عرض مشاركة مفردة
  #83  
قديم 11-10-2003, 01:16 AM
مسلم فاهم مسلم فاهم غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2003
المشاركات: 518
إفتراضي

وفي انتظار الجواب لابد ان نعرف هل قول اهل السنة ان الوجه في هذه الاية الكريمه ( كل شئ هالك الا وجهه ) بمعنى الذات هل هو تأويل وأخراج للاية عن ظاهرها ؟

أم هو اجراء لها على الحقيقة .


اولا : لم يقل أهل السنة والجماعه ان هذه الاية اثبات للوجه( فحسب ) وهذا يعرفه كل عربي .

فان الوجه قد يرد في لغة العرب ويقصد به الذات وهذا يعرف بدلالة السياق ولا يكون هذا أخراج للحقيقة عن ظاهرا بل هو اجراء على الظاهر الذي دل عليه السياق .

قال تعالى عن نبيه : (( فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلّهِ ))
فهل قال احد من اهل التفسير ان يكون المعنى اسلام الوجه فحسب ؟ ام انه بمعنى اسلام الذات لله رب العالمين .

قال الشافعي في الرسالة : باب : الصنف الذي يبين سياقه معناه .
ف 208 : قال الله تبارك وتعالى : [[وسئلهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر ، إذ يعدون في السبت ، إذ تأتيهم حيتانهم يوم سبتهم شرعاً ويوم لا يسبتون لا تأتيهم ، كذلك نبلوهم بما كان يفسقون ]] الأعراف 163 .

ف209 : فابتدأ جل ثناؤه ذكر الأمر بمسألتهم عن القرية الحاضرة البحر ، فلما قال : [[إذ يعدون في السبت]] الآية ، دل على أنه إنما أراد أهل القرية لأن القرية لا تكون عادية ولا فاسقة بالعدوان في السبت ولا غيره ، وأنه إنما أراد بالعدوان أهل القرية الذين بلاهم بما كانوا يفسقون .) انتهى كلام الشافعي .


فالحقيقة في لفظ القرية هنا هو أهل القرية بدلالة السياق الذي يفهمه كل عربي .



فأين استخدام لفظ الوجه في غير موضعه في هذه الاية فأن لفظ الوجه قد استخدم للدلالة على الذات بطريق المطابقة .

فتفسيره بالذات ليس عدول عن ظاهره اصلا .

ومثل ذلك لفظ العين فانك لو قلت : عيني تبصر . لكان السياق فيه اكبر دلالة على الباصرة .

ولو قلت : عيني قد نضبت . لكان فيه اشد دلالة على ان العين هنا بمعنى العين الجارية ولم يكن استخدمك لهذا اللفظ عدول بلفظ العين عن ظاهره .

ومن هذا مثلا لفظ النسيان المتقدم فانه في اللغة يدل على الذهول ويدل على الترك كل في معناه على الحقيقة بدلالة السياق .

كما قدمنا قول الطبري رحمه الله واحتجاجنا ليس بتفسيره كما ظن البعض بل احتجاجنا بتقسيمه معنى النسيان الى معنيين وهذا ظاهر في العربيه .

فلما نفى عن نفسه سبحانه النسيان بمعنى الذهول كما تقدم في الايات السالفات .

وجب ان يحمل النسيان على المعنى الثاني وهو بمعنى الترك وليس في هذا عدول عن الظاهر بل حمل على الحقيقة في موضعه .

وعلى هذا لفظ الوجه هنا فهو على الحقيقة بمعنى الذات او ما يدل عليه السياق .

ولذا فقد اثبت صفة الوجه لله تعالى أكثر أهل العلم بل حتى متقدموا الاشاعرة كالباقلاني ونص عليه .

قال البيهقي رحمه الله : تكرر ذكر الوجه في القرآن والسنة الصحيحة، وهو في بعضها صفة ذات كقوله: إلا رداء الكبرياء على وجهه وهو ما في صحيح البخاري عن أبي موسى .

وهذا الحديث نصه : (( وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربهم إلا رداء الكبرياء على وجهه في جنة عدن )) وفي هذا الحديث دلالة على اثبات الوجه كصفة لله تعالى لكن كما يليق به سبحانه وليست بالجارحه ولا غير ذلك .

وفي صحيح مسلم (( إن الله لا ينام ولا ينبغي أن ينام ، يخفض القسط ، ويرفعه . . .)) . إلى قوله : (( حجابه النور ، لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه )) .



يتبع ان شاء الله في الكلام على الاستواء .
__________________
اللهم ألحقنا بحبيبنا نبى الرحمه صلى الله عليه وسلم وارزقنا قفوا آثاره واتباع سنته ,,,,

هذا وأصل بلية الاسلام ** تأويل ذي التحريف والبطلان

وهو الذي فرق السبعين ** بل زادت ثلاثا قول ذي البرهان