ج :- صِدقه
أرسل الله محمدا صلى الله عليه وسلم بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ، ولو كره الكافرون ، أرسله بين يدي الساعة بشيرا ونذيرا ، وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا .
أنزل الله عليه الكتاب تبيانا لكل شيء ، فبيّن صلى الله عليه وسلم أهدافه ، وقيّد مطلقه ، وخصص عامه ، بعث صلوات الله وسلامه عليه ليتمم مكارم الأخلاق ، فبيّن ذلك أتم بيان بقوله وفعله وتقريره ، وإن من أعظم مكارم الأخلاق التي أمر الله بها وأمر بها رسوله صلى الله عليه وسلم " الصدق " وهو مطابقة الخبر للواقع ، وقيل هو استواء السر والعلانية ، والظاهر والباطن ، وبأن لا تكذَّب أحوال العبد أعماله ، ولا أعماله أحواله .
ولقد بلغ الشيخ عبد العزيز - بيَّض الله وجهه - من الصدق مبلغا عظيما ، وغاية سامية ومنزلة رفيعة ، فتجد جميع الناس يثقون به وبعلمه ، وبفتاواه التي يعرفون أن مصدرها كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - ويتقبلون نصحه لأنهم يعلمون أنه صادر من قلب صادق مبني على الرحمة والشفقة وحب الهداية للخلق والخير لهم ، وهذا الأمر - أعني به الثقة المتناهية - إنما نتجت وحصلت له ، من جهة معلومة هي صدقه مع خالقه ومولاه ، ونزاهته وإخلاصه .
.. يتبع ..