عرض مشاركة مفردة
  #3  
قديم 19-08-2003, 09:31 AM
salim3344 salim3344 غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2003
المشاركات: 263
إفتراضي الحركة الثقافية والعلمية في عمان منذ ظهور الإسلام( 3 )

الحركة الثقافية والعلمية في عمان منذ ظهور الإسلام




وبالرغم من أن أبا الشعثاء قضى حياته العلمية في البصرة وفي عصر سلطان الأمويين ، وحيث كانت يد الحجاج تبطش بكل مناويء لسياسة الدولة ، الا أنه التزم الأصول الإسلامية . وألف جابر موسوعته العلمية النفيسة التي عرفت باسم الديوان أو _ديوان جابر) وذلك في النصف الثاني من القرن الأول الهجري ، وقيل أن عبدالملك بن مروان وبنيه استولوا على (ديوان جابر) وحرموا دراسته ونشره بين الناس ، وروى أن العباسيين حرموا على الناس استنساخه (3) ، وكان هذا الديوان كبير الحجم ، وقد سجل فيه جابر ما سمعه من الصحابة من أحاديث نبوية شريفة ودون فيه آراءه في التفسير والفقه .


وفي فترة نفي الحجاج بن يوسف ، الامام أبا الشعثاء الى وطنه عمان ، ولا نتبين من المصادر متى نفي الامام جابر الى عمان ومتى عاد الى البصرة . وتوفي جابر بن زيد في البصرة في سنة 93 هـ (711م) بعد أن انتفع بعلمه الكثيرون الذي حملوا رسالته من بعده (4) ، وعادوا الى أوطانهم منهم الطلبة العمانيون الذين كانوا قد هاجروا الى البصرة للالتحاق بمدرسته أو للانضمام الى مجالس علمه ، فنهلوا من علومه ورجعوا الى بلادهم عملا بقوله تعالى : (فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم اذا رجعو اليهم) ، صد الله العظيم ، حيث كان عملهم وسيرهم تنطبق عليه هذه الآية الكريمة ، فقد عادوا الى عمان لنشر العلم وتدريسه فيها فجاءوا بلبنة العلم وشيدوا صروح المعرفة ، أولهم العلامة بشير بن المنذر النزوي من عقر نزوى ويلقب بالشيخ الكبير وهو من بني نافع ، من سامه بن لؤي القرتيني وهو جد بني زياد الموجودين بعمان ، والثاني المنير بن النير الجعلاني الريامي من بني حضرمي الريامي ، والثالث موسى بن أبي جابر الازكوي من بني ضبه نسبه أيضاً من بني سامه بن لؤي ، وكان على رأس العلماء الذين عقدوا البيعة للامام الوارث بن كعب الخروصي ، والرابع محبوب بن الرحيل بن سيف بن هبيرة ويكنى بأبي سفيان وهو من بني مخزوم قرشي عماني ، والخامس محمد بن المعلا الكندي من أهل فسح من وادي السحتن من أعمال الرستاق عرضوا عليه بيعة الامامة فأبى تعففا .


ولم يكن صحار العبدي أو جابر بن زيد هما العالمان الوحيدان اللذان كتبا في الفقهفي القرن الأول للهجرة انما كان هناك في ذلك القرن من العمانيين من كتب أيضاً في علوم الفقه والدين . فقد ألف سالم بن زكوان الهلالي رسالة سجل فيها آراءه في الولاية وفي كثير من المسائل الفقهية ، وكان سالم بن زكوان الهلالي من تلاميذ جابر ومن العلماء الثقاة المجتهدين .