عرض مشاركة مفردة
  #13  
قديم 17-10-2003, 02:08 PM
الصقـر الصقـر غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2003
الإقامة: المملكة العربية السعودية
المشاركات: 113
إفتراضي

أشكر الاخوة على التفاعل, كما أحب أن أنوه أني لا أغرض بموضوعي المنة بما قدمته المملكة للعرب و المسلمين لأن الفضل لله أولاً و آخراً, لكني قصدت الرد على هجمة البعض (هداهم الله) العشوائية على بلدي وتغييبهم للكثير من الحقائق الجلية و الواضحة.

أبدأ ردي على أخي ابن أرض الكنانة و الأزهر الشريف (الهادي), و حتى نكون أكثر موضوعية سألتزم بالمحاور الأربع التي ذكرها و هي: الجهاد, العلم و الثقافة, الدين و أخيراً الأموال التي تصرف.

1- الجهاد: قدمت السعودية (بلد الحرمين الشريفين) عشرات الآلاف من الشهداء في أصقاع الأرض, فأينما تجد مسلمين مستضعفين تجد مجاهدين سعوديين, فالمجاهدين السعوديين (جنباً بجنب مع اخوانهم في الدين من البلدان العربية و الاسلامية) رأيناهم في أفغانستان و البوسنة و الهرسك و الشيشان و كوسوفو و فلسطين و كشمير و أخيراً في العراق, و هذا يدل على أن ما يحركهم ليس الحس الفئوي أو القومي بقدر الحس الاسلامي اليقظ في غالبية الشعب السعودي و لله الحمد. غناء السعوديون و ثرائهم لم يقف حائلاً أمام تفوقهم و تميزهم في هذا الجانب فلم ينسوا اخوانهم و أشقائهم في الدين و جاهدوا بأموالهم و أنفسهم لنصرة المسلمين في كل مكان, و غالبية التنظيمات الجهادية في فلسطين و غيرها تتلقى دعمها الرئيسي من فاعلي الخير و المتبرعين السعوديين الذين يعرضون أنفسهم لخطر الملاحقة و الاعتقال (بتهمة دعم الارهاب) من قبل المنظمات الغربية و الصهيونية, و لقد تم فعلاً اعتقال المئات بل الآلاف من السعوديين لهذا السبب.

2- العلم و الثقافة: بعد أن كانت نسبة الأمية تزيد عن ال99% و كان غالبية الناس جاهلين بالأمور الشرعية (الواجب عليهم معرفتها), أصبحت نسبة الأمية الآن أقل من 5% و أصبح الوعي بالأمور الشرعية سمة من سمات الشعب السعودي. اضافة الى ما تقدم فان نسبة كبيرة من السعوديين هم من حملة الشهادات العليا و الجامعات السعودية تخرج سنوياً ما يزيد عن 100 ألف جامعي في شتى التخصصات العلمية و الأدبية و التقنية. اضافة الى ما تقدم فانه لا تخلوا مدينة سعودية مهما كانت صغيرة من وجود الأندية الثقافية و الأدبية ناهيك عن الأندية الرياضية.

3- الدين: المملكة يوجد فيها جامعتين اسلاميتين عريقتين و هما الجامعة الاسلامية في المدينة المنورة و جامعة الامام محمد بن سعود في الرياض, و هاتين الجامعتين يدرس فيهما نخبة من أفضل علماء الاسلام علماً و خلقاً سواءً كانوا من الأزهر الشريف أو الزيتونة أو غيرها من الجامعات الاسلامية العريقة. اضافة الى هذه الجامعات فان المملكة تعتبر الدولة العربية الوحيدة (و ربما الاسلامية الوحيدة أيضاً) التي تدرس المواد الدينة الزاميا, كما أنها الوحيدة التي تدرس مناهج دينية متنوعة في صفوفها الدنيا و العليا, من هذه المناهج القرآن الكريم و الحديث و التفسير و الفقه و التوحيد. و لأن اللغة العربية هي لغة القرآن فلم تغفل المملكة تدريس مناهج النحو و الصرف و الأدب و هي تتفوق في هذا الجانب على غالبية الدول العربية.

