عرض مشاركة مفردة
  #13  
قديم 05-10-2003, 05:58 AM
اليمامة اليمامة غير متصل
ياسمينة سندباد
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2001
الإقامة: السعودية
المشاركات: 6,889
إفتراضي

الحمد لله وجدته بديسك لدي

قبل كتابة فتوى الشيخ بن باز رحمة الله تعالى أبين التزوير الذي يحاول الصوفية ايهام المشاركون به :

أولا : الصورة التي وضعوها ليست صورة الشيخ بن باز رحمه الله تعالى

ثانيا: تضمن العنوان كذبا وتدليسا بقول ابن الوردي ( ابن باز مفتي الوهابية أجاز الصلح الدائم والمطلق مع اليهود ) ولم يكتب نص الفتوى المستندة على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم
وقد لاحظنا صورا متعددة من تزويرهم بإسقاط كلمة او جملة او تعديل كلمة او إضافة
[HR]

وهذا هو نص فتوى سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله

بسم الله الرحمن الرحيم
من عبد العزيز بن عبد الله بن باز إلى حضرة الأخ المكرم الدكتور عبد الله الرفاعي رئيس تحرير مجلة المسلمون ... وفقه الله لكل خير آمين
سلام الله عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد :
فقد وصلتني رسالتكم المؤرخة في 17 / 6 / 1415هـ التي رغبتم فيها الإجابة على بعض الأسئلة ، نرفق لكم ما تيسر الإجابة عليه منها ، فاعتمدوا تحري الدقة في النشر وتزويدنا بنسخة من ذلك بعد النشر ... وفق الله الجميع لما يرضيه ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
مفتي عام المملكة العربية السعودية
ورئيس هيئة كبار العلماء
وإدارة البحوث العلمية والإفتاء

جواز الهدنة مع الأعداء مطلقة ومؤقتة
إذا رأى ولي الأمر المصلحة في ذلك
س1 : سماحة الوالد : المنطقة تعيش اليوم مرحلة السلام واتفاقياته ، الأمر الذي آذى كثيراً من المسلمين مما حدا ببعضهم معارضته والسعي لمواجهة الحكومات التي تدعمه عن طريق الاغتيالات أو ضرب الأهداف المدنية للأعداء ، ومنطقهم يقوم على الآتي :
أ – أن الإسلام يرفض مبدأ المهادنة .
ب – أن الإسلام يدعو لمواجهة الأعداء بغض النظر عن حال الأمة والمسلمين من ضعف أو قوة .
نرجو بيان الحق ، وكيف نتعامل مع هذا الواقع بما يكفل سلامة الدين وأهله ؟


ج1 : تجوز الهدنة مع الأعداء مطلقة ومؤقتة إذا رأى ولي الأمر المصلحة في ذلك ، لقول الله سبحانه : ( وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله إنه هو السميع العليم ) " الأنفال : 61 " ولأن النبي صلى الله عليه وسلم فعلهما جميعاً ، كما صالح أهل مكة على ترك الحرب عشر سنين ، يأمن فيها الناس ، ويكف بعضهم عن بعض ، وصالح كثيراً من قبائل العرب صلحاً مطلقاً ، فلما فتح الله عليه مكة نبذ إليهم عهودهم ، وأجل من لا عهد له أربعة أشهر ، كما في قول الله سبحانه : ( براءة من الله ورسوله إلى الذين عاهدتم من المشركين فسيحوا في الأرض أربعة أشهر ) الآية " التوبة : 1 ، 2 " .
وبعث صلى الله عليه وسلم المنادين بذلك عام تسع من الهجرة بعد الفتح مع الصديق لما حج رضي الله عنه ، ولأن الحاجة والمصلحة الإسلامية قد تدعو إلى الهدنة المطلقة ثم قطعها عند زوال الحاجة ، كما فعل ذلك النبي صلى الله عليه وسلم وقد بسط العلامة : ابن القيم – رحمه الله – القول في ذلك في كابة : ( أحكام أهل الذمة ) واختار ذلك شيخه شيخ الإسلام : ابن تيميه وجماعة من أهل العلم والله ولى التوفيق .


