عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 21-08-2003, 08:29 PM
الصورة الرمزية لـ الوافـــــي
الوافـــــي الوافـــــي غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
الإقامة: saudia
المشاركات: 24,409
إفتراضي

الأقصـى القديـم

آيـة مـن آيـات اللّـه تستوقف الزائـر تشـدّه إلـى الماضـي، فتنبـعث بـه أشـواقٌ وأشـواق حتّـى يصلـه بالحاضـر وإذ بالـدّمع يخـرج فائـر لا تصنّعـاً ولا تكلّفـاً بـل لمـا يلمحـه رغـم الـدّموع مـن بشـائـر.

نعـم فـي أسفل جامـع المسجـد الأقصـى الحالي من جهـة القبلـة يقع هـذا الممـر وهـو عبارة عـن رواقين ممتـدّين شمالاً وجنوبـاً بدءاً من البوابـة المزدوجـة المغلقـة حاليّاً والمحصّنة بجـزء من المدرسـة الختنيّـة وتنتهي إلـى سـلّم حجري " درج " يوصـل صعوداً إلـى ساحـة المسجـد الأقصـى أمـام الواجهـة الشماليّـة شرق الباب الأوسط للمسجد

أخـي الحبيب: لعلّ الأمـر يختلط عليك فتقول تـارةً أنت تقول: ممـر وتارةً تقول: الأقصـى القديـم، فتعال معي وقف عنـد البوّابـة المزدوجـة من جهـة الجنوب وانظـر إلى طرف حاجبهـا الباقي كي تحل اللّـغز وتشاهد الجمال وتنفي المزاعـم والأباطيـل وتبـدأ بالسـؤال من البانـي ؟ ومتـى ؟ وكيف ؟ ولمـا، ويأتيك الجـواب علـى الفور بقدر من اللّـه، ثـمّ بحقـد وغيظ مـن دوائر الاحتلال التي أجـرت الحفريات على مراحل عديدة منـذ عـام 1968 م وحتّـى الآن.
لتخـرج تقاريـر الآثار يين مـن الأعـداء قبل الأحبـاب إنّ بانـي هذا " الباب المزدوج " والّـذي يسـمّى زوراً وبهتانـاً بباب خلـدة، إنّ بانيـه عبـد الملك ومـن ثـمّ الوليـد وليس ذلك بالبدعـة مـن القـول فآثـار دار الإمـارة الأمويّـة واضحـة بيّنـة وهــي مكوّنة من أربعة قصور ضخمة ما زالت آثارها بادية للعيان خلف المسجد من جهـة الجنـوب.

نعـم إنّـه أمـوي إسـلامي لا هيرودي ولا سليمانـي ولا بنتـه الجـنّ ولا كل هذه الحكايـات، فقـد خسـأ الكذابون واندحـر المرجفـون وأذنابهـم، فإنّ عظمـة البناء وبركتـه من عظمة الأقصـى وبركتـه ولا تنتهـي هذه العظمـة والبركـة بانتهاء البشر ولا بهـدم الحجـر بل هـي كمـا قال أبـو البقـاء الرنـدي: ـ

قـواعدٌ كـنّ أركان البـلاد فمـا *** عسـى البقاء إذا لم تبق أركـان .

ـ إنّ الجمـال والعلـو والدّقـة التي اجتمعت في عمـارة هذا الباب هي نفس السمة التي اجتمعت فـي باب الرحمـة ومبانـي الوليد فـي جامـع دمشـق.
ـ ولعـلّ البعض يقول: ولمـاذا هذا الارتفاع والضخامـة فأقول ألـم تقـرؤا كتـاب اللّـه ( ذلك ومن يعظّـم شعائـر اللّـه فإنّـها مـن تقـوى القـلوب )، فإنّ فـن العمـارة فـي الإسـلام كان لـه أثرٌ واضـح فـي فلسفـة البنـاء، فإن كان البناء للدنيـا والسكن رأيت التواضـع والقناعـة وعـدم الجودة فـي اختيار المواد الخام، لفهـم المسلم إنّـه ميّت وأنّ الدنيـا زائلـة فـي عينـه، فيأخـذ ما يكفيـه قـدر حياتـه وأمّـا إن كان البنـاء دينيّـاً وخاصّـة المسجـد الأقصى فـلا بـدّ أن يورّث الأجيـال وأن يشيّد البنيان وأن يختـار من العناصـر ما تكفـي لطول الزمان، وقـد وفّقهـم اللّـه لذلك فاستخدمـوا الحجـارة الموجودة وجلبوا حجـارة جديدة وأرسوا قواعـد المسجـد، والذي سينصبّ علـى سطحه المسـجد الجامـع وجعلـوه يليق بالمكـان والزّمـان.

.. يتبع ..
__________________


للتواصل .. ( alwafi_248@hotmail.com )

{ موضوعات أدرجها الوافـــــي }