التوعية هنا ليست دعاية ولا تطبيل بل حقائق تفيد الحاج بمعرفته بها ، وتجعل حجه مطمئن ويسير ، فالحاج ـ حينما يكون على إطلاع و يدرك أن المملكة العربية السعودية ، حققت من المنجزات العظام الشيء الكثير يرتاح نفسيا ، ولايعد ذلك وهج إعلامي ، بقدر ماهو باعث على الإرتياح ، ودحرا للأصوات المبحوحة ، التي تستهدف تشويه الحقائق ، وتستغل كل شاردة وواردة للإساءة إلى المملكة ، وكأن الحج كما كان قبل مايزيد على قرن (الذاهب إليه مفقود والعائد منه مولود )
فإنفاق مئات البلايين على توسعة الحرمين الشريفين وتسوية المشاعر وإنشاء الطرق والجسور والأنفاق ، وعشرات المستشفيات ومئات المراكز الصحية والهلال الأحمر ، وتأمين مياة الشرب العذبة والأغذية
وإنفاق قرابة خمسة مليار لإنشاء مخيمات ضد الحريق وفق تصاميم غاية في الروعة والجودة وأكثر من نصف مليار لإقامة أحدث مجزرة على مستوى العالم ، خدمة للحاج ومساعدة في نظافة البيئة بما يعود بالنفع أولا وأخير على الحاج بل بالمختصر جدا ، إنشاء أحدث المدن العالمية ، المكتملة البنى التحتية والتي تضاهي أكبر المدن ، وذلك لمدة ثلاثة أو خمسة آيام ، في زمن معلوم ومساحة محدودة وتضاريس متباينة ، وأمام أكثر من مليوني حاج ، أكثرهم من الطاعنين في السن والنساء والحوامل ، لغات شتى وأجناس شتى تقدم لكل منهم خدمة شمولية قد لايجدها في بلده ، مثل هذه المنجزات والمعطيات لابد أن تصل إلى الحاج في بلدة ليكون على بينة ، فحينما يدرك أنه قادم إلى هذه الضيافة السخية ، وهذه التجهيزات الجبارة حتما سيطمئن ويتجرد من كل ملذات الدنيا ويتفرغ لأداء مناسكه بكل أريحية وتجرد ، وسط أجواء روحانية آمنة ، ترفع من معنويته ومن إستشعاره للمسؤلية تجاه نفسه والآخرين
تحياتي