4- الأموال: اضافة الى ماذكرته سابقاً عن دعم السعوديين للتنظيمات الجهادية فان غالبية التبرعات و الهبات التي تصل فقراء المسلمين في أنحاء العالم هي من فاعلي خير سعوديين, هذا غير القروض و الهبات الهائلة التي تقدمها المملكة للدول العربية و الاسلامية, غير دعم السعودية المادي و اللوجستي للجمعيات الاسلامية في الدول الغربية و انشاء المراكز لها, غير المساجد و الجوامع التي تنشأها هناك. لا ننسى كذلك المشاريع التنموية التي تدعمها السعودية و السعوديون في البلدان العربية و الاسلامية كمشاريع المستشفيات و الطرق و محطات الكهرباء و السدود و غيرها. الحديث في هذا الجانب يطول و ربما أحتاج الى مئات الكتب حتى أوفيه قدره.


بعد التطرق لهذه النقاط الأربع سأرد على ما تبقى كلامك حيث تقول:
"نحن نهاجم الفكر الوهابي وليس البلد الشقيق .....والأثنين واحد......هذا لأننا نظن أن هذا الفكر أدى و يؤدى إلى تصديع الوطن الإسلامي و تقسيمه إلى فرق يصفها كلها بالضلال و أحياناً الكفر و يدعى بأن الحق معه هو فقط ولا غير .... و أن من لم يتبع فكره فهو فى النار .... بمعنى اللهم أدخلنى الجنة أنا ومحمد ولا أحد معي .... و أن ما فهمه محمد بن عبد الوهاب عن الإسلام هو فقط الصحيح و الباقى كله تخريف و ضلال ولو اجتمعت عليه الأمه .... حتى أن الوهابيه كثيراً ما ناقضت نفسها بنفسها ... و كمثال على هذا موضوع أبن كثير فى الإسلاميه وكيف أنهم ( الوهابيه ) ناقضوا تلاميذ مرجعهم الأساسى أبن تيميه و على رأسهم بن كثير .... ناقضوهم فى وضح الشمس ... و إليك الرابط لترى هذا التناقض بعينيك فقط أقراه بتمعن و أنظر".

لن أتعمق في الأمور المذهبية كثيراً حتى لا أشتت الموضوع كما أتمنى ألا تكون "الطائفية" أو "المذهبية" هي سبب تحاملك غير المبرر على المملكة. أحب أن أقول لك أخي الكريم أن الفكر الذي تهاجمه (الفكر السلفي) يعود له الفضل بعد الله سبحانه و تعالى لما نحن فيه من ازدهار و تقدم, و كون الأمة الاسلامية مقسمة الى فرق و طوائف فهذه حقيقة و واقع لا دخل لمحمد بن عبدالوهاب أو غيره من العلماء فيه, كما أن كون بعض هذه الفرق أو أغلبها على ضلال فهذه أيضاً حقيقة و واقع يمكن كشفه بسهولة بالرجوع الى كتاب الله و سنة رسوله و آراء الأئمة الأربعة رحمهم الله. أما قولك أن البعض يتعصب لآراء الشيخ و يضلل غيره فهذا يعتمد يا أخي الكريم على الشخص نفسه و مدى فهمه للدين, و التطرف و الغلو و التعصب الأعنى للعلماء يا أخي الكريم لا دين له و لا لغة و يجب على المسلمين جميعاً نبذه.

و أخيراً تطرقت الى نشأة الدولة السعودية و التحالف بين الشيخ محمد بن عبدالوهاب و الامام محمد بن سعود الى ان وصلت الى حملة محمد علي باشا (مع تغييبك لمجازره المروعة التي ارتكبها في الجزيرة), و هذا على كل حال أخي الكريم موضوع طويل و متشعب قد نحتاج الى شهور حتى نوفيه حقه. اختصاراً للوقت و الجهد علينا أن ننظر الى النتائج و الواقع الملموس و الذي ذكرته لك بعضه هنا فالأمور تنسب الى مسبباتها فالنتائج الجيدة لا تنتج من المسببات السيئة و العكس صحيح, كما يجب علينا ألا نغفل نسبية الأمور فلا يجد شيء صحيح أو مثالي 100% في هذه الدنيا و السعودية و السعوديين قد يعتريهم النقص و القصور مثلهم مثل باقي الدول و الشعوب, لكن هذا بأي حال لا يبرر أن ننقلب 180 درجة و نصور الأمور بصورة سوداوية لا تمت للواقع بصلة.

في الختام أحب أن أعيد و أذكر اخواني بأني لا أغرض بهذا الموضوع المنة أو التعصب لبلدي لأنه في الأول و الآخر هو بلد كل المسلمين, لكني غرضت فقط الدفاع (و هو حق من حقوقي) لا غير.

تحياتي للجميع
__________________