الموضوع: عدالة صدام
عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 08-09-2003, 06:39 PM
@ برجركنـج @ @ برجركنـج @ غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2003
الإقامة: الكويت
المشاركات: 88
إفتراضي عدالة صدام

بعض المحطات العربية ناشطة في (تلاوة) بيانات طاغية دجلة على الناس. والمحطات لا تعمل بالصدفة وهي في قبضة من يمولها. وسيمفونية الثقافة تتراوح بين مثقف أخرس ومواطن أعمى ومحطات مضللة وزعماء طرش. صم بكم عمي فهم لا يفقهون. وعند مقتل باقر الحكيم خرج الطاغية من مخبئه في شريط صوتي يدعي أنه بريء من دم الحكيم براءة الذئب من دم يوسف. ولكنه يبقى سيد الذئاب. وزعم الطاغية أنه سيفتح تحقيقا نزيها يحقق به العدالة فينصف الشيعة كما فعل من قبل ما يذكر بعدالة شيلم. تماما كما كانت العدالة تأخذ مجراها في أقبية المخابرات. وروى لي شاب فلسطيني أن أمه وأباه يعيشان في مخيم في الأردن احتار في كيفية نقل الفهم إلى داخل جمجمتيهما فلا يذكر صدام إلا وخشعت قلوبهم لذكره ثم يخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعا؟ والأكمه لا علاج له إلا على يد ابن مريم عليه السلام. والمسيح ودع العالم منذ ألفي سنة. وفي عالم العروبة يجب أن لا نتعجب من شيء ولم نصدق أن أول شيء أنجزته السلطة الفلسطينية إنشاء تسعة عشر جهازا أمنيا مثل ملائكة جهنم عليها تسعة عشر. فنحن كما نرى أمام طيف مدهش من عدالة صدام إلى بكاء الفلسطينيين المخدوعين. ومن عاش على السراب علق قلبه بقشة. وفي يوم نزلت في مطار بلد ثوري فكان أول شيء وقع عليه نظري بعد مغادرة صالة الرعب حيث تصفر الوجوه قبل تسلم الجوازات فإذا سلمت لانت قلوبهم وانفرجت أساريرهم فرأيت شبابا قد حشروا في الباصات بأشد من الدجاج في الأقفاص قبل الذبح وهم يهتفون (بثورية) للزعيم المحلي نفديك بالروح بالدم يا أبو الجماجم. وروى لي مجند أنهم اقتادوهم يوم الانتخابات المزورة فجعلوهم صفا واحدا مثل دفع العجول في المسلخ البلدي قبل الصعقة وكان الضابط الثوري يشد يد المجند ثم يثقبها بإبرة قذرة ثقبت أيدي العشرات قبله ثم يعصر أصبعه وهو يقول (ابصم) أنك موافق على الانتخاب بالدم. وهو أمر يدعو للتقيؤ لولا أنها يوميات العرب. وفي بلد عربي يعاد ترشيح البطل للمرة الرابعة بمهزلة الانتخابات والكل يعلم أنها كوميديا والكل يكذب والكل يصفق والكل يعلم أنها مسرحية يقودها ساحر كبير. إننا نعيش عالم السحر. واسترهبوهم وجاؤوا بسحر عظيم. وبين عدالة صدام ومخابرات الثوريين نحتاج أن نقرأ الأساطير فقد زعموا أن أهل قرية شيلم وقعت فيها جريمة فلما أراد القاضي معاقبة الإسكافي المجرم صرخ فيه أهل شيلم ضارعين: ولكنه الإسكافي الوحيد في القرية؟ قال القاضي: معكم الحق يا أهل شيلم فلسوف نشنق بدلا عنه اثنين بستانيا وناطورا ونحافظ على الإسكافي الوحيد. فهذه هي عدالة شيلم وشريعة صدام.


بقـــــــلم/ خالص جلبـــــي
__________________
اللهم أرحم شهدائنا الأبرار