السمع والطاعة لولاة الأمر في المعروف
س2 : برى البعض أن حال الفساد وصل في الأمة لدرجة لا يمكن تغييره إلا بالقوة وتهييج الناس على الحكام ، وإبراز معا يبهم لينفروا عنه ، وللأسف فإن هؤلاء لا يتورعون عن دعوة الناس لهذا المنهج والحث عليه ، ماذا يقول سماحتكم ؟


ج2 : هذا مذهب لا تقره الشريعة لما فيه من مخالفة للنصوص الآمرة بالسمع والطاعة لولاة الأمور في المعروف ولما فيه من الفساد العظيم والفوضى والإخلال بالأمن . والواجب عند ظهور المنكرات إنكارها بالأسلوب الواعي ، وبيان الأدلة الشرعية من غير عنف ولا إنكار باليد إلا لمن تخوله الدولة ذلك ، حرصاً على استتباب الأمن وعدم الفوضى ، وقد دلت الأحاديث الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك ومنها : قوله صلى الله عليه وسلم " من رأى من أميره شيئاً من معصية الله فليكره مالم يؤمر بمعصية الله " وقد بايع الصحابة – رضي الله عنهم – النبي صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة في المنشط والمكره ، والعسر واليسر ، وعلى ألا ينزعوا يداً من طاعة ، إلا أن يروا كفراً بواحاً عندهم من الله فيه برهان ، والأحاديث في هذا المعنى كثير .
والمروع في مثل هذه الحال مناصحة ولاة الأمور ، و التعاون معهم على البر والتقوى ، والدعاء لهم بالتوفيق ، والإعانة على الخير حتى يقل الشر ويكثر الخير .
نسأل الله أن يصلح جميع ولاة أمر المسلمين ، وأن يمنحهم البطانة الصالحة ، وأن يكثر أعوانهم في الخير ، وأن يوفقهم لتحكيم شريعة الله في عباده إنه جواد كريم .


زيارة المسجد الأقصى والصلاة فيه سنة إذا تيسر ذلك .
س3 : في ظل التفاهم بين العرب واليهود ، هل يجوز زيارة المسجد الأقصى والصلاة فيه خصوصاً في حال الموافقة من الدول العربية ؟
ج3 : زيارة المسجد الأقصى والصلاة فيه سنة إذا تيسر ذلك ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم :" لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد : المسجد الحرام ، ومسجدي هذا ، والمسجد الأقصى " متفق على صحته . والله الموفق .


نصيحة مهمة
س4 : يختلف الفلسطينيون في مواقفهم من عملية السلام : فحماس تعارض وتدعو للمقاومة ، والسلطة الفلسطينية موافقة ، وأغلب الشارع كما يبدو مع السلطة ، فمن تلزم الناس طاعته ؟
وما هو موقفنا نحن في الخارج ؟ .. نرجو بيان الحق ، لأن هناك أخطاراً بأن ينشب القتال بين الفلسطينين أنفسهم ؟
وفي ختام الحديث مع سماحتكم وبما جعل الله لكم من محبة وقبول في قلوب الناس أرجو أن يوجه سماحتكم في الدنيا والآخرة ، ويكفل رفعة الدين وأهله .
وفقنا الله وإياكم لكل خير آمين .


ج4 : ننصح الفلسطينيين جميعاً بأن يتفوا على الصلح ويتعاونوا على البر والتقوى ، حقناً للدماء وجمعاً للكلمة على الحق ، وإرغاماً للأعداء الذين يدعون إلى الفرقة والاختلاف ... وعلى الرئيس وجميع المسئولين ان يحكموا شريعة الله ، وأن يلزموا بها الشعب الفلسطيني ، لما في ذلك من السعادة والمصلحة العظيمة للجميع ، ولأن ذلك هو الواجب الذي أوجبه الله على المسلمين عند القدرة ، كما في قوله سبحانه في سورة المائدة : ( وأن احكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم ) " المائدة : 49 " كما ان الصلح مع اليهود أو غيرهم من الكفرة لا يلزم منه مودتهم ولا موالاتهم

س1 : فهم بعض الناس من إجابتكم على سؤال الصلح مع اليهود – وهو السؤال الأول في المقابلة – أن الصلح أو الهدنة مع اليهود المغتصبين للأرض ، والمعتدين جائز على إطلاقه ، وأنه يجوز مودة اليهود ومحبتهم ، ويجب عدم إثارة ما يؤكد البغضاء والبراءة منهم في المناهج التعليمية في البلاد الإسلامية ، وفي أجهزة إعلامها ، زاعمين أن السلام معهم يقتضي هذا ، وانهم ليسوا بعد معاهدات السلام أعداء يجب اعتقاد عداوتهم ، ولأن العالم الآن يعيش حالة الوفاق الدولي والتعايش السلمي ، فلا يجوز إثارة العداوة الدينية بين الشعوب . فنرجو من سماحتكم التوضيح ؟

