الموضوع: العقول الواعية
عرض مشاركة مفردة
  #5  
قديم 11-08-2001, 01:53 AM
صلاح الدين صلاح الدين غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: May 2000
المشاركات: 805
Lightbulb

يأبى الزميل المشارك إلا أن يبتعد عن الموضوعية بالتجاهل، وبالتجهيل، وباتهامه لغيره بعدم الموضوعية ولا العلمية.. وإعلانه لجهله لا ضيْر منه ولا اعتراض لنا عليه، فهو أعلم بنفسه من غيره، والحر مؤتمن على ما يقول، وأما تجهيله لغيره فأمر مردود عليه، وعند العلماء: (من يعلم حجة على من لا يعلم)، لاسيما وهو قد أجنح وأبعد في تركه للموضوعية عندما نقل لنا كلاماً لم يحدد مصدره، وقد اختلط فيه صحيح التاريخ بموهوم التصوّر والأماني، ولذلك أستغرب أن يخاطبني بقوله: (وأخيراً أتمنى أن تلتزم بالمنهجية العلمية في الحوار، مع ذكر الدلائل والمصادر التي تعتمد عليها في ردك، فالكلام هكذا دون دليل ودون مصدر ودون حجة أو برهان أو إثبات كلام لا يرقى لمستوى الرد عليه) ذلك لأن ما نقله عن الفِرَق لم يذكر لنا فيه مرجعاً سوى أنه (كلام بعض علمائنا عن الفرق المنتسبة للتشيع) وكتب القوم ملآى بالمجاهيل، وكثيراً ما يمر في كتبهم الأربعة، فيما يعتبرونه أحاديث (المعصومين)؛ قول الراوي في سلسلة السند: (عن رجل) دون تحديد هذا (الرجل) الذي الراوي عن (الإمام) أو عمن روى عن الإمام. وهنا ينقل زميلنا (الموضوعي) عن (بعض علمائنا) ولا حاجة بعد ذلك لتحديد من هو هذا العالم ولا ما هو كتابه الذي ينقل عنه. وكتب الفِرَق كثيرة، ومآخذها سهلة، والموضوعية والعلمية تستدعي النقل عنها لا عن غيرها.
ويسأل، جهلاً أو تجاهلاً، عن اسم (المتاولة) ومن أين أتيت به، فليقرأ إذن كتاب (لبنان: مباحث علمية واجتماعية) وهو كتاب أشرف على جمعه إسماعيل حقي (متصرف جبل لبنان سنة 1918م) ونشرته دار لحد خاطر ببيروت، بتحقيق: انطون بشارة قيقانو، ص1/235.

يقول زميلنا (الموضوعي العلمي): (ثانياً: للأسف فإن اقتصار العلاقة بيننا بالإنترنت لا تؤهلني الحق في تصديق قولك: "ناقشته فيه شخصياً، وشهد النقاش مجموعة لا تقل عن سبعين طالب ودارس ومعمم، والشهود موجودون". وهذا ليس طعناً فيك أو في أمانتك، ولكن كما تعلم لا يستطيع أحد أن يقرّ شيئاً لمجرد أن أخبره أحد لا يعرفه بذلك عن طريق وسيلة الكترونية).
فأسأله: أتزعم أن لو كنا في مجلس واحد وجهاً لوجه سيختلف الأمر عندك ويصبح موضوعياً فتسلّم لما أخبرك إياه؟ كان عليك أن تسأل صاحب الكتاب الذي تعتقد بمضمونه، وهو يخبرك إن وقع الحوار أم لا. أما أن يكون الأمر ألكترونياً أو تلفزيونياً أو هاتفياً أو شخصياً، فأمر لا علاقة له بالتصديق ولا بالتكذيب. ولعلك لا تنسى أنك تخاطب الجميع (ألكترونياً) ولم يلقك أحد منا، وأنت تدعي إنك من البحرين، وإنك إمامي اثني عشري، ونحن لا نستطيع –نزولاً عند قاعدتك- أن نحكم على صدق ما تقول أو كذبه، فأنت تخاطبنا (إلكترونياً).

