ومن سجية سماحته حسن الخلق وانبساط الوجه لكلا الخصمين على السوية فيسوي بينهما في مجلس القضاء ولا يقدم أحدهما على الآخر ، وكان يتثبت من صدق الدعاوي والبينات وغيرها ، وقد اتصف ببديهة سريعة ونباهة عالية وصدق مع الله وإخلاص له وتجرد عن حظوظ النفس مما أورث . قناعة الناس بأحكامه ورضاهم بها حتى إنه في بعض الأحيان بعد الحكم بين الخصمين مباشرة يذهب الخصمان وينفذان ما حكم به لأحدهما على الآخر طواعية دون إكراه . وفي أغلب الأحيان يعرض الصلح على المتخاصمين .
وقد اشتهر الشيخ بالعدل بين المتخاصمين إلى جانب حلمه الذي سنذكر طرفا منه في فصل لاحق .
والمواقف التي حصلت معه ، وهو مع ذلك غيور على محارم الله أن تنتهك شديد الغضب لله محافظا على حدوده فكان له من الهيبة ما يمنع البعض من التحايل بالباطل يقول الشاعر راشد بن شعيل .
وهو ممن عاصر الشيخ : مهابته تقمع خبيث الطبوعي راعي التتن في ديرته ما يبونه وممن عمل لديه كاتبا إلى جانب طلبه العلم عنده - معالي الشيخ راشد بن صالح بن خنين المستشار بالديوان الملكي حاليا وعضو هيئة كبار العلماء- ومعالي الشيخ عبد الله المسعري رئيس ديوان المظالم سابقا والشيخ صالح بن حسين العلي- رحمه الله- والشيخ عبد اللطيف بن شديد - رحمه الله- والشيخ صالح بن عبد العزيز بن هليل .
ولقد كان سماحته يقوم بأعمال أخرى إلى جانب عمله في القضاء وهي مرتبطة عادة بالقاضي وهي : -
1- خطابة الجمعة في الجامع الكبير في الدلم وإمامته .
2- العناية بالمساجد وأئمتها والأوقاف .
3- الاهتمام بالحسبة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
4- قسمة التركات وتنفيذ الوصايا والولاية على القصر .
5- حفظ الأموال الضالة كالحيوانات .
6- الإفتاء الشرعي في البلد والمملكة عموما .
7- عقود الأنكحة .
.. يتبع ..