عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 19-08-2003, 09:30 AM
salim3344 salim3344 غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2003
المشاركات: 263
إفتراضي الحركة الثقافية والعلمية في عمان منذ ظهور الإسلام ( 2 )

الحركة الثقافية والعلمية في عمان منذ ظهور الإسلام



مدرسة العلوم الدينية العمانية :

تدل الآثار الباقية عن علماء المسلمين منذ شروق شمس الإسلام حتى العصر الحديث دلالة قاطعة على أن العمانيين ألفوا في ميدان الفقه والحديث منذ القرن الأول الهجري (السابع الميلادي) مما يدل على أنهم كانوا سباقين في هذا الميدان ، وعلى أن العلم كان راسخاً في عمان منذ فجر الإسلام ، وفيما يلي عرض سريع لأهم المدارس والمؤلفات العمانية عبر القرون المتعاقبة في هذا المجال :


ففي القرن الأول الهجري كانت صلة عمان العلمية بالمدينة المنورة قوية وكان معظم أهل المدينة من الأزد يتصلون بأزد عمان في الأنساب ، ولذلك كانت العلاقات والصلات مستمرة بين البلدين ، ونزح الى المدينة كثير من العمانيين ونعموا بصحبة رسوم الله صلى الله عليه وسلم . من هؤلاء الصحابة العمانيين صحار بن العباس العبدي الذي ذكره ابن النديم في كتابه الفهرست ، وذكر أنه له صحبة وأنه روى ثلاثة أحاديث ، كما ذكره ابن حجر في كتابه (الاصابة في تمييز الصحابة) . وقد دون صحار كتاباً في الأمثال ذكر ابن النديم أنه من الكتب الرائدة في فن الأمثال .


وفي النصف الثاني من القرن الأول للهجرة ظهرت مدرسة جابر بن زيد الأزدي العماني ، وكانت أول مدرسة نشطة قامت في البصرة حيث نزح إليها العمانيون وتلقوا العلم على يد شيخها الجليل وعادوا الى بلادهم ينشرون العلم والمعرفة والفقه والدين .


وقد ولد جابر بن زيد كما هو معروف قبيل نهاية خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه بين سنتي 18 و 22 هـ (639 و 642م) في بلدة فرق من ولاية نزوى في عمان .


وجابر من ولد عمرو بن اليحمد ، وهي قبيلة من القبائل الازدية البارزة في عمان ، ومنها بنو خروص المشهورون في تاريخ عمان .


وكان جابر بن زيد يكنى بابنته (الشعثاء) التي لايزال قبرها معروفاً في فرق الى الآن.


وتلقى جابر بن زيد بداية تعليمه في وطنه عمان ، ثم رحل إلى البصرة للاستزادة من العلم والفقه ، وكانت البصرة آنذاك احدى المراكز العلمية الهامة في الدولة الإسلامية ، كما كانت تتصل اتصالا وثيقاً بعمان جغرافياً وثقافياً وبشرياً منذ أن أختطها عتبة بن غزوان في عهد عمر بن الخطاب .


وجابر بن زيد كما أشرنا من كبار التابعين ، وكان عبدالله بن العباس ـ أو البحر ـ من أعظم أساتذة جابر ، وكان يفخر بتلميذه الذي تعمق في دراسة القرآن الكريم والحديث الشريف وعلوم الشريعة الإسلامية . كذلك أخذ جابر العلم عن السيدة عائشة أم المؤمنين ، وعن أنس بن مالك ، وعن عبدالله بن عمر بن الخطاب ، وعن غيرهم من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم .