الأخت الأستاذة ندى حفظها الله:
كان ما كتبته باعثاً للعبد على التفكير في موضوع هو في غاية الأهمية لمن يدقق النظر ألا وهو المكانة الثانوية التي نلقيها نحن المسلمين على الأخلاق والمعاملة في ترتيبنا للأولويات.
فقد ذهب القول المأثور: "الدين المعاملة" هباء منثوراً مع أنه لا تشهد له قواعد الشريعة العامة فقط بل تشهد له حتى اللغة التي تضع للفظة "دين" معنى الأخلاق العملية الممارسة أو طريقة السلوك وانظري مثلاً قول المثقب العبدي على لسان ناقته :
تقول وقد درأت لها وضيني..أهذا دينه أبداً وديني!
أكل الدهر حل وارتحال؟ أما يبقي علي ولا يقيني!
وعدّنا المعاملة أمراً ثانوياً ساهم في تحلل مجتمعنا، فالدين صار كأنه ليس دعوة لأن نحب بعضنا ونعامل بعضنا بما يتناسب مع التشخيص النبوي"المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص" بل صار كأنه دعوة للتباغض والتشاحن بل التحاسد ولعلنا من أكثر الأمم تحاسداً وأقلها مقدرة على أن يعمل بعضنا على شد أزر الآخر ليرتقي به وكأن الواحد منا يرى في تحسن أحوال أخيه تهديداً له ولا نرى أن الخير الذي يحصل عليه جاري لا بد يعود إلي في النهاية وأن خير أخي هو خير لي أيضاً !
والاستشهاد من مالك بن نبي عليه رحمة الله في غاية الأهمية (أتمنى أن تذكري معطيات عن الصفحة ودار النشر ومكانه مشكورة)
مالك بن نبي يرى أننا بحاجة إلى أيديولوجيا تخلق التوتر أي الطموح داخل الفرد لبناء مجتمع ناهض.
أعتقد أن فكرة النهضة إن لم تتغلغل في نفس كل فرد منا ولم يرها فكرة تخصه هو شخصياً وأنه هو بالذات مسؤول عنها وأنه لا يستطيع التواكل فيها وتركها إلى غيره،أقول: إذا لم يتغلغل هذا الشهور بالمسؤولية عميقاً في نفس وعقل كل فرد منا فاقرئي على مجتمعنا السلام.فالنهضة تتعلق بهذا الشعور.
ومن معوقات هذا الشعور التي يجب التصدي لها تعيير الشخص الجاد الواعي بأنه "بائع وطنيات" وأنه "يزاود" وأنه "يقول كلاماً شبعنا منه".
طيب إذا شبعتم من الكلام فابدؤوا بالفعل!
ومن علامات الانحطاط أن نسمي من يلتزم في عمله ويطالب غيره بالالتزام "حنبلياً" أي أنه مبالغ في طلب الالتزام.
وإنما أتينا من أننا نستهتر ونسخر من الصواب!
بالمناسبة: في مجلة الجسور السعودية العددين الأول والثاني مقالان لهما علاقة بالموضوع.
|