عرض مشاركة مفردة
  #15  
قديم 07-10-2003, 11:04 AM
الحقاق الحقاق غير متصل
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2002
المشاركات: 272
إفتراضي

الدرس السابع عشر ( من الشهر الأول )




قولُ الله تعالى ( خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِِضْ عَنِ الْجَــهِلِينَ وَإمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَـنِ نَزْغٌ فَاسْتعِذ بِاللّهِ إنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيم )



الــشرح :

قوله تعالى ( خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجهلين ) يأمر تعالى رسوله وأمته تابعة له يأمرهم بمكارم الأخلاق إذ هذه الآية أجمع لمكارم الأخلاق كما قال جعفر الصادق وليس في القرآن أجمع لمكارم الأخلاق من هذه الآية . وقوله ( خذ العفو ) المراد بالعفو من أخلاق الناس وأعمالهم هو ما يسهل عليهم وتيسر لهم بدون كلفة ، فمن كمال الخلق أن لا يطلب المرء من أخيه ما لا قدرة له عليه من علم ومعرفة أو أدب وخلق أو عمل من أخذ أو عطاء ( والعرف ) هو كل خصلة حسنة ترتضيها العقول وتطمئن إليها النفوس . وقوله ( وأعرض عن الجهلين ) أي بعد دعوتهم وإرشادهم أعرض عما يقولونه ويعاملونك به من قبح القول وسوء العمل فكان صلى الله عليه وسلم يعفو عمن ظلمه ويعطي من حرمه ويصل من قطعه وبذلك كان أكمل الناس خلقا وأسماهم أدبا . وقوله ( وإما ينزغنك من الشيطن نزغ باستعذ بالله ) أي وإن نزغك الشيطان لتغضب فتقول ما ينافي حسن الخلق فالجأ إلى الله تعالى بطلب العون منه فإنه يحميك مما أراده الشيطان منك فإن الله سميع لأقوال عباده عليم بحاجاتهم ومن كان كذلك فإنه قادر على إنجائهم من المكروه وحمايتهم مما يسيء ويضر .

إرشادات للمربي :-

1- رتل الآيتين عدّة مرات ويرتلهما معك المستمعون حتى ترى أن كلهم قد حفظهما .

2- اقرأ الشرح بتأنٍ وقف عند كل معنى تام . وسهل لهم العبارة بالدارجة حتى يفهموا .

3- حثهم على العمل بما تضمنته الآيتان من أخلاق إذ العبرة بعد العلم بالعمل .

4- علمهم أن الجهل بالله تعالى ومحابه ومكارهه ، وما عنده من نعيم لأروليائه ، وما لديه من عذاب لاعدائه هو سبب كل شر وفساد وسوء أخلاق .

5- علمهم أن الاستعاذة بالله عبادة . فلا يستعاذ بغيره تعالى من الجن والإنس .

وقفه :-

قال غيلان لعبدالرحمن :- أنشدك الله ! أترى الله يحب أن يعصى ؟ فقال ربيعة :- أنشدك الله ! أترى الله يعصى قسراً ؟ فكأن ربيعة ألقم غيلان حجراً .
__________________
من لم يقنع برزقه عذّب نفسه