ج1 : والجواب : الصلح مع اليهود أو غير هم من الكفرة لا يلزم منه مودتهم ولا موالاتهم ، بل ذلك يقتضي الأمن بين الطرفين ، وكف بعضهم عن إيذاء البعض الآخر ، وغير ذلك ، كالبيع والشراء ، وتبادل السفراء .. وغير ذلك من المعاملات التي لا تقتضي مودة الكفرة ولا موالاتهم . وقد صالح النبي صلى الله عليه وسلم أهل مكة ، ولم يوجب ذلك محبتهم ولا موالاتهم ، بل بقيت العداوة والبغضاء بينهم ، حتى يسّر الله فتح مكة عام الفتح ودخل الناس في دين الله أفواجاً ... وهكذا صالح النبي صلى الله عليه وسلم يهود المدينة لما قدم المدينة مهاجراً صلحاً مطلقاً .. ولم يوجب ذلك مودتهم ولا محبتهم .
لكنه عليه الصلاة والسلام كان يعاملهم في الشراء منهم والتحدث إليهم ، ودعوتهم إلى الله ، وترغيبهم في الإسلام . ومات صلى الله عليه وسلم ودرعه مرهونة عند يهودي في طعام اشتراه لأهله .
ولما حصل من بني النضير من اليهود الخيانة أجلاهم من المدينة عليه الصلاة والسلام . ولما نقضت قريظة العهد ، ومالؤوا كفار مكة يوم الأحزاب على حرب النبي صلى الله عليه وسلم ، قاتلهم النبي صلي الله عليه وسلم فقتل مقاتلتهم ، وسبى ذريتهم ونساءهم ، بعد ما حكّم سعد بن معاذ رضي الله عنه فيهم فحكم بذلك ، وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن حكمه قد وافق حكم الله من فوق سبع سماوات .
وهكذا المسلمون من الصحابة ومن بعدهم ، وقعت الهدنة بينهم – في أوقات كثيرة – وبين الكفرة من النصارى وغيرهم فلم يوجب ذلك مودة ولا محبة ولا موالاة ، وقد قال الله سبحانه : ( لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ) " المائدة : 82 " وقال سبحانه ( قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برآء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبداً حتى تؤمنوا بالله وحده ) " الممتحنة :4 " وقال سبحانه : ( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين ) " المائدة : 51 " وقال عز وجل ( لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم ) الآية " المجادلة : 22 " والآيات في هذا المعنى كثيرة .

ومما يدل على ان الصلح مع الكفار من اليهود وغيرهم إذا دعت اليه المصلحة او الضرورة لايلزم منه مودة ، ولامحبة ، ولا موالاة – وانه صلى الله عليه وسلم لما فتح خيبر صالح اليهود فيها على أن يقوموا على النخيل والزروع التي للمسلمين بالنصف لهم والنصف الثاني للمسلمين ، ولم يزالوا في خيبر على هذا العقد ، ولم يحدد مدة معينة بل قال صلى الله عليه وسلم << نقركم على ذلك ماشئنا >> وفي لفظ << نقركم على ماأقركم الله >> فلم يزالوا بها حتى أجلاهم عمر رضي الله عنه ، وروي عن عبدالله بن رواحة رضي الله عنه أنه لما خرص عليهم الثمرة في بعض السنين قالوا : إنك قد جرت في الخرص 0 فقال رضي الله عنه : والله إنه لايحملني بغضي لكم ومحبتي للمسلمين أن أجور عليكم ، فان شئتم أخذتم بالخرص الذي خرصته عليكم ، وان شئتم أخذناه بذلك 0

وهذا كله يبين أن الصلح والمهادنة لايلزم منها محبة ولا موالاة ولا مودة لأعداء الله ، كما يظن ذلك بعض من قل علمه باحكام الشريعة المطهرة 0

وبذلك يتضح للسائل وغيره أن الصلح مع اليهود أو غيره من الكفرة لايقتضي تغيير المناهج التعليمية ولاغيرها من المعاملات المتعلقة بالمحبة والموالاة 00 والله ولي التوفيق 0

الصلح مع اليهود لايقتضي التمليك ابديا
__________________