[خبيب]

نقلا عن جريدة القدس العربي

قال.

القدر الاميري لحكام السعودية ( نزار الأحمد )

الاستاذ رئيس التحرير
تحية طيبة وبعد،
استضاف برنامج بلا حدود في قناة الجزيرة الامير طلال بن عبد العزيز الذي اجاب عن سبب بذخ الامراء وفسادهم وتسلطهم قائلا:
ما ذنبنا خلقنا امراء.. حاجة من الله!
لن اكلف نفسي بالرد علي هذا المنطق. ولن اعرض هذه الاجابة علي المفتي عبد العزيز ال الشيخ.
ولن اطلب من المثقفين وعلماء النفس تحليل هذا الرد الذي يعكس ثقافة تراكمية.
ولكن اجد هذه الاجابة متطابقة او ان شئت قل مكملة لتصريحات وزير الداخلية لصحافة يوم الخميس 23/10 عن المظاهرات حيث قال ان هناك عقوبات رادعة ضد التجمهر والتظاهر علي اعتبار ذلك مخالف لما هو قائم .
انها معادلة الحكم في السعودية، انها تمثل العلاقة بين الحاكم والمحكوم، انها سياسة الابواب المفتوحة.
انها الخصوصية التي تتميز بها السعودية عن العالم نعم ما ذنبنا خلقنا امراء.. حاجة من الله من يعترض علي هذه الثقافة فهو مخالف لما هو قائم وسوف يعرض نفسه للعقاب كما ذكر وزير الداخلية ان تحول فائض الاقتصاد من 200 مليار دولار الي دين بـ700 مليار ريال هو قدر هو حاجة من الله ان البطالة التي وصلت الي 40% هي قدر وحاجة من الله.
ان المطالبة بالاصلاح هو مخالف لما هو قائم .
لذلك يجب علي العلماء والكتاب تكريس هذا الواقع ما ذنبنا خلقنا امراء حاجة من الله!
علي علماء السلطان تحذير الامة وتحذيرها من الفتنة ورفع شعار حنا احسن من غيرنا ومعناها نحس احسن من غيرنا!
احسن من صدام الدموي احسن.. البعث واباؤنا عاشوا في خوف ورعب لم يكن هناك كهرباء ولا تلفون اليوم يوجد مليون هاتف نقال وثابت الحمد لله.
الاصلاح مطلب للجميع لانه صمام امان للبلاد فهو الغاية التي نتفق عليها ولكن يختلف علي الآلية، هناك من يعتقد ان الخطابات الموقعة من المثقفين هي افضل وسيلة للاصلاح.
وانا اقول ان طريق الاصلاح ليس مفروشا بالنوايا الحسنة ان الاصلاح يحتاج الي عقليات تتعامل مع الواقع الذي تعيشه البلاد الذي جسده الامير طلال عندما أجاب ما ذنبنا خلقنا امراء حاجة من الله ! ولكن رغم كل الاحباط الذي يملأ النفوس ورغم كل الفرص التي ضيعتها الدولة فالاصلاح آت ان القضية قضية وقت ولكن ما هو الثمن الذي ستدفعه للوقت.