يقول الزميل (الموضوعي): (ثالثاً: لم أقصد أبداً تجهيلك، ولكن نظريتك في أصل الإمامة نظرية بعيدة كل البعد عن الواقع كما سبيّن لاحقاً)
وأنا لم أتحدث عن الإمامة ولا أصلها ولا فصلها، وإنما تحدثت عن فرقة تدّعي الانتساب إلى الشيعة تسمي نفسها اليوم (إمامية اثني عشرية) و(جعفرية) و(شيعة) بل تعمل على احتكار اسم (التشيع) بالموهوم الذي رأينا نموذجاً منه في نقولات زميلنا عن (بعض علمائنا) وقد ورد في نصوصه المنقولة عن (بعض علمائنا) أن أتباع هذه الفرقة هم الأكثرية(!) مع أن الشيعة لم يعترفوا خلال التاريخ –وحتى اليوم- بهذه الفرقة، ولا قبلوا أن تعيش وسطهم وفي مناطقهم التاريخية لاسيما (اليمن الزيدية) ومناطق نفوذ وانتشار (الإسماعيلية وفروعها)، ولم تجد من يحميها سوى المسلمين في العصرين العباسي والعثماني تحت رعاية الخليفة أو السلاطين الذين حكموا نيابة عنه أو باسمه كما في العراق وجبل عامل وعراق العجم.

يقول الزميل: (رابعاً: سأبيّن لك باختصار تاريخ الفرق المنتسبة للتشيع، ورأي الإمامية فيها في رد لاحق)
فأقول: هذا أمر لا يعنيني إن كان على نمط ما نقلت عن (بعض علمائنا) إن أردت النقل فانقل عن مصادر القوم أنفسهم. فاعتقادنا أن ما يدعيه من ينقل عنهم الزميل من قومه لا أساس له في التاريخ ولا الحقيقة، وقد أخذوا يحشرون في كتب الأعلام عندهم رجالات لم يكونوا قط على قولهم ولا في طريقهم كابن منظور صاحب لسان العرب، والمتنبي الشاعر المشهور، وسيف الدولة الحمداني صاحب حلب، وغيرهم.

يقول زميلنا: (خامساً: لا يوجد من الإمامية من يدّعي إنه سفير للمهدي في الغيبة الكبرى)
وأنا لم أتعرّض للسفارة، وهي كذبة بلقاء لا أساس لها من علم ولا موضوعية ولا عقل ولا نقل، وأشد منها القول (بالرقاع) وهي الكتب بين (الغائب الموهوم) و(سفرائه الأربعة) و(المؤمنين). وإنما تحدثت عن (سوالف) يتناقلها مدمنو الوهم عن ظهور (الغائب الموهوم غير المولود) لأشخاص بأعيانهم وأمره ونهيه وإفتائه لهم، واقرأوا إن شئتم ما كتبه (أحمد الكاتب) في رد مزاعم هؤلاء، وقد أوردته في موضوع مستقل في (الخيمة المفتوحة). وتجاهل الزميل عن وجود كتب مطبوعة تتحدث عن (كرامات) ظهور (المزعوم) أمر مستغرب من (بحراني) مثله.

يقول الزميل: (سادساً: لا أدري من أين أتيت بتفسيرك لبقرة بني إسرائيل والجبت والطاغوت ومرج البحرين واللؤلؤ والمرجان. فهل هي من كتب التفسير للشيعة الإمامية؟ إن كان كذلك فأستطيع أن آتيك نصاً بتفسير كبار مفسري الشيعة لهذه المصطلحات والألفاظ).
فأحيله –ليطمئن قلبه بعدما راجع كتب التفسير عند السنة والشيعة، كما قال- أحيله على (تفسير) نور الثقلين للمدعو (عبد علي بن جمعة العروسي الجويزي، المتوفى سنة 1112 ق، طباعة المطبعة العلمية بقم، الطبعة الثانية، وقد صرح بالصدّيق والفاروق وذي النورين (رضوان الله عليهم) ولعنة الله على المفترين عليهم إلى يوم الدين. وقد مالأه في افترائه المدعو الحاج سلطان محمد الجنابزي الملقب بسلطان عليشاه، المتوفى1327ق، في كتابه (بيان السعادة في مقامات العبادة) طباعة جامعة طهران 1344هـ/ 1385ق. غير أنه كنى ولم يسمِ، وجلة الكتب الأخرى تشير إلى أن الجبت والطاغوت هم (فلان وفلان) وتترك (لبعض علمائنا) الإسهاب في الشرح والتسمية عند الأمن على النفس، واستخدام (التقية) عند وجوبها عندهم.
وقد وعدنا بأن ينقل لنا أقوال (بعض علمائه) ونحن ننتظر على أن يلتزم الموضوعية والمنهجية العلمية فيحدد لنا أسماءهم وكتبهم.

قبل المغادرة: لم يجب الزميل على أسئلتي في المشاركة السابقة؟
__________________
{أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [الملك/22]