الــدرس الـثـامـن
قَوْل رَسَــول الله صلى الله عليه وسلم ( لَـعـنَةُ الله على اليهود والنصارى اتّخَذَوا قُبورَ أنبيائهم مساجِد يُحذِرُ ماصنعوا ) "في الصحيحين "
الـــشــرح :-
قوله صلى الله عليه وسلم :- لعنة الله على اليهود والنصارى يخبر صلى الله عليه وسلم بما جزى الله تعالى اليهود والنصارى وهو بعدهم من رحمته تعالى بسبب اتخاذهم قبور أنيائهم مساجد . وهو بهذا الإخبار والدعاء عليهم باللعنة أي البعد والطرد من رحمة الله تعالى يُحَذّرنا نحن المسلمين من أن نفعل فعلهم فنتعرض للعنة . ومع الأسف فقد اتخذ كثير من المسملين قبور الصالحين مساجد يصلون فيها كأنّه لم يبلغهم هذا الحديث وغيره كقوله صلى الله عليه وسلم ( لعن الله زوارات القبور والمتخذين عليها المساجد والسرج ) رواه أبو دواد والترمذي . إذ لعن المكثرات من النساء لزيارة القبور والمتخذين على القبور المساجد للصلاة فيها والمتخذين عليها السرج أي المصابيح والشموع لإنارتها طوال الليل . وفي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها أن أم حبيبة وأم سلمة رضي الله عنهما ذكرتا كنيسة رأتاها بالحبشة فيها تصاوير لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال :- ( إن أولئك إذا كان فيهم الرجل الصالح فمات بنوا على قبره مسجداً وصوروا تلك الصور أولئك شرار الخلق عند الله يوم القيامة ) .
إرشــادات للــمربي :-
1- اقرأ الحديث بتأن وردده والمستمعون يرددونه معك سراً حتّى تطمئن أن جلهم قد حفظوه .
2- اقرأ الشرح مبيناً لهم تضمن الحديث من علم وهداية وهو تحريم بناء المساجد على قبور الصالحين وغيرهم ، وأن من فعَل ذلك استوجب لعنة الله ورسوله والمؤمنين .
3- علمهم أن ما فعله ويفعله جهال المسلمين وضُلاّلهم من دفن الأموات في المساجد وبناء المساجد على القبور أنه فعل محرم فلا يحل الرضا به والسكوت عنه .
4- علمهم أن إنارة أضرحة الصالحين بالشموع وغيرها محرما لا يحل فعله أبداً .
5- علمهم أن وضع الصور في المساجد أو على القبور محرم لا يحل فعله وأن ما وجد من ذلك يجب إزالته .
6- علمهم أن علة النهي عن اتخاذ المساجد على القبور هو التحذير من الوقوع في الشرك بالله تعالى الّذي هو من أعظم الذنوب .
وقــفـــة :-
قال رجل لإياس بن معاوية :- يا أبا واثلة ، حتى متى يبقى الناس ؟ وحتى متى يتوالد الناس ويموتون ؟ فقال لجلسائه :- أجيبوه ، فلم يكن عندهم جواب ، فقال إياس :- حتى تتكامل العدتان :- عدّة أهل الجنة ، وعدة أهل النّار !!
الحقاق