[Almusk]

ذكر الداعية الطبيب عبد المحسن الأحمد...حفظه الله....
أن أحد من تكلم معهم ممن فقدوا البصر (أعمي) يحدثه ويقول له...ياشيخ صدقني أني أول مرة في حياتي أتكلم عن معاناتي ...وأنا أحمد الله على كل حال....
يقول..يا شيخ أنا لا أذهب الآن إلى المناسبات والعزائم....وذلك أني أعاني وأتعب من يأخذني...يقول نعم مثلا لو إحتجت الحمام..فلا بد لأحد أن يأخذني للحمام...يقول أنا متعود على حمام البيت ..وحمام السكن..لكن أي حمامات آخرى لا أعرفها ...يقول صدقني يا شيخ ن من يأخذني للحمام أجلس اشكره طول الطريق وأدعو له لأنه خدمني عمل لي معرفا..ثم هم يدخلني الحمام وينتظرني في الخارج ...أما أنا أغلق الباب علي..ثم أبدأ رحلة الإستكشاف عن الحمام والمرحاض أعزكم الله والماء..وأتلمس الجدران وأتحسس برجلي..كي أتعرف على هذا الحمام...وكم مرة تنزلق رجلي في المرحاض...أنظر إلى هذه المعاناة

ويقول وكذلك يا شيخ ..لما أجلس على العشاء في المناسبات...لا بد أن اشغل أحد المعزومين بي حبث يضع الأكل في يدي خصوصا إذا صار هناك منوعات من الأكل كالخبر والسلطة كي أتعرف على السفرة...يقول صدقني يا شيخ كم مرة أضع يدي أريد أن أخذ خبزا أو غيره فإذا بي أغمس أصابعي في الصالونه أو الشوربة الحارة...يقول طبعا أرفعها وانا ساكت علما أني أشعر أن الحرارة والألم تدب في عروقي.........يقول لذلك أنا قررت أن لا أذهب إلى المناسبات والعزايم.....

ثم يقول للشيخ صدقني يا شيخ ...لو طلب مني كل ما أملكه ويملكه أهلى كي يرد لي البصر لحظة واحدة...لدفعته......اريد أن أرى أمي وإخوتي ...يقول نعم أعرفهم من أصواتهم لكن لو قدر لي ورد إلي البصر...وأمي بين نساء والله لا أستطيع أن أعرفها منهن ولا أخوتي...أتمنى أن اراهم.....

ثم يعلق الشيخ حفظه الله ويقول ..انظروا إلى هذا وإلى معاناته....فلو كان مقتدرا وطلبنا منه 5 مليون ريال على أن نرد له بصره ..هل يوافق...يقول الشيخ قطعا أنه سيوافق...بل لو قلنا له نحن نريد الخمسة مليون إضافة إلى تعهد تكتبه على نفسك ..بأنك حين يعود إليك بصرك أن لا تنظر به إلى حرام أبدا ..وإلا أخذنااااااه منك .....يقول الشيخ إيش رايكم يوافق أم لا يوافق....قال سيوافق.......

ثم قال: طيب نقول لمن أعطاه الله البصر واراحه من كل هذه المعاناة ومن دون أن يدفع أموال ولا يحتاج لإحد أن يساعده في قضاء حاجته أو أكله أاو لباسه وغيره....فقط طلب منه أن يحفظ بصره عن الحرام وأن لا ينظر به إلا إلى الحلال الذي يرضاه الله فقط......نقول له لما لا تستجيب وتخااف أن الذي أعطاك هذه النعمة قادر أن يأخذها منك.......

أسأل الله أن يلهمنا رشدنا ويدلنا طريق النور والهداية ...وأن يعيننا على أنفسنا و نعظم أوامر ربنا ونخشاه في السر والعلن

هذه القصة سمعتها من الشيخ في أحد محاضراته فلخصت ما قاله حول الأعمى من ذاكرتي.....

السمك