك القلم، لأنك شككت في نيتي، فإنني والله لم أقصد إقناعك، وإن كنت أتمنى لك الهداية، وقد علمتني تجربتي في الحياة أن الباطل لا حجة له، وأن غسيل المخ القائم على أيدي جيش من (الروظهخونات) أو (قراء التعزية) هدفه التعمية على كل كلمة حق، وزاد الآن بعض الذين يتصدون لتفسير القرآن الكريم، فيهرفون بما لا يعرفون، لتصبح اللغة العربية صعبة المسلك وكأنها (الفارسية) ويصبح لكل لفظ (ظاهر) يفهمه العامة، و(باطن) لا يفهمه إلا الخاصة الذين يلتقون بالمهدي الموهوم غير المولود (بشهادة بعض علماء المتاولة) في خفية عن أعين الناس فيفهمهم المعنى الذي لم يقل به أحد من العالمين، حتى اليهود والنصارى استحيوا من الوصول إلى هذه الدرجة من الافتراء:
فبقرة بني إسرائيل = عائشة (أم المؤمنين رضي الله عنها وأرضاها، ولعن المفترين عليها)
والجبت والطاغوت = أبو بكر وعمر (خليفتي رسول الله صلى الله عليه وسلم، رضي الله عنهما وأرضاهما، ولعن المفترين عليهما)
و{مرج البحرين يلتقيان} = علي وفاطمة (خليفة النبي صلى الله عليه وسلم وصهره، والزهراء بضعته، رضي الله عنهما وأرضاهما، وأثاب أتباعهما بالحق، ولعن المفترين عليهما إلى قيام الساعة)
و{اللؤلؤ والمرجان} = الحسن والحسن (سبطا رسول الله، وسيدا شباب الجنة، رضي الله عنهما وأرضاهما، ولعن المفترين عليهما في الأولين والآخرين إلى يوم الدين) [ويظهر أن الذي فسر القولين الأخيرين كان يعمل في صناعة الحليّ]
ومثل هذا يطول الكلام فيه، وكتب القوم مليئة بهذا الكلام المفترى الذي لا أصل له ولا أصول.

وأراك لم تحرك ساكناً تجاه ظاهرة عدم معايشة (المتاولة) ومجاورتهم للزيدية وللدروز وللنصيرية وللإسماعيلية، واستمرارهم في بلاد المسلمين، وكأنك كرهت الإقرار بحقيقة تاريخية بحتة، أن المسلمين وحدهم لاسيما في العصر العباسي والعثماني، وسعت صدورهم أن يحتضنوا من يخالفهم، بينما أعمل المتاولة في إيران –وما زالوا- في رقاب المسلمين، لاسيما العلماء، وأحرقوا كتب العلم، كما نصحوا هولاكو من قبل في بغداد تحت إشراف وتوجيه (الطوسي).

وإصرارك على ما أنت عليه، يذكرني بقول منسوب لأمير المؤمنين أبي الحسن (رضي الله عنه) في كتاب (الشريف الرضي: نهج البلاغة) في اجتماع القوم على باطلهم.

اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه.
__________________
{أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [الملك/22]