3- تقديم سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز
لكتاب [حكم بناء الكنائس والمعابد الشركية في بلد أهل الإسلام]
الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، وعلى آله وأصحابه ، ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين .
أما بعد : فهذه رسالة مهمة في [حكم بناء الكنائس والمعابد الشركية في بلاد أهل الإسلام] جمعها العلامة الشيخ : إسماعيل بن محمد الأنصاري الباحث في رئاسة إدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد - جزاه الله خيرا ، وزاده علما وتوفيقا - ردا على ما نشرته بعض الجرائد المصرية في جواز إحداث الكنائس في البلاد الإسلامية .
وقد قرأتُ هذه الرسالة من أولها إلى آخرها فألفيتها رسالة قيمة ، قد ذكر فيها مؤلفها ما ورد في بناء الكنائس والبيع وسائلا المعابد الكفرية من الأحاديث النبوية ، والآثار ، وكلام أهل العلم في المذاهب الأربعة ، وقد أجاد وأفاد ، وختمها برسالتين جليلتين عظيمتي الفائدة للإمام العلامة : أبي العباس شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله .
ولا ريب أن موضوع الرسالة مهم جدا ، ولا سيما في هذا العصر الذي كثر فيه اختلاط الكفار بالمسلمين ، ونشاط النصارى في بناء الكنائس في بعض البلاد الإسلامية ، ولا سيما في بعض دول الجزيرة العربية .
وقد أجمع العلماء رحمهم الله على تحريم بناء الكنائس في البلاد الإسلامية ، وعلى وجوب هدمها إذا أحدثت ، وعلى أن بناءها في الجزيرة العربية؛ كنجد ، والحجاز ، وبلدان الخليج ، واليمن أشد إثما وأعظم جرما؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم أمر بإخراج اليهود والنصارى والمشركين من جزيرة العرب ، ونهى أن يجتمع فيها دينان ، وتبعه أصحابه في ذلك .
ولما استُخلف عمر رضي الله عنه أجلى اليهود من خيبر؛ عملا بهذه السنة ، ولأن الجزيرة العربية هي مهد الإسلام ، ومنطلق الدعاة إليه ، ومحل قبلة المسلمين ، فلا يجوز أن يُنشأ فيها بيت لعبادة غير الله سبحانه ، كما لا يجوز أن يُقَرُّ فيها من يعبد غيره .
ولما حصل من التساهل في هذا الأمر العظيم رأيت أن نشر هذه الرسالة مفيد جدا إن شاء الله ، بل من أهم المهمات ، ولهذا أمرت بطبعها ونشرها وتوزيعها على حساب رئاسة إدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد؛ نصحا للأمة ، وبراءة للذمة ، ومساهمة في إنكار هذا المنكر العظيم ، والدعوة إلى إنكاره ، والتحذير منه .
وأسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يطهر بلاد المسلمين عموما والجزيرة العربية خصوصا من جميع المعابد الشركية ، وأن يوفق ولاة أمر المسلمين إلى إزالتها والقضاء عليها؛ طاعة لله سبحانه ، وامتثالا لأمر رسول الله عليه الصلاة والسلام ، وسيرا على منهج سلف الأمة ، وتحقيقا لما دعا إليه علماء الإسلام من إزالة الكنائس والمعابد الشركية المحدثة في بلاد المسلمين ، إنه جواد كريم . وصلى الله وسلم على عبده ورسوله ، وأمينه على وحيه ، نبينا وإمامنا وسيدنا محمد بن عبد الله ، وعلى آله وأصحابه وأتباعه بإحسان .
أملاه الفقير إلى عفو ربه عبد العزيز بن عبد الله بن عبد الرحمن آل باز الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد حرر في ليلة الخميس 25 / 10 / 1400 هـ
.. يتبع ..