عرض مشاركة مفردة
  #63  
قديم 21-08-2003, 09:07 PM
الصورة الرمزية لـ الوافـــــي
الوافـــــي الوافـــــي غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
الإقامة: saudia
المشاركات: 24,409
إفتراضي

ومنها : الردة بالشك :

عرضنا للردة التي تكون بالقول ، والردة بالعمل ، والردة بالعقيدة ، أما الردة بالشك : فمثل الذي يقول : أنا لا أدري هل الله حق أم لا؟ . . أنا شاك . هذا كافر كفر شك ، أو قال : أنا لا أعلم هل البعث حق أم لا؟ أو قال : أنا لا أدري هل الجنة والنار حق أم لا؟ أنا لا أدري ، أنا شاك . فمثل هذا يستتاب ، فإن تاب وإلا قتل كافرا لشكه فيما هو معلوم من الدين بالضرورة وبالنص والإجماع .

فالذي يشك في دينه ويقول : أنا لا أدري هل الله حق؟ أو هل الرسول حق؟ وهل هو صادق أم كاذب؟ أو قال : لا أدري هل هو خاتم النبيين؟ أو قال : مسيلمة كاذب أم لا؟ أو قال : ما أدري هل الأسود العنسي - الذي ادعى النبوة في اليمن - كاذب أم لا؟ هذه الشكوك كلها ردة عن الإسلام ، يستتاب صاحبها ويبين له الحق ، فإن تاب وإلا قتل . ومثل لو قال : أشك في الصلاة هل هي واجبة أم لا؟ أو الزكاة هل هي واجبة أم لا؟ وصيام رمضان هل هو واجب أم لا؟ أو شك في الحج مع الاستطاعة هل هو واجب في العمر مرة أم لا؟

فهذه الشكوك كلها كفر أكبر يستتاب صاحبها ، فإن تاب وآمن وإلا قتل ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : من بدل دينه فاقتلوه رواه البخاري في الصحيح . فلا بد من الإيمان بأن هذه الأمور - أعني : الصلاة والزكاة والصيام والحج - كلها حق وواجبة على المسلمين بشروطها الشرعية .

هذا الذي تقدم هو القسم الأول من القوادح ، وهو القسم الذي ينقض الإسلام ويبطله ، ويكون صاحبه مرتدا يستتاب ، فان تاب وإلا قتل .

أما النوع الثاني :

فهو وجود القوادح دون الكفر ، لكنها تضعف الإيمان وتنقصه ، وتجعل صاحبها معرضا للنار وغضب الله ، لكن لا يكون صاحبها كافرا .

وأمثلة ذلك كثيرة منها : الزنا إذا آمن أنه حرام ولم يستحله ، بل يزني ويعلم أنه عاص ، هذا لا يكون كافرا وإنما يكون عاصيا ، لكن إيمانه ناقص ، وهذه المعصية قدحت في عقيدته لكن دون الكفر . فلو اعتقد أن الزنا حلال صار بذلك كافرا . وهكذا لو قال : السرقة حلال ، أو ما أشبه ذلك ، يكون كافرا؛ لأنه استحل ما حرم الله .

وكذلك الغيبة والنميمة وعقوق الوالدين وأكل الربا وأشباه ذلك ، كل هذه من القوادح في العقيدة المضعفة للدين والإيمان .

وهكذا البدع ، وهي أشد من المعاصي ، فالبدع في الدين تضعف الإيمان ، ولا تكون ردة ما لم يوجد فيها شرك .

ومن أمثلة ذلك ، بدعة البناء على القبور ، كأن يبني على القبر مسجدا أو قبة ، فهذه بدعة تقدح في الدين وتضعف الإيمان ، لكن إذا بناها وهو لا يعتقد جواز الكفر بالله ، ولم يقترن بذلك دعاء الميتين والاستغاثة بهم والنذر لهم ، بل ظن أنه بفعله هذا يحترمهم ويقدرهم ، فهذا العمل حينئذ ليس كفرا ، بل بدعة قادحة في الدين تضعف الإيمان وتنقصه ، ووسيلة إلى الشرك .

ومن أمثلة البدع : بدعة الاحتفال بالمولد النبوي حيث يحتفل بعض الناس في الثاني عشر من ربيع الأول بمولد النبي صلى الله عليه وسلم ، فهذا العمل بدعة ، لم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم ولا أصحابه ولا خلفاؤه الراشدون ، ولم يفعلها أهل القرن الثاني ولا الثالث ، بل هذه بدعة محدثة .

أو الاحتفال بمولد البدوي ، أو عبد القادر الجيلاني ، أو غيرهما فالاحتفال بالمولد بدعة من البدع ، ومنكر من المنكرات التي تقدح في العقيدة؛ لأن الله ما أنزل بها من سلطان ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة رواه مسلم ، وقال عليه الصلاة والسلام : من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد متفق على صحته .

أي : فهو مردود عليه ، وقال عليه الصلاة والسلام : من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد خرجه مسلم في صحيحه ، وقال : إياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة

فالبدع من القوادح في الدين التي دون الكفر ، إذ لم يكن فيها كفر .

أما إذا كان في الاحتفال بالمولد دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم والاستغاثة به وطلبه النصر صار شركا بالله ، وكذا دعاؤهم : يا رسول الله انصرنا ، المدد المدد يا رسول الله . . الغوث الغوث ، أو اعتقادهم أن الرسول صلى الله عليه وسلم يعلم الغيب أو غيره ، كاعتقاد بعض الشيعة في علي والحسن والحسين أنهم يعلمون الغيب ، كل هذا شرك وردة عن الدين ، سواء كان في المولد أو في غير المولد .

ومثل هذا قول بعض الرافضة : إن أئمتهم الاثني عشر يعلمون الغيب ، وهذا كفر وضلال وردة عن الإسلام؛ لقوله تعالى : قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلا اللَّهُ أما إذا كان الاحتفال بمجرد قراءة السيرة النبوية ، وذكر ما جرى في مولده وغزواته ، فهذا بدعة في الدين تنقصه ولكن لا تنقضه .

.. يتبع ..
__________________


للتواصل .. ( alwafi_248@hotmail.com )

{ موضوعات أدرجها الوافـــــي }