عرض مشاركة مفردة
  #17  
قديم 15-10-2003, 03:48 AM
Almusk Almusk غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2003
الإقامة: الخليج
المشاركات: 3,051
إفتراضي

أختي الكريمة العنود النبطية...وفقها ربي وأزال همها وغمها...

إقتباس:
ما هو الدواء لعلتي التي صارت دامية مؤلمة


هذه بعض الوصافت الطبية والمراهم الرواحنية من السير العطرة النورانية والتي بإذن الله وقوته ستزيل كل العلل وأثارها...؟؟؟؟أرجو مع القراءة أن يقارن أحدنا مشكلته مع ما يقرأ وموقفه مع موقف من يقرأ عنه...ويلاحظ ويستخلص ما هي الاسباب يا ترى وراء هذه المواقف العظيمة التي تدفع فاعلها إليها رغم الظلم الذي يقع عليه والألم الذي أحسه...هل هؤلاء لا يشعرون أم أن قلوبهم كبيرة أكبر من الهموم والمشاكل والوقف عليها وجعلها أسما الغايات؟؟؟؟؟؟

أحمد بن حنبل وفتنة خلق القرآن.......وقد سجن وجلد كما هو معلوم ...بل جلد رحمه الله في نهار رمضان وهو صائم، إلى أن يغشى عليه من شدة الضرب...ثم يسحب إلى السجن وثيابه ملطخة بالدم....انظري ماذا قال بعد أن خرج السجن: كل من تكلم في فهو في حل....وأبو اسحاق يعني المعتصم..هو في حل...يقول رحمه الله أن الله يقول ((وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم))...ويقول ماضرني أن لا يعذب الله أخي يوم القيامة بسببي.......لنتأمل في سعة الصدر...ومقدار حظ النفس من الأنتقام ...

ابن تيمية رحمه الله...مات أحد أشد مخالفيه بل و ممن كفره....فأتاه تلميذه ابن القيم رحمه الله يقول له ابشر مات فلان......لندع ابن القيم يحدثنا ماذا فعل ابن تيمية بعد سماعه الخبر من تلميذه.....يقول ابن القيم...فحوقل واسترجع وتأثر ...ونهرني وتنكر لي....ثم ذهب إلى أهله ووساهم وقال لهم أنا لكم مكانه وأي حاجة تحتاجونها فأنا أقضيها لكم....فسورا بهذا....لم يقل الحمد لله حصاه وانزاحت عن الطريق، كما يفعل بعض مع يختلفون...

أحد الصحابة أظنه ابن مسعود رضى الله عنه...دخل السوق فوجد أن نقوده سرقت...فتجمع الناس حوله وأخذوا يدعون على السارق........لكن ابن مسعود صاحب القلب الكبير...والذي لا يغضب ولا ينتقم لذاته وحظ نفسه....انظروا ماذا قال: اللهم إن كان دفعه على ذلك حاجة..فافض بها حاجته...وإن كان دفعه على ذلك جرأة على المعصية..فاجعلها آخر ذنوبه.....بس وانتهى الأمر وعاد إلى بيته ولم يشتري حاجته...ولا راح وأخذ يسبه ويدعو عليه بأن ألله يشل يمينه ويعمي بصره وما إلى ذلك من الدعوات والإنتقام للذات....

صفية أم المؤمنين رضى الله عنها....وشتها خادمتها عند عمر أمير المؤمنين...وقالت له أن صفية تعظم السبت (طبعا صفية رضى الله عنها كانت يهودية فأسلمت وتزوجها الرسول صلى الله عليه وسلم) وتكثر الذهاب لليهود؟؟؟؟؟
عمر رضى الله عنه استفصل من صفية فيما قالته خادمتها....فأخبرته أنها لم تعظم السبت منذ أن أبدلها الله بخير منه وهو الجمعة...وأن ذهابها لليهود لأن فيهم رحم لها وتحب أن تصلهم.......أنظروا لما عادت ماذا فعلت مع خادمتها؟؟؟؟ لو أن واحدا منا حصل له مثل هذا كم كف سيصفع الخادم وكم سيخصم عليه أو على الأقل كم صرخة سيصرخها في وجهه.......أقول أتتها وسألتها: ما حملك على ذلك، قالت الخادمة: الشيطان......فردت صفية رضي الله عنها صاحبة القلب الكبير الذي يحسن لمن أساء له...فقالت اذهبي فأنت حرة..وأعتقتها...وانتهى الأمر..ولم تجلس وتشهر فيها وتتكلم عليها وتقول قالت وقالت ولم تحسن العشرة ونكرت الجميل وغيره من خظوظ النفس وحب الذات...بل سكرت الموضوع وأعتقتها وانتهى الأمر....نفوس علية غضبها ليس للذات.....

