عرض مشاركة مفردة
  #9  
قديم 27-10-2003, 10:17 AM
الفخر الرازي الفخر الرازي غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2003
الإقامة: مدني
المشاركات: 110
إفتراضي

تلطيخ قميص يوسف بدم مكذوب لاخفاء الجريمة


بعد أن ألقى اخوة يوسف أخاهم في البئر أرادوا أن يُخفوا جريمتهم، لذلك عمدوا الى جَدْي من الغنم فذبحوه ثم غمسوا قميص يوسف في دمه ورجعوا الى أبيهم يعقوب في وقت العشاء يبكون، وانما جاءوا وقت العتمة ليكونوا أجرأ في وقت الظلام على الاعتذار بالكذب، فلمّا دنوا منه صرخوا صراخ رجل واحد ورفعوا أصواتهم بالبكاء والعويل، فلما سمع يعقوب عليه السلام صوتهم فزع وقال: ما لكم يا بَنيّ، هل أصابكم في غنمكم شىء؟ قالوا: لا، قال: فما أصابكم وأين يوسف؟ فقالوا له كاذبين: يا أبانا انّا ذهبنا للسباق والرمي بالسهام وتركنا يوسف عند متاعنا فأكله الذئب وأنت لَسْتَ بمصدقنا ولو كنا صادقين.
قال تعالى: {وَجَاؤُواْ أَبَاهُمْ عِشَاء يَبْكُونَ 16 قَالُواْ يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِندَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ وَمَا أَنتَ بِمُؤْمِنٍ لِّنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ 17} [سورة يوسف].
وعندما سمع يعقوب عليه السلام كلام أبنائه وما ادعوه بَكى وقال لهم: أين القميص؟ فجاءوا بالقميص عليه دم كذب وليس فيه خرق، ويُروى أنّ يعقوب عليه السلام أخذ القميص وأخذ يقلبُهُ وقال لهم متهكماً: ما أحلم هذا الذئب الذي أكل ابني دون أن يمزق ثوبه!! وقال هذا الكلام تَعريضا بكذبهم وايذاناً لهم بأن صنيعهم ومكرهم هذا لم يَمرّ عليه، قال الله تعالى: {وَجَآؤُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ 18} [سورة يوسف] أي لقد زينت لكم أنفسكم أمراً غير ما تصفون فصبر جميل وربي المعين على ما تصفون من الكذب.


انقاذ يوسف عليه السلام من البئر


أقام يوسف عليه السلام في البئر ثلاثة أيام وكان البئر قليل الماء ومرت قافلة من القوم أمام البئر الذي ألقيَ فيه يوسف عليه السلام فبعثوا من يستقي لهم الماء من البئر، فلمّا أدلى دَلوه في البئر الذي فيه يوسف عليه السلام تعلق به، فلمّا نزع الدلو يحسبها قد امتلأت ماءً، اذا بها غلام جميل الوجه مشرق المحيا فاستبشر الرجل به وقال لأصحابه: يا بُشرى هذا غلام، فأقبل أصحابه يسألونه الشركة فيه واستخرجوه من البئر، فقال بعضهم لبعض: اكتموه عن أصحابكم لئلا يسألوكم الشركة فيه، فان قالوا: ما هذا؟ فقولوا: استبضعناه أهل الماء – أي وضعوه معنا بضاعة- لنبيعه لهم بمصر ولمّا استشعر اخوة يوسف عليه السلام بأخذ القافلة ليوسف عليه السلام لحقوهم وقالوا: هذا غلامنا (أي عبد لنا) أبقَ وهرب منا فصدقهم أهل القافلة فاشتروه منهم بثمن بخس وقليل من الدراهم المعدودة، قال الله تعالى: {وَجَاءتْ سَيَّارَةٌ فَأَرْسَلُواْ وَارِدَهُمْ فَأَدْلَى دَلْوَهُ قَالَ يَا بُشْرَى هَـذَا غُلاَمٌ وَأَسَرُّوهُ بِضَاعَةً وَاللّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَعْمَلُونَ 19 وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكَانُواْ فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ 20}[سورة يوسف].


بيع يوسف عليه السلام لعزيز مصر ووزيرها


لما ذهبت القافلة ومعها يوسف عليه السلام الى مصر، وقفوا في سوق مصر يعرضونه للبيع، فأخذ الناس في مصر يتزايدون في ثمنه حتى اشتراه منهم عزيزا وهو الوزير المؤتمن على خزائنها يقال له "قطفير" وكان ملك مصر يومئذ "الريان بن الوليد" وهو رجل من العمالقة، وذهب الوزير الذي اشترى يوسف عليه السلام به الى منزله فرحا مسرورا بيوسف وقال لامرأته واسمها زليخا وقيل راعيل: {أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا 21} [سورة يوسف] وكان هذا الوزير لا يأتي النساء ولا يميل لهنّ وكانت امرأته "زليخا" امرأة جميلة حسناء ناعمة في مُلك ودنيا.
ولما رأى هذا الوزير في يوسف عليه السلام الذكاء والأمانة والعلم والفهم جعله صاحب أمره ونهيه والرئيس على خَدَمِهِ وهذا اكرام من الله حيث قيّض الله تبارك وتعالى ليوسف الصديق عليه السلام العزيز وامرأته يُحسنان اليه ويعتنيان به، كما أنقذه من اخوته حين هموا في البداية بقتله الى أن ألقوه في البئر ثم أخرجه منه وصيّره الى هذه الكرامة والمنزلة الرفيعة عند عزيز مصر ووزيرها، ومكن له في الأرض وجعله على خزائنها وتولاه الله بعنايته وعلّمه من لدنه علما عظيما وأعطاه علم تعبير الرؤيا والله تعالى غالب على أمره نافذ المشيئة في مخلوقاته، فعال لما يريد لا أحد يمنع ما شاءه الله وقدّره، يقول تعالى: {وَكَذَلِكَ مَكَّنِّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ 21} [سورة يوسف].
ولمّا بَلَغَ يوسف عليه السلام شدته وقوته في شبابه وبلغ اربعين سنة ءاتاه الله الحُكم والعلم وجعله نبيّاً وكذلك يجزي الله المحسنين من عباده القائمين بأمره المهتدين الى طاعته، قال تعالى: {وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ 22} [سورة يوسف].
__________________
* . لا إله إلا الله محمد رسول الله . *
* . لا إله إلا الله محمد رسول الله . *
* . لا إله إلا الله محمد رسول الله . *
اللهم صل وسلم على سيدنا محمد نور عيوننا وحبيب قلوبنا
صلاة وسلاما دائمين متلازمين إلى يوم القيامة


* ألله * ألله * ألله * ألله * ألله * ألله * ألله * ألله * ألله * ألله * ألله * ألله * ألله *

* ألله * ألله * ألله * ألله * ألله * ألله * ألله * ألله * ألله * ألله * ألله * ألله * ألله *

{*} وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا {*}

[HR]
والسادس الفخر الإمام الرازي *** والرافـــعــــي مثلــــــه يوازي
[من قصيدة السيوطي في أسماء المجددين]