عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 01-11-2003, 07:40 PM
الصورة الرمزية لـ الوافـــــي
الوافـــــي الوافـــــي غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
الإقامة: saudia
المشاركات: 24,409
إفتراضي

ومما تقدم ، يتضح جليا مدى المنجزات العملاقة لهذه الدولة الفتية ، التي سخرها المولى عز وجل لخدمة الحجيج منذ تأسيسها ، بل منذ اللحظات الأولى للتأسيس على يد الموحد الملك عبدالعزيز يرحمه الله ، حيث كانت الأجزاء التي يتم تحريرها ، تكون الأكثر آمان والأكثر حرصا على خدمة الحجاج ، أثناء مرورهم بتلك الأجزاء المحررة ، إلى أن تم توحيد المملكة تحت رآية التوحيد الخفاقة ، وتبع ذلك أمن شمولي ليس لمكافحة الإجرام المتمثل في قطع الطرق وسلب الحجاج وترويعهم ، بقدر ماتجاوز ذلك المفهوم ، بالقضاء المبرم على تلك الجرائم ، وتجاوزها إلى مفاهيم أمنية أشمل ، لاتقل بأي حال عن أهمية معالجة تلك المشاكل . ما يترجم ذلك واقعا ملموسا ومعايشا من خلال تلك الجولات الميدانية التي تسبق موسم الحج ، والتي من خلالها ايضا تتبلور التوجيهات السامية من لدن مقام حكومة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني ، والتي يحرص على تثبيتها واقعا معايشا صاحب السمو الملكي الأمير / نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية وسمو نائبه صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبدالعزيز وسمو أمير منطقة مكة المكرمة صاحب السمو الملكي الأمير / عبدالمجيد بن عبدالعزيز ، إذ أن الأمير الحرص على زيارة كل المرافق التي تخدم الحجيج ، والحرص على الوقوف على إمكانيات وإستعدادات كافة المرافق ذات العلاقة بخدمة الحجيج ، يعد قمة التفاني الصادق في خدمة الحجيج ، وما ذلك إلا تأكيدا من للثوابت الراسخة التي قام وتكفل بها هذا الكيان ، خدمة لحجاج بيت الله الحرام والمعتمرين والزوار ، فكان الأمن المقرون بالإمان ، أمن بلاخوف ، وطمأنينة بلا وجل ، وتجاوزت الأمة المقولة المنتشرة آنذاك عن الحاج ( الذاهب مفقود والعائد مولود ) فكان الأمن الفقهي ، الذي كان متمثلا في الشريعة السمحاء ، المبني على تعاليم تلك الشريعة السمحاء ، التي وصفها سيد الخلق محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم بالمحجة البيضاء التي لايزيغ عنها إلا هالك ، إذ كانت مواسم الحج فيما مضى ، يتخللها بعض البدعيات ، التي قد تفسد على الحاج حجة ، فكانت هنالك لجان التوعية في الحج التي من مهامها ، محاربة البدعيات ، وتوضيح أداء النسك وفق ماجاء في الكتاب والسنة ، وتبصير الحجاج بإمور دينهم من خلال المخاطبة ، ثم تطورت مع تقادم السنين لنجد اليوم كل من رابطة العالم الإسلامي ، والرئاسة العامة لإدارات البحوث والدعوة والإرشاد ، وهيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، تعمل على إقامة المحاضرات والندوات والدروس والبرامج الإذاعية والتلفزيونية ، وتوزيع الكتب الدينية والنشرات الفقهيية ، بكل لغات العالم ، والتي أسهمت فعلا في تبصير الحجاج بأمور دينهم وأداء نسكهم ، وبعدهم عن كل مايعكر حجهم ، والتفرع لهذه العبادة بكل إخلاص وتجرد ، وسط أجواء روحانية خالصة لوجه الله الكريم ، والبعد عن البدعيات وكل مايشغل الحاج عن علاقته بربه عز وجل ، فأستتب الأمن وأنحصرت الجريمة ، وتوقدت المشاعر بفيض هذه التوعية الصادقة ، والخدمات التي ساهمت في تفرغ الحاج للعبادة .. ..ثم كان الأمن الإعلامي المبني على النقل الصادق ، الذي يعطي للكلمة مصداقيتها ، فكانت وسائل الإعلام ترجمة صادقة للواقع ، وكانت مرجعا ثريا للفتوى والمتابعة ، وكانت جسرثقة ربط الحاج بأهله والعكس ، من خلال منظومة متكاملة ، من أحدث ماتوصل إليه العالم ، فالبث مباشر على مدار الساعة ، والحج مفتوح على العالم إعلاميا .

تحياتي

__________________


للتواصل .. ( alwafi_248@hotmail.com )

{ موضوعات أدرجها الوافـــــي }