عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 17-10-2003, 10:59 PM
المناصر المناصر غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
المشاركات: 396
إفتراضي د.الأهدل: الإيمان هو الأساس (72) تابع.. شبهة شيطانية..

دروس في الإيمان (72)

بقية الحديث على العبارة المنسوبة إلى رابعة العدوية:

"ما عبدت الله خوفاً من ناره ولا حباً لجنته، فأكون كالأجير السوء، بل عبدته حباً له وشوقاً إليه". [إحياء علوم الدين (4/310)]

أثران خطيران يترتبان على هذه العبارة

الأثر الأول:
أنها تخالف ما دلت عليه نصوص القرآن والسنة، وتزهد في منهج الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام، في الخوف من عذاب الله والرجاء في ثوابه.

بعض الآيات الدالة على بطلان تلك العبارات:
فقد دلت آيات القرآن الكريم على مدح من اتصف بالخوف من الله وخشيته والخوف من عذابه، وأن ذلك من صفات عباده الصالحين من الأنبياء وأتباعهم، بل من صفات الملائكة المقربين، وقصر سبحانه خشيته على العلماء به، وذكر تعالى أن من مقاصد إنزال القرآن على رسول صلى الله عليه وسلم تذكرة من يخشاه عز وجل، وهذا كثير جدا في القرآن العظيم.

خشية الله والخوف منه ومن عذابه:
قال تعالى: ((وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ )) [النور: 52].

فقد رتب الفوز على ثلاثة أمور: أحدها خشية الله، فخشية الله من صفات الفائزين من عباده.

وقال تعالى: ((طه (1) مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْءَانَ لِتَشْقَى (2) إِلا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَى )) [طه:1-3].

وقال تعالى: (( وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ )). [فاطر: 28].

وقال تعالى: (( أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الأَلْبَابِ (19) الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَلا يَنْقُضُونَ الْمِيثَاقَ (20) وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ )) [الرعد: 19-21].

فقد أثنى الله على عباده العلماء العقلاء بخشيته وخوف سوء الحساب يوم القيامة.

وقال تعالى: (( وَلَقَدْ ءَاتَيْنَا مُوسَى وَهَارُونَ الْفُرْقَانَ وَضِيَاءً وَذِكْرًا لِلْمُتَّقِينَ (48) الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ وَهُمْ مِنَ السَّاعَةِ مُشْفِقُونَ )) [الأنبياء:48_49].

وقال تعالى: (( الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلا اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا )) [الأحزاب:39].

وهذا ثناء على رسل الله عليهم الصلاة والسلام.

وقال تعالى: (( وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مِنْ دَابَّةٍ وَالْمَلَائِكَةُ وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ (49) يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ )) [النحل:49-50] وهذه في الملائكة.

وقال تعالى: ((أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا )) [الإسراء: 57] واسم الإشارة (أولئك)يعود إلى (النبيين) في آية سابقة.

وقال تعالى: (( رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَارُ )) [النور: 37].

وذكر تعالى من صفات الأبرار (( يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا )) [الإنسان: 7].

وأمر الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم، أن يذكر بالقرآن من يخاف وعيده..

كما قال تعالى: (( نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ فَذَكِّرْ بِالْقُرْءَانِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ )) [ق:45].

والذين يخافون وعيده هم المؤمنون بالغيب، ومنه الآخرة.

موقع الروضة الإسلامي
http://216.7.163.121/r.php?show=home...enu&sub0=start
__________________
إرسال هذه الحلقات تم بتفويض من الدكتور عبد الله قادري الأهدل..
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك..