عرض مشاركة مفردة
  #1  
قديم 24-10-2003, 04:27 AM
الهادئ الهادئ غير متصل
جهاد النفس الجهاد الأكبر
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2003
الإقامة: بلد الأزهر الشريف
المشاركات: 1,208
إفتراضي العمر و الإنسان................لشيخ الإسلام الإمام الحداد

سبيل الإدّكار والاعتبار بما يمر بالإنسان وينقضي له من الأعمار


هذا أحد المؤلفات القيمه لأحد أقطاب و مجددى الدعوة الإسلاميه وهو

للإمام شيخ الإسلام قطب الدعوة والإرشاد
الحبيـب عبدالله بن علوي الحداد الحضرمي الشافعي
رحمه الله تعالى


يقول المؤلف فى شرحه للكتاب:


اعلم أنـَّا نظرنا في جملة الأعمار التي تمر على ابن آدم و يمر عليها، فوجدناها ترجع إلى خمسة، لكل واحد منها أجل، وللإنسان في كل واحد منها أطوار، يتطور فيها، وينتقل منها، وأحوال تحول عليه. وللناس في ذلك اختلاف، وتوافق و تباين .


العمر الأول منها:


من حين خلق الله آدم عليه السلام، وضمن ظهره الذرية السعداء منهم والأشقياء. فلم تزل تنتقل من صلب إلى رحم، ومن رحم إلى صلب، إلى أن خرج كل واحد منهم من أبيه وأمه.


والعمر الثاني :



من حين خروج الإنسان من بين أبويه إلى الدنيا، إلى وقت موته، وخروجه من الدنيا.


والعمر الثالث :



من حين خروج الإنسان من الدنيا بالموت، إلى أن يـبعثه الله بالنفخ في الصور، وتلك مدة البرزخ.


والعمر الرابع :



من حين خروج الإنسان من قبره، أو من حيث شاء الله بالنفخ في الصور، ليوم البعث والنشور، إلى الحشر إلى الله، والوقوف بين يديه للوزن والحساب، والمرور على الصراط وأخذ الكتاب، إلى غير ذلك من مواقف القيامة وأحوالها، وشدائدها وأهوالها.


و العمر الخامس :



من وقت دخول الإنسان في الجنة إلى الأبد. وهذا هو العمر الذي لا انقضاء له و لا غاية، أو من حين دخول أهل النار إلى النار .
وأحوالهم مختلفة في ذلك، فمنهم الخالد المؤبد بلا غاية ولا نهاية، وهم كافرون على اختلاف أنواعهم، ومنهم الخارجون منها، وهم عصاة الموحدين إما بالشفاعة وإما بغيرها، على حسب ما يأتي من التفصيل، عند شرح ذلك العمر الذي هو العمر الخامس.



ونحن نشرح كل واحد من هذه الأعمار شرحاً وجيزاً، يليق بالزمان والمكان، من غير تطويل وإسهاب، ولا إيجاز مخل بحصول الفوائد المقصودة التي يقع عنها السؤال، وتمس الحاجة إلى شرحها، فأما التفصيل الكلي، فلا مطمع فيه، لأنه يستدعي شرحاً طويلاً وبسطاً مملاً.

يتبع