عرض مشاركة مفردة
  #4  
قديم 01-02-2001, 12:48 PM
جمال حمدان جمال حمدان غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2000
المشاركات: 2,268
Post

في القرن المنصرم ( حلوة المنصرم ) يعني قبل ثلاثين سنة ونيف ...( طول عمري بأقرى ..ونيف .. لكن أعدم نظري إن كنت بعرف قديش النيف ) ..المهم كنت ساكن في غزة في حارة صغيرونه والناس كانوا بسيطين والكل بيحب الثاني وبيعرف الثاني .... ايامها ما كانت الكهرباء واصلة لحارتنا .. وكان لنا أبن جيران أكبر مني بخمس سنين ومتشبب ويا أرض إشتدي ما عليكي قدي.... هذا الشاب كان إسمه سعدي وماني عارف كيف قدر يشتري باك أب ( في هذاك الوقت الباك أب عبارة عن جهاز ( جراموفون ) وهو جهاز يستعمل لتشغيل اسطوانات الأغاني .... المهم أخونا سعدي كان مغرم بأغاني المطربة سميرة توفيق ( وأنا أعتقد بأنه كان بيحب المطربة ايضا ) فاشترى إسطوانة واحدة ووحيدة ( لظروفه المادية الصعبة )__ إسطوانة لأغنية كان إسمها ( بيع الجمل يا علي ) ....وعلى مدار الأربع وعشرين ساعة ..بيع الجمل يا علي وبيع الجمل يا علي ...وكل يومين يشتري حجارة بطارية وابوه يشكي منه وأسمعه يدعي عليه كل دعوة بتنشف المطر .... بعد كم يوم أهل الحارة ضجوا منه ومش عارفين يناموا لا في ليل ولا في نهار ..... فتجمع بعص الجيران وراحوا لابي سعدي وقالوا له ....وبعدين في إبنك اللي مقلق راحتنا ...من صباح الله يحط إسطوانة بيع الجمل يا علي وفاتح الجهاز على أخر نفسسسسسس وما بيبطل لا ليل ولا نهار ....مش عارفين نقعد في بيوتنا ولا عارفين ناكل ولا إنام و و و ... فكان ابو سعدي يقول لهم : ما باليد ولا حيلة ,انا قلبي وربي غضبان عليه وهو ما بيسمع كلامي .....
وكل مرة يرجع الرجال بدون لا حق ولا باطل ..... وبعد أسبوع على هذا الحال ,,,علمنا بأن كل الجيران إجتمعوا عند مختار الحارة لكي يجدوا حلا لهذه المشكلة المزمنة ..فتناقشوا ووضعوا كل الخيارات وأخيرا لم يجدوا حلا إلا أن يجمعوا فلوس لسعدي لكي يشتروا له اسطوانة لأغنية جديدة لأنهم طفشوا من تكرار( بيع الجمل يا علي) وفشلوا في أقناع سعدي أن يوقف الضجيج

وإلى فشة خلق أخرى بإذن الله