بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم .
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى سَيِدِنَا مُُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَ رَسُولِكَ النَّبِيِ الأُمّي وَ عَلَى آلِهِ
وَ صَحْبِهِ وَ سلّم .
_________
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
أما بعد ، فلتسمح لي الأخت الفاضلة (( نور الهدى )) أن أعقب على موضوعها المهم هذا ، جزاها الله كل خيري الدنيا و الآخرة الذي ترجاه من مولاها .
الموضوع المطروح " فضل الشيخ المربي و صفته " يعود أصلا إلى موضوع إرتكاز آخر ، أن جاز التعبير ،ذو أهمية قصوى في حياة المسلم الباغي وجه الله تعالى : ألا و هو أهمية الصُّحـــــبة .
و تدخلي هذا سيقتصر على تأصيل المسألة من الكتاب العزيز ، إذ جاءت العديد من الآيات تدل صراحة على ضرورة التحري لأختيار الصحبة الطيبة و الإبتعاد عن الصحبة السيئة، هذا من جهة .
و من جهة اخرى ، جاءت الآيات كذلك مِؤكدة على وجوبية اتباع شخص معين تتوفر فيه الخصال المحمدية السنية ، او ما يطلق عليهم بالوراث المحمديين ،رضي الله عنهم و لا حرمنا من بركاتهم .
و إليكم الآن الأدلة على أهمية الصحبة من كتاب الله تعالى:
1ـ قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا اتقوا اللهَ وكُونوا معَ الصادقين} [التوبة: 119]. والصادقون: هم الصفوة من المؤمنين الذين عناهم الله بقوله: {مِنَ المؤمنين رِجال صَدَقوا ما عاهدوا اللهَ عيهِ} [الأحزاب: 23].
2ـ قال تعالى: {واصبر نفسك مع الذينَ يدعون ربَّهم بالغداةِ والعشيِّ يُريدونَ وجهَهُ ولا تَعْدُ عيناك عنهُم تُريد زينةَ الحياةِ الدنيا ولا تُطِعْ مَنْ أغفلنا قلبَه عن ذكرنا واتَّبَعَ هواهُ وكان أمرُه فُرُطاً} [الكهف: 28].
الخطاب هنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم من قبيل تعليم أُمته وإِرشادها.
3ـ قال تعالى: {واتَّبِعْ سبيلَ مَنْ أنابَ إليَّ} [لقمان: 15]. أناب: رجع.
4ـ قال تعالى: {ويوم يعضُّ الظالمُ على يديهِ يقولُ يا ليتني اتَّخذتُ مع الرسولِ سبيلاً . يا ويلتى ليتني لم أتَّخِذْ فلاناً خليلاً . لقد أضلَّني عن الذكر بعدَ إذ جاءَني وكان الشيطان للإنسان خذولاً} [الفرقان: 27ـ29].
5ـ قال تعالى: {الأخلاءُ يومئذٍ بعضُهم لبعضٍ عدوٌّ إلا المتقين}
[الزخرف: 67].
6ـ قال تعالى: {ثم استوى على العرشِ الرحمنُ فاسألْ به خبيراً}
[الفرقان: 59].
7ـ قال تعالى حاكياً على لسان سيدنا موسى عليه السلام حين التقى بالخَضِر عليه السلام بعد عزم صادق، وعناء طويل، وسفر شاق: {هل أتَّبِعُك على أنْ تُعلِّمَنِ مما عُلِّمْتَ رُشداً . قال إنَّك لن تستطيع معيَ صبراً}
[الكهف: 66ـ67].
_________
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .