ولذلك دأب أهل العلم رحمهم الله تعالى على التساهل في شروط الروايات التاريخية والسير فلم يجعلوا شرط الضبط والاتقان كما يتشرط في كتب الحديث .
كما عظموا ما يرويه ابن اسحاق في السير وعظموه وجعلوا حديثه في الاحكام في مرتبة الحسن كما نص على ذلك امام الحفاظ الذهبي رحمه الله في ترجمة اسحاق .
قال الخطيب البغدادي رحمه الله في كتابه (الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع) : (2/316 - 320) ، بعنوان : (ما لا يفتقر كتْبُه إلى إسناد).
(( وأما أخبار الصالحين ، وحكايات الزهاد والمتعبدين ، ومواعظ البلغاء ، وحكم الأدباء = فالأسانيد زينة لها ، وليست شرطا في تأديتها )) .
ثم أسند الخطيب قصة رجل خراساني كان يجلس عند يزيد بن هارون فيكتب الكلام ولا يكتب الإسناد ، فلما لاموه على ذلك قال : (( إن كان الذي كتبه الخراساني من أخبار الزهد والرقائق وحكايات الترغيب والمواعظ فلا بأس بما فعل ، وإن كان من أحاديث الأحكام وله تعلق بالحلال والحرام فقد أخطأ في إسقاط إسناده ؛ لأنها هي الطريق إلى تثبته ، فكان يلزمه السؤال عن أمره والبحث عن صحته )).
__________________
اللهم ألحقنا بحبيبنا نبى الرحمه صلى الله عليه وسلم وارزقنا قفوا آثاره واتباع سنته ,,,,
هذا وأصل بلية الاسلام ** تأويل ذي التحريف والبطلان
وهو الذي فرق السبعين ** بل زادت ثلاثا قول ذي البرهان
|