( 31 )
غلام يخدع المغيرة بن شعبة
قال المغيرة بن شعبة : ما خدعني أحد قط غير غلام من بني كعب فقد ذهبت لخطبة امرأة منهم فقال لي : أيها الأمير لا خير لك فيها ، إني رأيت رجلا قد خلا بها يقبلها . فلما سمعت هذا عدلت عن الخطبة . ثم بلغني بعد ذلك أنه تزوجها ، فأرسلت إليه فقلت ألم تقل لي إنك رأيت رجلا يقبلها ؟ فرد علي : بلى رأيت أباها يقبلها !!
( 32 )
الأغنياء والعلماء
قيل لأحد الحكماء : الأغنياء أفضل أم العلماء ، قال العلماء ؟ قيل له : فما بال العلماء يأتون أبواب الأغنياء أكثر مما يأتي الأغنياء أبواب العلماء ؟ قال : ذلك لمعرفة العلماء بفضل المال وجهل الأغنياء بحق العلم .
( 33 )
القوي المسلم
قدم رجال من أهل الكوفة على عمر بن الخطاب يشكون سعد بن أبي وقاص فقال عمر : لقد أعياني أهل الكوفة ، إن وليت عليهم التقي ضعفوه ، وإن وليت عليهم القوي فجروه !! فقال له المغيرة : يا أمير المؤمنين إن التقي الضعيف له تقواه وعليك ضعفه والقوي الفاجر لك قوته وعليه فجوره !! قال عمر : صدقت أنت القوي الفاجر فاخرج إليهم ، فخرج إلى الكوفة واليا أيام عمر وصدرا من أيام عثمان وأيام معاوية حتى مات المغيرة .
( 34 )
من هو العاقل ؟
الحاجة تفتح أبواب الحيل ، وليس العاقل الذي يحتال للأمور إذا وقع فيها ولكن العاقل الذي يحتال للأمور ألا يقع فيها .
( 35 )
داء الركبتين
عاد أبو الحسن بن برهان مريضا فقال له : ما علتك ؟ قال وجع الركبتين .. فقال والله لقد قال جرير بيتا ذهب مني صدره وبقي عجزه وهو : وليس لداء الركبتين طبيب ، فقال المريض : لا بشرك الله بالخير ليتك ذكرت صدره ونسيت عجزه .
( 36 )
سفينة التقوى
وعظ لقمان ابنه فقال له :
أي بني ، إن الدنيا بحر عميق ، وقد غرق فيها ناس كثير ، فاجعل سفينتك فيها تقوى الله تعالى ، وحشوها الإيمان ، وشراعها التوكل على الله لعلك أن تنجو ، ولا أراك ناجيا !
( 37 )
الثواب والعذاب
قال الأصمعي : رأيت بدوية من أحسن الناس وجها ولها زوج قبيح فقلت : يا هذه أترضين أن تكوني زوجة لهذا ؟ فقالت : يا هذا لعله أحسن فيما بينه وبين ربه فجعلني ثوابه ، و أسأت فيما بيني وبين ربي فجعله عذابي ، أفلا أرضى بما رضي الله لي ؟!
( 38 )
لا خير إلا مع ..
ليس شيء أضر بالسلطان من صاحب يحسن القول ولا يحسن الفعل ، ولا خير في القول إلا مع الفعل ولا في المال إلا مع الجود ، ولا في الصدقة إلا مع الوفاء ، ولا في الفقه إلا مع الورع ، ولا في الصدقة إلا مع حسن النية ، ولا في الحياة إلا مع الصحة .
( 39 )
والكاظمين الغيظ
أمر مصعب بن الزبير بقتل رجل فقال : ما أقبح أن أقوم يوم القيامة من مقامي فأنظر إلى صورتك هذه الحسنة ووجهك الذي يستضاء به فأتعلق بأطرافك وأقول : أي رب سل مصعبا لم قتلني ؟ فأطرق مصعب هنية وقال : أطلقوا سراحه ، فلما أطلقوه قال : أيها الأمير اجعل ما وهبت من حياتي في خفض عيش ، قال مصعب : قد أمرت لك بمائة ألف درهم .
( 40 )
علي يوصي ابنه الحسن رضي الله عنهما
يا بني احفظ عني أربعا لا يضرك ما عملت معهن : أغنى الغنى العقل ، وأكبر الفقر الحمق ، وأوحش الوحشة العجب ، واكرم الحسب حسن الخلق .
… يتبع …