عرض مشاركة مفردة
  #8  
قديم 17-10-2003, 11:44 AM
صلاح الدين القاسمي صلاح الدين القاسمي غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: May 2003
الإقامة: افريقية - TUNISIA
المشاركات: 2,158
Lightbulb فضل الشيخ المربي و صفته

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم .
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى سَيِدِنَا مُُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَ رَسُولِكَ النَّبِيِ الأُمّي وَ عَلَى آلِهِ
وَ صَحْبِهِ وَ سلّم .
________

السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته .
أما بعد ،
فاستسمحكم عذرا أيها الكرام :
- اولا : أن اتوجــــه بكلمة وجيزة أرجو من الله أن تكون مفيدة للأخ (( الوافي )) ، فأقول له : يا أخي الكريم ، إن كتاب الله العزيز بين ايدينا جميعا ، نقرأه و نتدبره بإذن الله .
و نعلم جميعا ان فيه جميع الأدوية لعللنا الظاهرة و الباطنة . أليس كذلك ؟
و لكن أين ذلك الطبيب الماهر الذي يقدر بفضل الله أن يصف الدواء الصحيح لكل داء ؟؟؟
و الأمراض القلبية ، عفا الله الجميع ، متعددة و تختلف من واحد إلى آخر . و لكي نستطيع أن نشفي انفسنا منها ، لا مناص لنا من البحث عن ذلك الكبريت الأحمر : الطبيب الذي يعرف علة كل فرد و يعطيه الدواء المناسب .
و هذا اخي (( الوافي )) ما عبرت عليه الآية الكريمة ب" التزكية ": تزكية القلوب و تصفيتها من السِّوى .
و لا يتم ذلك إلا عن طريق الوراث المحمديين أو ما عبرت عليه الأخت الفاضلة صاحبة هذا الموضوع العطر ب" شيخ التربية " .


- ثانيا : آتي الآن بحول الله و قوته إلى تبيان دليل الصحبة من السنة النبوية بعد أن يسَّر الله لي سابقا ذكر أدلة صحبة مشائخ التربية من القرآن ،فاقول بعون الله أن الأدلة على أهمية الصحبة من الأحاديث الشريفة كثيرة نذكر منها الآحاديث التالية و هي كافية لمن أراد الله به خيرا :

1ـ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنما مَثَلُ الجليسِ الصالح وجليسِ السوءِ كحاملِ المسكِ، ونافخ الكير، فحاملُ المسكِ إما أن يُحْذِيَكَ (يعطيك) وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحاً طيبة، ونافخُ الكيرِ إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد فيه ريحاً منتنة) [رواه البخاري في صحيحه في كتاب الذبائح ومسلم في كتاب البر والصلة عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه].

2ـ عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قيل: يا رسول الله أيُّ جلسائنا خير ؟ قال: "مَنْ ذكَّركُم الله رؤيتُهُ، وزاد في علمكم مَنْطقُه، وذكَّركم في الآخرة عملُه" [رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح كما في "مجمع الزوائد" ج10/ص226].

3ـ عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الرجل على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل" [رواه أبو داود والترمذي في كتاب الزهد وقال حديث حسن غريب].

4ـ عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن من عباد الله لأناساً ما هم بأنبياء ولا شهداء، يغبطهم الأنبياء والشهداء يوم القيامة بمكانهم من الله، قالوا: يا رسول الله فخبِّرنا من هم ؟ قال: هم قوم تحابُّوا برُوح الله على غير أرحام بينهم ولا أموال يتعاطونها، فوالله إن وجوههم لنور، وإنهم لعلى نور، ولا يخافون إذا خاف الناس، ولا يحزنون إذا حزن الناس، وقرأ هذه الآية: {ألا إنَّ أولياء الله لا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون} [يونس: 62]" [رواه أبو داود].

5ـ عن أبي ذر رضي الله عنه قلت: يا رسول الله ؛ الرجل يحب القوم ولا يستطيع أن يعمل عملهم ؟ قال: "أنت يا أبا ذر مع من أحببت" [رواه أبو داود].

6ـ عن حنظلة رضي الله عنه قال: لقيني أبو بكر رضي الله عنه،
فقال: كيف أنت يا حنظلة ؟
قلتُ: نافق حنظلة.
قال: سبحان الله، ما تقول ؟!
قلت: نكون عند رسول الله صلى الله عليه وسلم يُذكِّرنا بالجنة والنار كأنَّا رأي عين، فإذا خرجنا من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم عافسنا الأزواج والأولاد والضيعات نسينا كثيراً.
قال أبو بكر رضي الله عنه: "فو الله إنا لنلقى مثل هذا".
فانطلقت أنا وأبو بكر حتى دخلنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: نافق حنظلة يا رسول الله،
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "وما ذاك ؟"
قلت: يا رسول الله نكون عندك تذكِّرنا بالنار والجنة كأنَّا رأي العين، فإذا خرجنا من عندك عافَسْنَا الأزواج والضيعات، نسينا كثيراً.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "والذي نفسي بيده لو تدومون على ما تكونون عندي وفي الذكر لصافحتكم الملائكة على فُرُشِكم وفي طُرُقِكم، ولكن يا حنظلة ساعة وساعة ـ ثلاث مرات ـ"
[رواه مسلم في صحيحه في كتاب التوبة. ومعنى عافسنا: عالجنا ولاعبنا ؛ والضيعات: جمع ضيعة وهو معاش الرجل من مال أو حرفة أو صناعة].

_________

و السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته .