بعد هذا لابد أن أشير هنا إلى موضوع هام جدا ورأيت أن أختم به هذا الطرح ، وهو بخصو التوعية بالحج ، أذكر وأنه وفي العام الماضي وتقريبا قبل آيام من إنعقاد ( المؤتمر الأول لتوعية الحجاج ) وفي الوقت الضائع كما يسميه الرياضيون ، تلقيت دعوة كريمة من مقام وزارة الحج ممثلة في إدارة الشؤون الإعلامية للمؤتمر للمشاركة بالرأي بمناسبة قيام الوزارة بتنظيم ( المؤتمر الأول لتوعية الحجاج ) بالعاصمة الماليزية ( كوالالمبور) وذلك في رجب من ذالك العام ، وحيث أن لي مشاركات مدعومة وموثقة تتعلق بالحج شؤون وشجون ، ولي بفضل الله مساهمات تم إرسالها إلى معهد أبحاث الحج بمكة المكرمة من قبل أمارة مكة المكرمة ، وجلها يتحدث عن التوعية في الحج ، ومما يدل أن أن ذلك المؤتمر ماكان إلا نزوة ، أو بمعنى أصح ردة فعل إرتجالية ، لما يعايشه الواقع من غياب إعلامي مواكب ، يصل إلى الحاج والمعتمر في موطنه ، ونتج عن ذلك بطبيعة الحال سؤال بريء للغاية ، وهو يتمثل في إختيار ماليزيا موقعا للمؤتمرالأول ، والتي تختلف مناسباتها عن موسم الحج إختلاف كلي وجذري ، حتى لو أعدت ماليزيا بلدا متقدما في بعض المجالات ، فموسم الحج يختلف عن مواسم السياحة وعن محافل الرياضة ومن غرائب وعجائب ومبتكرات العصر، وكان لابد من التنبه لذلك ، وكم كان بودي أن تحتضن مكة المكرمة أو المدينة المنورة أوجدة هذا المؤتمر خصوصا بأنه الأول ، لتكون الرسالة أشمل والصدى أقوى ، وستكون المشاركة فيه اكثر ، فالتجاراب والنجاحات الماليزية ليست هي المثلى ، إذا قورنت بموسم الحج ، وكان يمكن في إختيار ( أندونيسيا أو الباكستان أو الهند أو إيران أو نيجيريا ) لأن تكون مقرا للمؤتمر في سنواتها الأولى ، إذ أن قدوم الحجاج من تلك الدول يعد مرتفعا ومؤثر سلبا أو إيجابا في نجاح الحج ، كما يجب أن يكون المؤتمر مدعوما بحملة إعلامية مواكبة ، من خلال إستئجار محطات فضائية ومحلية سواء مع المؤتمر أو حتى خلال موسم الحج ،إذ أن التوعية في الحج موضوع هام ويحتاج إلى أكثر من وقفة ، تعطي هذا الجانب إهتماما خاصا يتواكب فعلا مع ماتقدمه الدولة السعودية في مجال خدمة ضيوف الرحمن ، والذي أشعر أن هنالك قصورا في مجال التوعية ، ينعكس سلبا على صورة أداء اللجان المركزية في الحج وعلى صورة الأداء لكافة المرافق بشكل عام ، والتي نأمل تتجاوز حدود توعية الحاج إلى ماهو أشمل وأبعد على الصعيد الإعلامي ، الذي يجب أن يكون نشطا ، بتبني وزارة الحج مجال التوعية المكثفة والشمولية ، التي تصل إلى الحاج الوافد وكذلك غير الحاج ، والتي يجب أن تكون من خلال دراسات وأفكار مواكبة ومتجددة ، وعبر كافة الوسائل ، وكما أشرنا في طروحات سابقة ، يجب أن يكون لممثليات خادم الحرمين بالتعاون مع كل من وزارتي الحج والإعلام دور فاعل ومؤثر ، يتوائم بالتالي مع الطموحات والآمال التي تبذل كل عام ، للسعي وراء إستكمال كل مقومات النجاح وذلك في حدودها العليا..
تحياتي