قصة أبي بكر الصديق رضى الله عنه مع مسطح بن أثاثة رضى الله عنه، ابن خالته وما قاله عن ابنته عائشة رضى الله عنها في حادثة الإفك....وهل هناك شيئا أعظم من هذا أن تتهم ابنتك بالزنا ؟؟؟؟؟..وكان أبو بكر رضى الله عنه ينفق عليه لأنه فقيرا.....إلا أنه لما نزل قول الله تعالي....ولا يأتل أولوا الفضل منكم والسعة......................وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم))) قال بلى فقد عفوت عنه والله لا اقطع شيئا أعطيه إياه بسبب هذه الحادثة أبدا...ولم يمن عليه بأنه كان ينفق عليه ونحو ذلك.......الله أكبر كم هي هذه النفوس كبيرة؟؟؟؟

الحديث يطول وأختم بقصة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم بعد أن دخل مكة فاتحا ..وبعد أن لقي ما لقي من ظلم وتهجير من أقرب الناس إليه من قريش...ولما دخل منتصرا فاتحا عليه افضل الصلاة وأتم التسليم...دخل مطأطأ الراس تواضعا لله...لم يدخل وهو يتذكر كل من فعل له فعلة أنه قد حان أوان الإنتقام ...بأبي هو وأمي..لا والله بل دخل بكل تواضع حتى قيل أن لحيته كادت تضرب ظهر فرسه من شدة طأطأته لراسه...وماذا قال لما رآي قريش لما سألوه وكلهم يعرفون ماذا فعلوا به وأصحابه ألم يقاطعوهم ثلاث سنوات..ألم يجعلوا جائزة لم يقتل محمد ألم يقولوا عنه أنه مجنون وساحر وغيرها الكثير....إلا أنه قال صلى الله عليه وسلم ((اذهبوا فأنتم الطلاقاء)))...ولما أتاه ملك الجبال بعد أن أدمية قدماه الشريفة في مكة الطائف..وعاد من الطائف يملؤ قلبه الحزن والألم من الإعراض عن دعوته والكيد له....فقاله له ملك الجبال أأمرني اطبق عليهم الأخشبين أي جبلين في مكة...أليست هذه فرصة وهو في هذه الموقف...ماذا قال بأبي هو وأمي..قال: لا لعل الله أن يأتي بمن يعبده من أصلابهم.......نفوس سماوية علوية كبيرة لا تعرف الإنتقام للذات ...وتعرف كيف تغفر الزلل وتعرف كيف تلتمس العذز .....

إن الرجوع لمثل هذا القصص وهذه المواقف يهون على الإنسان ماا قد يصيبه من مشاكل أو خصومات مع من حوله من أصدقائه أقاربه زملائه وغيرهم...فتهون عليه الخصومات وأن نفسه أكبر من أتقف عندها...فسرعان ما تندمل جروحه وتذهب مرارة آلامه ويهدأ قلبه وترتاح نفسه...فيعود كما كان......نقول هذا في الحالات التي ليس لها مجال للعذر... أما التي لها مجال للعذر فيكفيه العذر يقلب جانب على العذر على غيره من التوهمات وتحليلات للخطأ.. ولا يقف عنده بل يصفح ويعفو ويرفع نفسه عن الحقد وتنمية الألم في قلبه.....ولا يفتح أبوب الشيطان المغلقة على نفسه فإنه لن يتركه إلا بعد أن يفرق بينه وبين أقرب الناس إليه.....فإن كان الشيطان استطاع أن يؤثر على صديقي فلا يجب أن أجعله يؤثر على أنا أيضا وأقطع الطريق عليه....

أقول أختي الكريمة العنود النبطية....هل تجدين في نفسك على أختك وصديقتك شيء بعد هذا؟؟؟؟؟؟؟ وتذكري قول الله ((وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم))

أسأل الله الرؤف الرحيم غفار الذنوب والخطايا كاشف الهموم والغموم أن يذهب ما في نفسك من ألم وجفوة على أختك وصديقتك وأن يبدله حبا وراحة و وئام...وأن يغفر لك ولأختك كل خطاياك إلى يوم القيامة....

والسلام

المسك
الرد مع إقتباس